«نيويورك تايمز»: بعد مذبحة المسجد.. الجيش المصري يضرب في سيناء مرة أخرى

الأحد 11 فبراير 2018 08:02 ص

ذكرت مصر أن طائراتها الحربية ضربت أهدافا مسلحة في شمال سيناء ليلة الجمعة، ما أدى إلى تدمير مخازن للأسلحة؛ حيث اقتحمت القوات البرية أوكار المسلحين في إطار هجوم كبير ضد تنظيم الدولة الإسلامية، في أحد أقوى معاقله في الشرق الأوسط.

وقد أمر الرئيس «عبدالفتاح السيسي» - الذي ينتظر إعادة انتخابه الشهر المقبل - بالهجوم، بعد أن قتل مسلحون من تنظيم الدولة الإسلامية 311 شخصا - على الأقل - في هجوم مسلح فجروا فيه مسجدا في شمال سيناء، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في أعنف هجوم إرهابي في مصر.

وبعد فترة وجيزة، حدد «السيسي» مهلة 3 أشهر للجيش لهزيمة المسلحين، وبدأت العملية صباح يوم الجمعة الماضي.

ولكن على الرغم من أن الجيش أعد الجمهور المصري لإصابات واسعة النطاق، مع استعداد المئات من أسرة المستشفيات لحالة طوارئ، واستدعاء الأطباء من إجازاتهم، لكنه لم يقدم سوى تفاصيل قليلة عن العملية.

وظهر البيان الصحفي الرئيسي الذي أصدره الجيش في شكل فيديو، مع خلفية من الصور والموسيقى، ولكن لم تتوفر معلومات عن حجم أو أهداف العملية التي وصفها الجيش بأنها أكبر هجوم ضد تنظيم الدولة الإسلامية منذ أعوام.

وأظهرت هذه الصور دبابات تطلق القذائف، وطائرات حربية تسقط القنابل، وقوارب مسلحة تشق البحار، ما يمثل نوعا من الحروب التقليدية التي حذر منها حلفاء مصر الأمريكيين منذ أعوام، وقد حث المسؤولون الأمريكيون مصر على تبني تكتيكات أكثر اعتدالا لمكافحة التمرد في سيناء، تركز على كسب دعم السكان المحليين.

ومع ذلك، يبدو أن الصور التي نشرت يوم الجمعة كانت في الغالب لقطات مخزنة من عمليات مصرية سابقة، وقال المحللون إنهم يجدون صعوبة في فهم الأهداف المحددة لـ«السيسي» في سيناء.

وقالت «ميشيل دان»، من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن «مصر أعلنت عن العملية النهائية ضد الإرهاب عدة مرات من قبل، لكن التمرد لم ينته، بل أصبح في كل مرة أكثر فتكا ضد المدنيين والجنود»، وأضافت: «من المستحيل معرفة ما إذا كان الأمر سيكون مختلفا هذه المرة».

وتأتي العملية قبل أيام من زيارة وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» للقاهرة، وقال مسؤول عسكري في واشنطن إن قادة أمريكيين قدموا، منذ عدة أعوام، مساعدة استخباراتية للقادة المصريين في سيناء، عبارة عن صور استطلاعية، ومعلومات استخباراتية تم جمعها من أجهزة التجسس، ومعلومات أخرى من أجهزة استشعار متطورة.

ومنذ عام 2015، تعاونت مصر أيضا، بشكل وثيق، مع (إسرائيل) في سيناء، وقامت طائرات إسرائيلية بدون طيار وطائرات هليكوبتر ونفاثات بعشرات الهجمات في المنطقة، بموافقة سرية من «السيسي»، ولم يذكر الجيش المصري عدد القوات المشاركة في العملية الحالية.

لكن وزارة الداخلية قالت إنها في حالة تأهب قصوى في جميع أنحاء مصر، وشددت الأمن حول محطات الطاقة ودور العبادة والمواقع السياحية؛ تحسبا لضربات انتقامية محتملة.

وفي حين تفكك تنظيم الدولة الإسلامية في أماكن أخرى، فقد وسع التنظيم نطاقه في مصر خلال الأشهر الـ15 الماضية، مع تنفيذ تفجيرات انتحارية في الكنائس المسيحية في الإسكندرية والقاهرة، وهجوم مسلح على الحجاج المسيحيين أثناء سفرهم بحافلة إلى دير في الصحراء جنوب القاهرة.

واستهدف هجوم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مسجدا في سيناء، استهدف التنظيم فيه مسلمي الأقلية الصوفية، ما أكد على تحول التنظيم نحو العنف الطائفي في مصر.

ومن المقرر أن يطير «تيلرسون» إلى القاهرة في إطار جولة من 5 دول حول الشرق الأوسط تركز على الاستقرار بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، وستكون أول زيارة يقوم بها إلى مصر كوزير للخارجية.

وتعدّ عملية سيناء في غاية الحساسية لـ«السيسي»، وهو رجل عسكري سابق قام بإزاحة منافسيه الجادين في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الفترة من 26 إلى 28 مارس/آذار، وأصبح يستهدف منتقديه ومعارضيه أكثر من أي وقت مضى.

وقد اعتقل الجيش وسجن رئيس هيئة الأركان السابق «سامي عنان»، الذي حاول الترشح ضد «السيسي» في الانتخابات، بينما قالت أسر صحفيين اختفيا يوم الأحد الماضي إنهما يعتقدان أنهما محتجزان من قبل الأمن المصري، وندد زعماء المعارضة بانتخابات مارس/آذار المقررة، ووصفوها بأنها «مهزلة»، وحثوا المصريين على مقاطعة التصويت.

لكن حكومة «السيسي» حذرت الصحفيين الذين يغطون عملية سيناء من أن يواجهوا محاكمات محتملة إذا ما نشروا تقديرات غير رسمية للإصابات أو معلومات أخرى غير مصرح بها عن المعركة.

  كلمات مفتاحية

الجيش المصري سيناء عبد الفتاح السيسي ريكس تيلرسون تنظيم الدولة الإسلامية