كشفت صحيفة «العرب» اللندنية، المقربة من دوائر إماراتية وسعودية رسمية، عن محاولات يقوم بها جماعة الحوثيون لفتح قنوات اتصال جديدة مع السعودية، لاستئناف محادثات التهدئة، التي كانت قد انطلقت منذ فترة، وأطلق عليها «تفاهمات ظهران الجنوب».

حديث الصحيفة، التي تصدر بتمويل إماراتي، جاء بعد ساعات من تصريحات وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف»، خلال لقائه مع المتحدث باسم ميليشيات «الحوثيين»، «محمد عبدالسلام»، السبت، في العاصمة الإيرانية طهران، والتي أشار فيها إلى «مقترح مكون من أربع فقرات لحل الأزمة اليمنية المستمرة منذ نحو ثلاثة سنوات».

وشدد «ظريف» على «ضرورة وقف الحرب وإطلاق النار الفوري في اليمن»، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».

في سياق متصل، نفى قيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام، لم يذكر اسمه، صحة التصريحات المنسوبة للمبعوث الدولي «إسماعيل ولد الشيخ أحمد» التي تحدث فيها عن عقد جولة من المشاورات بين الحوثيين وحزب المؤتمر في العاصمة العمانية مسقط، بترتيب من المبعوث الدولي الجديد «مارتن غريفيث».

وقال القيادي إن «زيارة مزمعة لولد الشيخ إلى مسقط كانت مقررة، السبت بهدف تهيئة الأجواء للالتقاء بوفد التفاوض الحوثي الموجود هناك، لكن الزيارة ألغيت في اللحظات الأخيرة لأسباب غير معروفة»، بحسب صحيفة «العرب».

لكن مصادر نقلت عنها الصحيفة اللندنية قولها إن سلطنة عمان بدأت جهودا لتشجيع قيادات حزب المؤتمر الشعبي على تجاوز آثار مواجهات الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 2017 التي شهدتها صنعاء، وانتهت بمقتل الرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح»، وأمين عام حزبه «عارف الزوكا»، واعتقال المئات من كوادر وقيادات الحزب.

ووفقا لتلك المصادر، فإن مسقط طالبت حزب المؤتمر بالعودة إلى التحالف السابق مع الحوثيين.

وأضافت أن «مساع قام بها مسؤولون عمانيون نجحت في إقناع الحوثيين بالموافقة على إطلاق سراح اثنين من أبناء صالح والاحتفاظ باثنين آخرين لمرحلة لاحقة وهو ما قوبل برفض قيادة حزب المؤتمر في الداخل التي تشترط إطلاق جميع المعتقلين لمناقشة أي ترتيبات تتعلق بإعادة بناء الثقة بين المؤتمر والجماعة الحوثية».

وتعد طهران من أبرز الداعمين لجماعة الحوثي التي يتهمها التحالف العربي والحكومة الشرعية بتزويدها بالأسلحة المتطورة والصواريخ، «من أجل مهاجمة الأراضي السعودية».

وترتبط سلطنة عمان بعلاقات جيدة مع إيران، لأسباب متعددة، أبرزها سطرة التوجه الشيعي الإباضي على الحكومة، علاوة على التوتر شبه المستمر بين عمان وكل من الإمارات والسعودية، والذي يظهر حينا ويختفي أحيانا.