«سكاي نيوز»: «بن سلمان» طموح لكنه متسرع وسياساته قادت لانقسامات بالمنطقة

الثلاثاء 13 فبراير 2018 09:02 ص

نشرت شبكة «سكاي نيوز»، اليوم الثلاثاء، تقريرا عن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، وصفته فيه بالأمير الطموح، وريث العرش والقوة في المملكة، لكنها عرجت خلال التقرير إلى الانتقادات التي توجه له ومن بينها أنه قليل الصبر أو متسرع، ما أدى إلى إدخال بلاده في مشكلات مستعصية.

وأشارت الشبكة في الوقت ذاته إلى أن سياسات «بن سلمان» أدت إلى حدوث انقسامات في المنطقة، في إشارة إلى الأزمة الخليجية ومقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لدولة قطر.

وذهب التقرير إلى أن «بن سلمان» يعد واحدا من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في الشرق الأوسط.

وأضاف التقرير أن «بن سلمان» وعد «ببرنامج الإصلاح الأكثر طموحا في تاريخ بلاده، ولكنه أيضا مهندس سياسة خارجية مثيرة للانقسام في جميع أنحاء المنطقة».

ويعتقد أنصار «بن سلمان»، وفق التقرير، أنه ينقل مملكته من العصور المظلمة إلى حداثة القرن الحادي والعشرين، حيث منح المرأة السعودية حق قيادة السيارة لأول مرة، كما  يمكنها الذهاب إلى مباريات كرة القدم للمرة الأولى، كما ألقى القبض على الكثير من الدعاة الذين يعتبرهم هو وأنصاره «متشددين»، رغم الانتقادات الكبيرة للخطوة، التي يعتبرها أنصاره أيضا محاولة للعودة إلى الإسلام المعتدل في المملكة.

وبين التقرير أن خطوة «بن سلمان» باعتقال الدعاة، وحديثه عن نقل المملكة من التشدد إلى الإسلام المعتدل، هي اعتراف بتورط السعودية في  ممارسة ونشر معتقدات المحافظين في جميع أنحاء العالم.

وأشار التقرير إلى «رؤية 2030»، للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى حالة القمع  السياسي التي يقودها «بن سلمان» ضد معارضيه حتى من داخل الأسرة الحاكمة، وهو ما تجلى في اعتقاله عددا من الأمراء مؤخرا بحجة محاربة الفساد، كما تعرض صحفيون وناشطون أيضا للاعتقال خلال الفترة الماضية.

التقرير ذاته، تطرق إلى ما وصفه بـ«السياسة الخارجية العدوانية» لولي العهد السعودي، تجاه إيران، حيث سعت المملكة لمواجهة طهران منافستها الإقليمية بشكل مباشر أكثر من أي وقت مضى.

وفي اليمن قادت السعودية تحالفا من دول عربية قصف المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، وقد اتهمت السعوديون بالمساهمة في سقوط الآلاف من القتلى المدنيين سواء بالضربات الجوية أو بخنق جهود المعونة بفعل الحصار الجوي والبحري المتقطع.

ولفت التقرير إلى سياسة «بن سلمان» تجاه مقاطعة قطر والأزمة الخليجية، وكذلك تجاه استقالة رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري»، قبل أن يتراجع عن قراره بعد الغضب في بيروت، وقال إنه في نهاية الأمر قادت سياسة ولي العهد السعودي بلاده إلى أخطاء مستعصية يصعب حلها، ولكن خططه للتغيير داخل المملكة قد رحب بها الكثيرون في الغرب على أمل أن يكون لها تأثير مفيد في العالم الإسلامي.

وقبل أيام، قالت «صنداي إندبندنت» البريطانية: «رؤية ولي العهد السعودي الشاب لا تشمل أي شيء عن القيم الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان، والمطالبة بأمور كهذه بمثابة إعلان للحرب».

وأشارت الصحيفة إلى أن المجتمع السعودي مترقب لنتائج التغيرات الاجتماعية المتخذة ببطء، خاصة أنها تتعارض كليا مع الطبيعة الثقافية للمجتمع، القائم على نظام الوصاية والقبلية والتفسيرات المتشددة للإسلام.

واعتبرت أن ما يأمله ولي العهد «محمد بن سلمان» سينقلب ضده في النهاية؛ خاصة أنه لا يمتلك رؤية واضحة لكيفية تطبيق ما أعلن عنه في رؤيته 2030.

وأشارت الصحيفة إلى أن ما يفعله «بن سلمان» يذكر ببدايات حكم «بشار الأسد»، التي انتهت بحرب أهلية؛ فحينما تولى رئاسة سوريا خلفا لوالده حافظ وعد بمزيد من الحريات والانفتاح، لكن الأمر كان مخيبا لآمال السوريين في النهاية، وأخذت الأمور في التدهور إلى أن اندلعت الثورة السورية في 2011؛ بدافع التمييز المتفشي في المجتمع السوري، وانعدام قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وانعدام العدالة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إندبندنت محمد بن سلمان السعودية انقسام