خبير فرنسي يكشف دور الإمارات في تفتيت المنطقة

الثلاثاء 13 فبراير 2018 09:02 ص

حذر أستاذ العلوم السياسية الفرنسي «ستيفان لاكروا» من دور أبوظبي في تفتيت المنطقة، مؤكدا أنها هي المحرض الحقيقي على حصار قطر ومحاولة فرض العلمانية على دول المنطقة.

وقال «لاكروا»، الخبير الإستراتيجي في شؤون الشرق الأوسط، في حوار مع صحيفة «أورينت» الفرنسية، إن «ولي عهد أبوظبي هو من أقنع ولي عهد السعودية بحصار قطر وبإجراء تحولات حادة في السعودية لفرض العلمانية على المجتمع»، مشيرا إلى أنه يقود السعودية إلى الدمار .

وأضاف أن «أبوظبي تعمل في الخفاء وتفضل التحرك باستمرار في الكواليس»، لافتا إلى أن «سياسات الإمارات في المنطقة متداخلة وسرية، حيث يقوم مشروعها على الليبرالية الاقتصادية والاستبداد السياسي» .

واعتبر «لاكروا» أن «طبيعة العلاقة بين ولي العهد السعودي وولي عهد أبوظبي محرك أساسي لسياسة المنطقة، حيث إن ولي عهد أبوظبي يلعب دور المعلم بالنسبة لولي العهد السعودي، فالأول له خبرة طويلة في السياسة و له شبكة علاقات دولية ضخمة، واستطاع التأثير على ولي العهد الشاب و إقناعه برؤيته لمستقبل المنطقة».

وأوضح أن «الإمارات بلد صغير، ولديه طموحات سياسية واقتصادية أكبر من حجمه فمن الضروري أن يقيم تحالفا مع دولة كبيرة في المنطقة وهي السعودية».

وأشار إلى أن «الإمارات تدعم الأنظمة الاستبدادية في منطقة الشرق الأوسط وتعمل على طمس كل معارضة أو نفس ثوري لحماية مصالحها، فقد واجهت أبوظبي بقوة الربيع العربي لأنها تخشى من عودة الإخوان المسلمون، الذين تعتبرهم أبوظبي أكبر المستفيدين من الثورات العربية كتونس ومصر».

وتابع: «أما من الناحية الاقتصادية، فإن الأمر يتعلق بجعل الشرق الأوسط سوقا كبيرة، تستطيع الإمارات الاستثمار والكسب فيها وتصدير النموذج النيوليبرالي».

ومضى بالقول: «بالنسبة للإمارات الاستقرار في المنطقة لا يتحقق إلا بإحكام هيمنتها وسيطرتها، حيث تدعم بقوة كل ديكتاتور مثل عبدالفتاح السيسي في مصر، وتعمل أبوظبي على نشر الليبرالية الاقتصادية في المنطقة لتحقيق أرباح اقتصادية، وترى في (إسرائيل) شريكا استراتيجيا لا تمانع في التطبيع معه إذ كان الأمر سيجلب لها مكاسب اقتصادية كبيرة».

ولفت «لاكروا» إلى أنه «لتحقيق هذه النتيجة، تخوض الإمارات الكثير من الحروب في ليبيا واليمن، كما أنها تدعم الأنظمة المتورطة في ارتكاب انتهاكات واسعة النطاق، كما هو الحال في مصر حيث قتل ألف من أنصار مرسي في يوم واحد» .

وأردف: «في الوقت الذي ترتبط فيه مع إيران بعلاقات تجارية هي الأكبر في المنطقة تحرض السعودية ضد إيران، وتريد دفع شركائهم الأمريكيين والإسرائيليين إلى الصراع مع إيران رغم أن الخطر الإيراني ليس من أولوياتها، ولكن بسبب تحالفها مع السعوديين، الذي تستمد منه فوائد أخرى، فهي جزء من هذه الحرب، ومحرك دائم لها وهي سياسة تساعد على زعزعة استقرار المنطقة».

واعتبر «لاكروا» أن «الإمارات والسعودية تخوضان رسميا حربا مشتركة ضد الحوثيين لاستعادة الحكومة الشرعية، لكن في الحقيقة هدف الإمارات هو جعل اليمن منطقة خالية من الإخوان المسلمون وقد قرر الإماراتيون أخيرا تأييد استقلال الجنوب، لأنه خيار يسمح لهم بالسيطرة على جنوب اليمن الذي تهيمن عليه الحركة الانفصالية التي يدعمونها».

وأشار إلى «اختلاف الاستراتيجية بين البلدين، فالسعودية على استعداد لإجراء تحالفات على أساس كل حالة على حدة مع جماعة الإخوان المسلمون».

ونوه إلى أنه «بالنسبة للإماراتيين، فإن الحوثيين ليسوا قضية رئيسية لكنهم في المقابل، سيحصلون على دعم السعودية في صراعهم مع قطر، ففي الأزمة مع قطر، الصراع الحقيقي ليس سعوديا - قطريا، ولكنه إماراتي - قطري فبدون تحريض أبوظبي لم تكن الرياض لتقدم على حصار الدوحة».

المصدر | الخليج الجديد + أورينت

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية الإماراتية حصار قطر الأزمة الخليجية محمد بن زايد ولي العهد السعودي