اتفقت مصر والولايات المتحدة، على عقد محادثات استراتيجية بين البلدين في النصف الثاني من العام الجاري، وبحثتا وضع آليات جديدة لتعزيز التعاون بينهما.

وقال وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري «سامح شكري»، عقب جلسة مباحثات ثنائية في القاهرة، إن «إدارة الرئيس دونالد ترامب ملتزمة بتعزيز الشراكة في المجالات الاقتصادية والعسكرية ومكافحة الإرهاب».

وتابع أنه بحث مع «شكرى» ملف حقوق الإنسان في مصر والانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرا إلى أن «واشنطن تدعم وجود عملية انتخابية شفافة وحرة ونزيهة».

وأضاف أن «الولايات المتحدة ستدافع دائما عن وجود عملية انتخابية تحترم إرادة الشعوب».

وتناولت المباحثات أيضا قضايا إقليمية ودولية، أبرزها الوضع في سوريا، وعملية السلام في الشرق الأوسط.

وقال «تيلرسون»، إن الإدارة الأمريكية تدعم العملية السياسية التي أطلقتها الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة السورية، وملتزمة بالتوصل إلى حل سلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأضاف أن الحدود الجغرافية لمدينة القدس «يجب أن يتم التوصل إلى الاتفاق حولها بين الطرفين، ولا ندعو لتغيير الوضع الحالي للأماكن المقدسة».

من جانبه، قال الوزير المصري، إن المباحثات بين الطرفين اتسمت بالإيجابية، وكانت شاملة، مشيرا إلى «وجود رؤية مشتركة بين القاهرة وواشنطن بشأن الكثير من القضايا».

وأضاف «شكرى»: «تحدثنا فيما يتعلق باقتراح الوزير الأمريكى إنشاء آلية أخرى لإدارة العلاقات بين البلدين والمتمثلة فى مشاورات (2+2) تضم وزيري الخارجية والدفاع في البلدين».

وأعرب عن تقديره للمقترح الأمريكي، وقال: «نقدر هذا الاقتراح والذى يسهم بشكل إيجابي لمزيد من الانطلاق في علاقات البلدين».

وتابع: «اتفقنا على عقد لقاء استراتيجي بين البلدين بقيادة وزيري الخارجية خلال النصف الثاني من العام الجاري».

وبحث الجانبان أيضا ملف الإرهاب في مصر والمنطقة، وقال «شكري» إن «مصر تثمن الدعم الأمريكي لها في مكافحة الإرهاب».

كما أكد «شكري» أهمية التوصل لحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين، مشددا على «استعداد مصر لمواصلة جهودها لتحقيق هذا الهدف، وتحقيق السلام والاستقرار».

ووصل «تيلرسون»، الأحد، إلى القاهرة، في زيارة ضمن جولة بالمنطقة، تشمل أيضا الأردن وتركيا ولبنان والكويت، يلتقي خلالها عددا من المسؤولين.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية «هيذر نويرت»، أعلنت في وقت سابق، أن «تيلرسون» سيلتقي خلال زيارته للقاهرة، مع كبار المسؤولين المصريين لمناقشة الشراكة بين البلدين وكيفية تعزيزها، وتنسيق القضايا الإقليمية الرئيسية.

كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، أن «تيلرسون سيلتقي مسؤولين أتراك كبار، في (العاصمة) أنقرة، لمناقشة جملة القضايا الثنائية والإقليمية».

وفي الأردن، سيلتقي «تيلرسون»، بالملك «عبدالله الثاني»، ووزير الشؤون الخارجية «أيمن الصفدي»، وفق البيان.

وتشمل زيارة الوزير الأمريكي أيضا بيروت، حيث سيلتقي الرئيس اللبناني «ميشال عون»، ورئيس الوزراء «سعد الحريري»، ورئيس البرلمان «نبيه بري».

وذكر البيان أن «تيلرسون»، سيقود وفدا أمريكيا لحضور الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، المقرر عقده بالكويت في 13 فبراير/شباط الجاري.

وأضاف أن الوفد سيشارك أيضا في مؤتمر إعادة إعمار العراق، المقرر عقده في الكويت أيضا، بين 12 و14 من الشهر الجاري.

وتعد زيارة «تيلرسون» للقاهرة الأولى له، والثانية لمسؤول أمريكي خلال العام الجاري، حيث زار «مايك بنس» نائب الرئيس الأمريكي مصر، في 20 يناير/كانون الثاني الماضي لساعات، التقى خلالها الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي».