نشر موقع «بي بي سي» في نسخته العربية، مقطع فيديو للدكتور «كلير إجلين»، المتخصصة في وظائف الأعضاء من جامعة بورتسموث في المملكة المتحدة، توضح فيه أسباب شعور النساء بالبرد أكثر من الرجال.

وبحسب «كلير إجلين»، فإن جسم الإنسان يحتوي العديد من المستقبلات التي تستجيب للحرارة والبرودة، وأكثرها تأثرا هي تلك الموجودة على جلدنا، وإذا ما قسنا درجات الحرارة الأساسية لجميع الناس، سنجد أنها متشابهة إلى درجة كبيرة.

لكن يندرج الاختلاف في درجة حرارة الجلد وخاصة اليدين والقدمين، فهي وفقا للدكتورة، التي تحدد شعور المرء بالارتياح في محيطه.

وفي البيئة الباردة تضيق الأوعية الدموية في جلد النساء، ما يقلل من تدفق الدم، وبالتالي وصول الحرارة للجلد، لذا تميل أيدي النساء وأقدامهن لأن تكون أكثر برودة مقارنة بالرجال، ولكي تشعر النساء بدرجة راحة الرجال نفسها، فإنهن يحتجن إلى بيئة أدفأ قليلا.

وتقول «كلير»: «السؤال الذي ربما تطرحه الكثير من النساء بمجرد قراءة هذه السطور، هو: لماذا لا تضيق أوعية الرجال مثلما يحدث لهن؟» وتجيب عن ذلك بتوضيح أن السبب وراء ذلك هو أن الرجال أضخم عموما ولديهم عضلات أكبر، ما يجعل أجسادهم تنتج حرارة أكثر ولا تضطر إلى تقليل تدفق الدم إلى الجلد، وهو بدوره ما يحافظ على درجة حرارة أجسادهم الأساسية.

إلى ذلك، توصلت دراسة هولندية بدورها، أن النساء بالفعل يشعرن بالبرد أكثر من الرجال، وأرجعت ذلك إلى انخفاض مقدار العضلات لديهن عن الرجال. موضحة وفقا لموقع «Daily Medical info»، أن العضلات لها دور هام في تحفيز عملية «الاستقلاب»، وهي عبارة عن التغيرات الحيوية التي تتم داخل الجسم على المواد الغذائية بواسطة العديد من الإنزيمات للحصول على الطاقة والتي تؤدي إلى شعور الرجال بالدفء أكثر من النساء.

كما أن الدهون تساعد أيضا على الشعور بالدفء حيث أنها تشكل حماية تحول دون وصول البرد إلى الجسم، لذلك فكانت النساء منذ زمن يشعرن بالدفء بسبب زيادة الوزن والسمنة، أما حالياً ومع انتشار الوعي الصحي واهتمام النساء بأجسامهن ومظهرهن، أصبح الكثير من النساء يحرصن على إنقاص الوزن، وبالتالي قلت نسبة الدهون في أجسامهن، وهذا أدى إلى شعورهن بالبرد.

كما أن سماكة جلد المرأة لها دور في شعورها بالبرد أكثر من الرجل، بالإضافة إلى أن حرارة جلد المرأة تنخفض حوالي 3 درجات مئوية على الأقل عن جلد الرجل، وذلك بسبب أن جلد الرجل أكثر سماكة من جلد المرأة بنسبة 15%. 

بالإضافة إلى الأسباب السابقة، تلعب الهرمونات الأنثوية دورا في شعور المرأة بالبرد أكثر من الرجل هي الأخرى، حيث لا يستطيع جسم المرأة تخزين الفيتامينات بالقدر المطلوب لتوليد الطاقة وخصوصا فيتامين E.

وبذلك فكلما قل مقدار هذا الفيتامين في جسم المرأة كلما قلت قدرتها على توليد الطاقة ولذلك تشعر بالبرد أكثر من الرجل.