«أبوالفتوح»: ثمني عند «السيسي» رصاصة.. وبقاء حكم الجيش كارثة

الاثنين 12 فبراير 2018 08:02 ص

قال المرشح الرئاسي المصري السابق رئيس حزب «مصر القوية» المعارض «عبدالمنعم أبو الفتوح»، إنه يدرك أن ثمنه لدى النظام «مجرد رصاصة»، لافتا إلى أن الرئيس الحالي «عبدالفتاح السيسي» يتعامل مع المصريين بمنطق «يا أحكمكم يا اقتلكم».

ودعا خلال حواره مع فضائية «الجزيرة»، إلى الإطاحة بـ«السيسي»، عبر الطرق السلمية، مشيرا إلى أنه «لن يكون سعيدا إذا أطيح بالسيسي عبر انقلاب عسكري جديد».

في أول ظهور تلفزيوني له منذ فترة طويلة، تحدث «أبو الفتوح» من لندن، وقال إنه سيعود إلى مصر، وليس لديه أي نية للبقاء في أي دولة خارجية.

فوضى الانقلاب

ولفت السياسي المصري المعارض، إلى أنه «لن يكون سعيدا لو انقلب الجيش على السيسي»، وقال: «لا أرضى إسقاط السيسي إلا بالصندوق (الانتخاب)».

وأضاف: «ستظل كارثة أن يظل الجيش حاكما لمصر، وأنا أريد أن يكون الجيش في الخنادق مدافعا عن الوطن».

وعادة ما ينفي الجيش المصري، تدخله في الحياة السياسية، ويقول إن دوره هو الحفاظ على الأمن القومي للبلاد، وإنه حين تدخل ضد أول رئيس مدني منتخب «محمد مرسي»، كان ذلك استجابة لمطالب الشعب، ولم يكن انقلابا.

واعتبر «أبو الفتوح» أن الذين يستدعون الفوضى «خطر على الوطن»، وأن الإطاحة بـ«السيسي» عبر الفوضى خطر على الوطن، ورأى أن التغيير يجب أن يكون عبر العمل السلمي، وليس العسكري.

أداء فاشل

ووصف رئيس حزب «مصر القوية»، أداء النظام المصري بأنه «سيئ وفاشل ولا يليق بمصر»، كما وصف «السيسي» أنه «رجل عسكري لا علاقة له بإدارة الدولة وليست له أية خبرة سياسية».

وتساءل: «كيف يقول السيسي إنه ليس سياسيا، رغم أن منصب الرئيس هو قمة العمل السياسي؟»، مضيفا أنه «طالب السيسي بإجراء انتخابات مبكرة والرحيل من أجل مصر».

وتابع: «الحديث عن الرئيس المنقذ، يقزم الشعب المصري، بل إن رئيس الجمهورية موظف عام عند الشعب، والشعب هو من يخلص نفسه وليس شخصا بعينه».

وحمل «أبو الفتوح»، «السيسي» مسؤولية ما سماه «الفشل» في مواجهة الجماعات المسلحة في سيناء، مضيفا: «أنا أكثر غيرة على الجيش المصري من السيسي»، مؤكدا أن «الجيش المصري لا يشرفه أن يتورط في العمل السياسي».

واعتبر أن «السيسي لا خبرة له في إدارة الدولة ولا تاريخ سياسي له»، وبأنه يحكم بطريقة «يا أحكمكم (المصريين) يا أقتلكم وأحبسكم».

واقترح «أبو الفتوح»، تكوين هيئة استشارية تساعد «السيسي» في إدارة الدولة، مشيرا إلى أن الإدارة «بعقل واحد دون مشاركة تمثل خطرا على الوطن».

واعتبر أنه لا يليق أن تدار مصر عبر «السيسي» ومدير مكتبه «عباس كامل» فقط.

وقال إن «مصر غنية بمواردها ولا تحتاج إلى دعم أو قروض من الخارج»، ولكن يكثر فيها الفساد وسوء الإدارة، مضيفا: «لولا الفساد وسوء الإدارة لما لجأنا لرز أو فول من أحد».

