ألمح رئيس قسم أبحاث مكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط للدراسات «تشارلز ليستر» إلى خلاف بين وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سي آي إيه»، والبنتاغون (وزارة الدفاع)، بشأن التعامل مع الميليشيات الكردية المعادية لتركيا.

وقال «ليستر»، إنه قبل بدء عملية عين العرب/ كوباني عام 2014، كانت الولايات المتحدة تعتبر تنظيم «وحدات حماية الشعب» (ي ب ك) ذراعا لتنظيم «حزب الاتحاد الديمقراطي» (ب ي د) في سوريا، لكنها غيرت من لهجتها تجاهها، ومسحت تصريحاتها السابقة من مواقع الإنترنت، إثر تعاونها مع التنظيم بعد بدء العملية.

وأضاف: «لكن الغريب هو أن وكالة الاستخبارات الأمريكية أوضحت، قبل فترة قصيرة، بأن (ب ي د) هو ذراع لـ(بي كاكا)، في تغيير يعدّ لافتا، ويشير إلى وجود خلافات بين الوكالة ووزارة الدفاع الأمريكية»، وفق تصريحات لـ«الأناضول».

ووفق الخبير، فإن تغيّر الموقف الأمريكي لا يعتبر مفاجئا بشكل كبير، غير أن عدم انسجام السياسة الأمريكية تجاه (ب ي د)، يعتبر، من جهة أخرى، «مشكلة كبيرة».

واعتبر «ليستر» أن واشنطن تتبنى «نهجا غير منطقي» بخصوص تنظيم (ب ي  د)، الذراع السوري لتنظيم (بي كاكا).

وأوضح أن «تركيا كانت تشعر بأن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي تركاها وحيدة، ما جعلها تبحث عن حليف جديد شمالي سوريا، وهو روسيا».

لكنه أردف مستدركا: «روسيا لا تعد الشريك الأمثل لتركيا، وهناك ضرورة لالتقاء أنقرة وواشنطن في نقطة مشتركة بخصوص سوريا».

«فيصل عيتاني»؛ الخبير بشؤون الشرق الأوسط في «المجلس الأطلسي» (مؤسسة بحثية دولية مستقلة)، تساءل من جهته: «ماذا سيكون موقف (إسرائيل) في حال قدمت واشنطن السلاح لحزب الله بهدف محاربة تنظيم القاعدة جنوبي سوريا؟».

وأضاف: «أنه نفس الموقف الذي يفرض نفسه بالنسبة لتركيا على خلفية الدعم الأمريكي لتنظيم (ب ي د)»، مشدّدا على أن الموقف التركي الغاضب بهذا الشأن «صائب».

والسبت، نقلت «رويترز»، عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن وزير الخارجية «ريكس تيلرسون» يتوقع أن يجري محادثات صعبة خلال جولة في الشرق الأوسط تشمل خمس دول، بينها تركيا، حيث سيدعو قادتها إلى كبح حملة «غصن الزيتون».

وأضاف المسؤول: «ستكون محادثات صعبة.. الأتراك غاضبون، وهذا وقت صعب للتعامل فيما بيننا ولكننا نعتقد أنه لا تزال هناك بعض المصالح الأساسية المشتركة».