تفاصيل الليلة الأولى لنزلاء «الريتز كارلتون» بالرياض.. السجن الذهبي

الاثنين 12 فبراير 2018 05:02 ص

استقبل فندق «الريتز كارلتون» الرياض، النزلاء والزوار، بعد 90 يوما من إغلاقه، واستخدامه من قبل الحكومة السعودية في التحقيق مع العديد من المتهمين في قضايا الفساد.

وبموسيقى العود تصدح في الممرات، ونزلاء يلتقطون الصور، وسرير مريح في غرفة فخمة ومكلفة، افتتح الفندق أبوابه.

وفي الليلة الأولى بعد إعادة افتتاح الفندق أمام النزلاء، بحث الزبائن الذين قرروا تمضية ليلتهم فيه، عن أية آثار مرتبطة بحملة التوقيفات، لكن أملهم خاب بعدما اكتشفوا أن الفندق عاد تماماً إلى ما كان عليه قبل 3 أشهر.

وقال موظف استقبال مبتسما إن «الفرق الوحيد أن البوابات الرئيسية فتحت من جديد».

لكن، بالنسبة إلى دبلوماسي غربي جلس يحتسي كوبا من القهوة ويستمع إلى موسيقى العود المتصاعدة من مكبّرات الصوت، فإن أهم تغيير في الفندق هو «لائحة النزلاء».

وبحسب شركاء تجاريين لبعض رجال الأعمال الذين أُوقفوا في الفندق، فإن كل موقوف مُنح غرفة فيها تليفزيون، لكنهم مُنعوا من استخدام هواتفهم أو الاتصال بالعالم الخارجي عبر الإنترنت.

كما أن السلطات قامت بإزالة الأدوات الحادة والزجاجية كافة؛ من أجل منع الموقوفين من إلحاق الأذى بأنفسهم، وفقا للمصادر ذاتها.

عودة الأدوات الحادة

مع افتتاح الفندق أمام الزبائن من جديد، عادت الأدوات الحادة والأواني الزجاجية إلى غرف الفندق، وبينها غرفة بات فيها صحفي وكالة الصحافة الفرنسية.

ولم يتضح ما إذا كان أحد الموقوفين قد أقام بالغرفة ذاتها، لكن العديد من هؤلاء قضوا فترة احتجازهم في الغرف الكبيرة الفاخرة الأخرى التي تضم مطابخ وصالات استقبال.

وفي الليلة الأولى بعد الافتتاح الجديد، بدا كأن إدارة الفندق قد طلبت من الموظفين عدم التحدث إلى الصحفيين حول فترة احتجاز الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال.

السجن الفخم

وقال أحد الموظفين إنه كان في إجازة طوال الأشهر الثلاثة الماضية، بينما قال موظف آخر إنه كان حاضراً خلال هذه الفترة، رافضاً الإفصاح عن أية تفاصيل حيال ما شاهده أو سمعه.

وبسؤاله عن أثر حملة التوقيفات على الفندق بعدما أصبح يُعرف على الإنترنت باسم «السجن الفخم»، رفض مسؤول في قسم العلاقات العامة الرد أو التعليق، قائلاً إن المسألة «حساسة جداً».

ورفضت إدارة الفندق السماح للمصورين، لكنها اصطحبت المراسلين في جولة، شملت حمام السباحة الداخلي والمطاعم المختلفة، وكانت معظمها فارغة من الزبائن.

لكن، في المقهى الواقع بقاعة الاستقبال، قامت عائلات سعودية بالتقاط الصور.

وبعدما أُجبروا على المغادرة مساء الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2017، عاد رجال أعمال إلى الفندق.

وقال أحدهم: «طُلب منا فجأةً مغادرة الفندق، بعدما أُبلغنا أن هناك مناسبة ما، من الجيد العودة إلى هنا».

واحتجز العديد من الشخصيات من بين أكثر من 381 مشتبها بهم كانوا موضع تحقيق في الفندق الفخم الذي ازدادت شهرته بشكل كبير.

وبين هؤلاء الوزراء والمسؤولين السابقين والأمراء ورجال الإعمال الملياردير السعودي الأمير «الوليد بن طلال» ابن عم ولي العهد، الذي أفرج عنه في 27 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد التوصل إلى اتفاق مع السلطات لم يكشف مضمونه، بينما خرج من الفندق في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، وفي نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضيين، 3 من أبناء الملك الراحل «عبدالله» أبرزهم الأمير «متعب» الذي كان يعتبر من المرشحين لتولي العرش.

وبحسب المدعي العام السعودي «سعود المعجب»، تسمح الاتفاقات المبرمة مع عدد من المشتبه بهم للسلطات باستعادة أكثر من 400 مليار ريال (107 مليارات دولار) على شكل ممتلكات عقارية أو تجارية أو سندات أو نقدا.

وفندق «الريتز كارتلون» في الرياض الذي قامت ببنائه شركة «سعودي أوجيه» المملوكة لعائلة «الحريري» اللبنانية، استضاف في مايو/آيار الماضي، الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» خلال إقامته في العاصمة السعودية، كما أقام فيه الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما».

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية

فندق الريتز كارلتون الحكومة السعودية قضايا الفساد السعودية