وشدد على أن الأمة الإسلامية لن تقوم لها قائمة إلا بتحرر الشعوب العربية وأن تمتلك إرادتها وتصبح قوية في كافة المجالات.

ولفت إلى أن البرلمان الحالي مصنوع ولا يقوم بأي دور رقابي، محذرا من خطر أن تدار الدولة بعقل واحد دون مشاركة من باقي الأطراف.

وأشار إلى أن «تركز السلطات في يد السيسي بمفرده يقود إلى الفساد، والنظام الفاشي هو من يصنع الإرهاب والعنف»، مضيفا: «سياسات القمع والتعذيب والعنف لها نتائج خطيرة جدا».

انتهاكات

واستنكر «أبو الفتوح» حبس رئيس أركان الجيش المصري الأسبق الفريق «سامي عنان»، الذي كان ينوي الترشح للرئاسة، مستبعدا أن يكون الجيش المصري هو المسؤول عما حدث مع «عنان»، واصفا ما حدث بأنه «بعيد كل البعد عن تقاليد الجيش المصري».

وألقت السلطات العسكرية القبض على «عنان»، الشهر الماضي، بعد أسبوع من إعلانه الترشح، وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة إنه خرق القانون بإعلان عزمه خوض الانتخابات دون إذن لأنه ما زال على قوة الاستدعاء.

وتابع: «نحن ضد الإعدامات في القضايا السياسية، ولذلك يجب إيقاف تنفيذ تلك الأحكام، ولا نقول بأن من أخطأ لا يحاسب، ولكن يجب ألا تصدر الأحكام في قضايا سياسية في أوضاع سياسية غير مستقرة، ولا تتسم بالنزاهة، وهو ما يعد قتل خارج إطار القانون».

وعن الاعتداء عن رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق المستشار «هشام جنينة»، قال: «هذا تدن في الأخلاق، وما يحدث في مصر أداء عصابي، والنيابة قامت بالتحقيق معهم وأفرج عنهم»، وأضاف أن «وسائل الإعلام المصرية مسعورة، وتشوه كل معارض سياسي وتسبه، وتنطلق عليه كالكلاب لإثارة الفتن».

كما وصف «أبو الفتوح» ما حدث مع نائبه «محمد القصاص»، أنه «جنون يفوق ما يحدث في جمهوريات الموز»، مطالبا بالإفراج عن المعتقلين ووقف الزج بالأبرياء في السجون.

والخميس الماضي، اقتحمت قوات الأمن منزل «القصاص» في غيابه، قبل ان تلقي القبض عليه، وتقرر النيابة حبسه 15 يوما، في قضية اعتبرها مراقبون، أنها سياسية، وجاءت ردا على إعلان حزب «مصر القوية» مقاطعة انتخابات الرئاسة.

رئاسيات 2018

وأشار السياسي المصري، إلى أنه «لم يترشح في السباق الرئاسي لقناعته بعدم وجود انتخابات من الأساس»، واصفا الانتخابات بأنها «وهمية ولا يوجد بها منافسون».

وقال: «لا توجد بيئة للعمل الديمقراطي بمصر في ظل النظام الحالي»، متسائلا: «كيف أترشح وأنا ممنوع من التحدث إلى وسائل الإعلام المصرية بأوامر من النظام».

وتجرى الانتخابات الرئاسية آواخر مارس/آذار المقبل، وتنحصر المنافسة بين «السيسي»، ومرشح مغمور يدعى «موسى مصطفى موسى» رئيس حزب الغد، سبق أن أعلن تأييده لـ«السيسي».

وتابع: «حينما خضت انتخابات الرئاسة 2012، كنت أحاول إصلاح الدولة دون الانتماء لفصائل بعينها، وبالاعتماد على الوطنيين، ولو كانت الانتخابات الرئاسية في مصر الفترة المقبلة حقيقية لتقدمت؛ لكنني لا أريد أن أشارك في خديعة الشعب».

