«ن تايمز»: «تيلرسون» يزور مصر متجاهلا تزايد القمع والانتخابات الصورية

الثلاثاء 13 فبراير 2018 12:02 م

على عكس المعتاد من أعلى مسؤول في الدبلوماسية الأمريكية، أظهر وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» علاقة باردة تجاه مصر.

ولم يزر «تيلرسون» مصر، حليف بلاده لعقود، خلال العام الأول في منصبه، وكان قراره في أغسطس/آب الماضي، بخفض أو تجميد 291 مليون دولار من المساعدات لمصر، احتجاجا على سياسات الرئيس «عبدالفتاح السيسي» القمعية، وعلاقاته مع كوريا الشمالية، قد سبب صدمة لدى المسؤولين المصريين.

ويتناقض نهج «تيلرسون» بشكل حاد مع نهج سلفه «جون كيري»، ومع رئيسه «دونالد ترامب»، الذي وصف «السيسي» بـ«الرجل الرائع».

ولذلك، عندما حضر «تيلرسون»، أخيرا، إلى القاهرة يوم الإثنين، في بداية جولة من 5 دول في الشرق الأوسط، بدا حريصا على إجراء تعديلات على تلك النظرة.

وقد أعرب عن دعمه القوي لجهود «السيسي» الأخيرة لمكافحة الإرهاب في سيناء، وتجنب حتى توجيه الانتقادات الخفيفة للانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، التي يُنظر إليها، على نطاق واسع، بأنها انتخابات وهمية لإعادة تنصيب «السيسي» لمدة 4 أعوام أخرى في السلطة.

وقال «تيلرسون» إنّ الولايات المتحدة ملتزمة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، «ليس فقط في مصر، ولكن في أي بلد»، لكنه رفض التعليق على الموجة الشرسة من القمع، التي طالت خصوم «السيسي»، الشهر الماضي، بالسجن أو التهديد.

وقال «سامح شكري» وزير الخارجية المصري، الذي كان يقف إلى جانب «تيلرسون»، إن نقاد مصر ليسوا على اتصال بحقيقة ما يحدث في البلاد، وأصر على أن بلاده لديها وسائل إعلام نابضة بالحياة مع العديد من محطات التليفزيون، على الرغم من أن حكومته قد حظرت، الأحد، نقل النسخة العربية من العرض الكوميدي الأمريكي «ساترداي نايت لايف»، وهي الخطوة الأحدث في حملة واسعة النطاق تم فيها اعتقال الصحفيين وحظر نحو 500 موقع إلكتروني.

وفي وقت لاحق، أجرى «تيلرسون» محادثات خاصة مع «السيسي» في قصر الرئاسة، وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن المحادثات قد ركزت على مكافحة الإرهاب المشتركة، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة ومصر.

وكانت النغمة التوافقية تتماشى مع الموضوع العام لرحلة «تيلرسون» إلى الشرق الأوسط، التي تركز على استقرار المنطقة بعد الهزيمة المتوقعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق.

وكان «السيسي» قد أطلق عملية عسكرية واسعة النطاق ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» يوم الجمعة الماضي، مدفوعا بهجوم مدمر على مسجد، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أسفر عن مقتل 311 شخصا، وعلى الأرجح، تمهيدا لانتخابات الشهر المقبل.

ويوم الأحد، دعا تنظيم «الدولة الإسلامية» عبر مقطع فيديو، مقاتليه إلى شن هجمات خلال الانتخابات، وحذر المصريين من الاقتراب من صناديق الاقتراع.

غير راض

وبعيدا عن الكاميرات، يقول المسؤولون الأمريكيون إن «تيلرسون» لا يزال غير راض عن مصر في العديد من المجالات التي وترت العلاقة العام الماضي، وكانت هناك مؤشرات، يوم الإثنين، على أن تلك القضايا لم تنته.

وأولها علاقة مصر مع كوريا الشمالية، التي زادت - إلى حد كبير - من الخلاف، ويذكر أن كوريا الشمالية لديها سفارة كبيرة في القاهرة، ويقول مسؤولون أمريكيون إنها تستخدم في بيع الأسلحة بشكل غير قانوني، والتهرب من العقوبات الدولية.

وكانت المطالب الأمريكية بأن تقلل مصر من علاقاتها مع كوريا الشمالية عاملا رئيسيا في قرار «تيلرسون»، في أغسطس/آب الماضي، بخفض 96 مليون دولار كمساعدات عسكرية لمصر، وتجميد 195 مليون دولار أخرى.

واعترف «شكري»، الإثنين، بأن كوريا الشمالية متواجدة في مصر، لكنه أصر على أن علاقة مصر بكوريا الشمالية «يقتصر على التمثيل الدبلوماسي، ولا توجد تقريبا أي مجالات اقتصادية أو غيرها من مجالات التعاون»، ولم يعلق «تيلرسون» على مسألة كوريا الشمالية.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن «تيلرسون» لا يزال قلقا بشأن معاملة «السيسي» للمجتمع المدني الذي يخضع، منذ مايو/آيار، لقانون جديد صارم قد يجبر منظمات المجتمع المدني على الإغلاق، وقال «تيلرسون» مع «السيسي»، إنهما بحثا «أهمية حماية وتعزيز حقوق الإنسان والدور الحيوي للمجتمع المدني في مصر».

كما يشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق إزاء قضية قضائية شملت 43 من الناشطين في مجال الديمقراطية الغربيين والعرب، الذين أدينوا - وكثير منهم غيابيا - عام 2013.

وأثار الادعاء السياسي الذي استهدف موظفي المعهد الوطني الديمقراطي والمعهد الجمهوري الدولي - فضلا عن المجموعات الأخرى - انتقادات حادة لمصر في الكونغرس، وأدى استئناف المحكمة - الذي من المقرر عقده في أبريل/نيسان - إلى تنشيط الجهود الأمريكية الرامية إلى إسقاط إداناتهم.

وتوجه «تيلرسون» إلى الكويت مساء الإثنين، لعقد مؤتمر حول إعادة إعمار العراق، قبل توقفه في الأردن وتركيا ولبنان، لكن رحلته قد طغت عليها التوترات المتزايدة في المنطقة، منذ الاشتباك العسكري بين إيران و(إسرائيل) في سوريا نهاية الأسبوع.

المصدر | ديكلان وولش - نيويورك تايمز

  كلمات مفتاحية

جولة تيلرسون سامح شكري مكافحة الإرهاب القمع