تقرير: السعودية تخاطر بالأهمية السياسية لعلاقتها مع باكستان

الثلاثاء 13 فبراير 2018 01:02 ص

حذر تقرير صحفي من أن المملكة العربية السعودية تخاطر بأهمية علاقاتها السياسية بباكستان، موضحا أن ركود السياسة الخارجية السعودية تجاه جنوب آسيا (خاصة باكستان) يثير الدهشة، خاصة في لحظة تاريخية تشهد تحولا في القوة العالمية باتجاه الشرق.   

وتحت عنوان «إلى أين وصل التحالف السعودي الباكستاني؟» تساءلت «د.فرح جان» أستاذة العلوم السياسية بجامعة «روتغرس الأمريكية - نيوبرونزويك» في مقال نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» عن مستقبل العلاقات بين الرياض وإسلام آباد، مشيرة إلى تغريدة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» التي اتهم فيها باكستان «بالكذب والخداع»، وتلاها بعد ذلك بتدابير عقابية تمثلت بقطع 255 مليون دولار من التمويل العسكري الأجنبي، في حين رفضت إسلام آباد بشدة الاتهامات الموجهة إليها، وأعلنت انتهاء التحالف بينها وبين واشنطن.

وتساءلت الكاتبة عن أسباب الصمت السعودي تجاه هجوم «ترامب» على حليفتها في الشرق الأوسط إسلام آباد، وماذا يعني ذلك بالنسبة للحلف الباكستاني - السعودي؟، مشيرة إلى أن روسيا والصين أعلنوا دعمهم لباكستان رغم أنهم ليسوا تاريخيا من أهم الحلفاء أو شركائها الاستراتيجيين.

واستعرضت الكاتبة تاريخ العلاقات السعودية - الباكستانية التي تعود إلى الستينات، عندما وقعت الدولتان اتفاقية عسكرية كانت بداية لتحالف فريد من نوعه بين اثنتين من كبرى الدول الإسلامية، وقامت باكستان وقتها بإرسال جنودها إلى المملكة لغرض حمايتها.

وبالمثل، دعمت السعودية باكستان أثناء النزاع في منطقة كشمير، كما كانت المملكة أحد أبرز مصادر المساعدات الاقتصادية التي تتلقاها باكستان، ويعمل حوالي مليوني مواطن باكستاني في السعودية، حيث يرسلون ما يقارب 7 مليارات دولار من التحويلات إلى ذويهم.

وقد اعتمد طرفا الحلف على بعضهما بعضا في الجبهة الدبلوماسية أيضا، فعندما توترت العلاقة بين الرياض وواشنطن في منتصف الثمانينات، لعبت باكستان دورا حاسما في الوساطة بين الرياض وبكين عام 1985، وقد أسفر ذلك عن بيع سري لصواريخ صينية متوسطة المدى من طراز سي-إس-إس2 إلى السعودية.

وعلى مدى السنوات الخمس والأربعين الماضية استندت الاستراتيجية السعودية على حليفين إقليميين شديدي الأهمية: مصر وباكستان، ومن هنا تقول الكاتبه إنه «على المملكة المحافظة على علاقات جيدة ومميزة مع هذين البلدين، اللذين يمثلان جناحيها، بما يمكنها من الطيران بأمان في مساعيها الخارجية».

ولفتت «جان» إلى أنه في ظل غموض سياسة المملكة حاليا تجاه باكستان فإنها تخاطر بالأهمية السياسية للعلاقة بينهما، والواقع أن الباحثين والعارفين بالمنطقة يدركون أن نفوذ المملكة على باكستان يفوق سطوة الولايات المتحدة.

وردا على السؤال عن موقع الحلف الباكستاني-السعودي اليوم، أكدت الكاتبة أن الجواب يعتمد على السعودية وخطواتها المقبلة، موضحة أنه الضروري لكي تكون المملكة حصنا للإسلام –وللأمة الإسلامية– فإنها بحاجة إلى رؤية واضحة واستراتيجية متوازنة.

المصدر | الخليج الجديد + الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

السعودية باكستان العلاقات السعودية الباكستانية الرياض إسلام آباد