25 يناير و30 يونيو

ولفت «أبو الفتوح»، إلى أن «ثورة يناير/كانون الثاني 2011 هي الثورة الوحيدة في تاريخ مصر»، مشيرا إلى ان «أكبر خطيئة أننا وافقنا على خلع (الرئيس الأسبق حسني) مبارك، وتسليم السلطة لغير الثوار».

وقال أنه شارك في 30 يونيو/حزيران  2013، لأنها كانت مظاهرات شعبية تستهدف الضغط على الرئيس المنتخب مرسي لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لأنه فشل في إدارة الدولة».

وأرجع «معظم أسباب فشل مرسي إلى الدولة العميقة»، قائلا إن مؤسسات الدولة لم تكن تعمل معه.

وتابع: «استنكرنا ما حدث في 3 يوليو/تموز 2013، وقلنا إنه انقلاب عسكري لا علاقة له بمظاهرات 30 يونيو/حزيران من ذات العام».

وأشار إلى أنه جلس مع الرئيس السابق «عدلي منصور»، لأنه يجلس مع الجميع «عدا الصهاينة»، على حد قوله.

وقال إنه اقترح على «منصور»، إجراء استفتاء شعبي على ما حدث في 3 يوليو/تموز 2013، لكن الأخير رفض.

وأوضح أن «الإخوان في مظلمة كبيرة لا أرضاها لهم، ولا للشعب المصري، وأتمنى أن ترفع عنهم».

وطالب «أبو الفتوح»، جماعة «الإخوان» بإعلان انسحابها من المنافسة على السلطة من أجل مصر، مؤكدا أن منافسة «الإخوان» على الحكم أحد أسباب الكارثة التي تعيشها مصر.

وقال إن «مرسي» بالتخابر مع قطر «عيب»، لافتا إلى أن ما يحدث مع «مرسي» في سجنه الآن لا يليق.

قضايا خارجية

ووصف «أبو الفتوح» التنازل عن جزيرتي «تيران وصنافير»، للسعودية بأنه «غير شرعي وغير قانوني وغير دستوري»، متمنيا أن ينأى النظام السعودي بنفسه عن مأزق موضوع الجزيرتين.

ووقعت مصر والسعودية، اتفاقية تعيين حدود بحرية تنازلت بموجبها مصر عن السيادة على جزيرتي «تيران وصنافير» لصالح المملكة.

كما قال السياسي المصري المعارض، إن الخطيئة التي ارتكبها «السيسي» في ملف سد النهضة، هي التوقيع على اتفاق المبادئ.

وسبق أن وقع قادة كل من مصر وإثيوبيا والسودان، في مارس/آذار عام 2015، اتفاقا يتضمن 10 مبادئ أساسية حول سد النهضة تحفظ في مجملها الحقوق والمصالح المائية، والتعاون على أساس المنفعة المشتركة، وتراعي الاحتياجات المائية لدول المنبع والمصب بمختلف مناحيها، وعدم التسبب في ضرر لأي من الدول الـثلاث.

ووصف «أبو الفتوح» المزاعم التي ساقتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، بقيام (إسرائيل) بشن 100 غارة جوية على سيناء بموافقة «السيسي» بأنه «جريمة مخلة بالشرف»، مؤكدا أن الجيش المصري قادر على حماية سيناء وحدها.

وحسب آراء صحف ومحللين إسرائيليين وأمريكيين، ساعد التدخل الإسرائيلي في سيناء الجيش المصري على استعادة تواجده في معركته التي دامت 5 سنوات تقريبا ضد المسلحين، في الوقت الذي عززت فيه الغارات الإسرائيلية بسيناء أمن حدودها واستقرار جارتها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

انقلاب السلمية أبوالفتوح سامي عنان رئاسيات مصر 2018 سيناء تيران انتهاكات مصر مرسي