الاندفاع العربي نحو الطاقة النووية يقلق (إسرائيل)

الثلاثاء 13 فبراير 2018 05:02 ص

حذر مركز «هرتسليا» الإسرائيلي، في تقرير له، من مغبة ظهور سباق تسلح نووي بمنطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن «ثمة اندفاع ملحوظ لدى الدول العربية وشمال أفريقيا نحو الطاقة النووية، وإنشاء مفاعل نووية على أراضيها».

وقال التقرير الصادر حديثا: «تزعم هذه البلدان أنها بحاجة إلى محطات الطاقة النووية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة لأغراض اقتصادية، لكن من المؤكد أن هذا ليس السبب الوحيد لجهودهم»، وفقا لموقع فضائية «آي 24» الإسرائيلية.

وستكون الإمارات، حسب التقرير، أول دولة تقوم بتشغيل مفاعل نووي (صنع في كوريا الجنوبية)، ومن المتوقع أن تتبعها مصر والسعودية والأردن والسودان وتونس والجزائر، بعد أن أعلنت اعتزامها بناء مفاعلات نووية؛ حيث يقوم كل من هذه البلدان حالياً بتنفيذ الخطة.

مواجهة إيران

ونقل التقرير عن مدير البحوث في معهد هرتسليا والنائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، «شاوول شاي»، قوله إن «شراء التكنولوجيا النووية هو أيضا طريقة العالم العربي السني في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني».

ويشجع هذا الاتجاه روسيا التي تهتم بتوفير المعرفة والتكنولوجيا كوسيلة لتعزيز مكانتها في المنطقة، حسب «شاي».

وأضاف: «المعلومات التي تم جمعها كجزء من البحث تدعم ادعاء (إسرائيل) بأن الخوف من إيران النووية يدفع دول الشرق الأوسط إلى اكتساب المعرفة والتكنولوجيا النووية»، لافتا إلى أن ذلك يتضح بشكل خاص في اشتعال المنافسة الإقليمية بين إيران ومصر والسعودية وتركيا والأردن ودول الخليج العربي.

وتابع التقرير: «وجود المعرفة والبنية التحتية النووية يمكن أن تساعد في تسريع العمليات التي تهدف إلى وتحول التكنولوجيا المدنية إلى التكنولوجيا العسكرية».

ولفت إلى أن الاتفاق النووي للدول الكبرى مع إيران، الذي يحظر على طهران تطوير السلاح النووي في غضون الأعوام العشرة المقبلة، يمنح الدول العربية فترة زمنية تخولها من سد الفجوة في هذا السباق، من خلال إقامة بنى تحتية نووية خاصة بكل دولة استعدادا لنهاية فترة الاتفاق النووي الذي يقيد حاليا إيران.

السعودية على الخطى

وتُعد الإمارات أول دولة في العالم العربي تخطط لافتتاح مفاعل نووي بمساعدة كوريا الجنوبية، وستكون جارتها، السعودية، ثاني دولة في الخليج العربي تمتلك الطاقة النووية.

وسبق أن أعلنت السعودية رسميا أنه إذا حصلت إيران على أسلحة نووية، فإنها ستمضي في نفس الخطوة دون تردد.

وفي عام 2011، استأجرت السعودية شركة مدنية لتحديد المكان الأمثل للمفاعلات المستقبلية.

كما وقعت المملكة، مؤخرا، اتفاقيات تعاون مع الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا ودول أخرى فى مجال الطاقة النووية.

ولفت التقرير الإسرائيلي، إلى أن السعودية قدمت لباكستان مساعدات مالية عندما واجهت عقوبات دولية؛ ما مكنها من المضي قدما فى تطوير برنامجها النووى، منوهًا إلى أن الرياض تتمتع بعلاقات استراتيجية وثيقة مع باكستان، التي لديها بالفعل سلاح نووي.

قوة روسية

ويرى المعهد الإسرائيلي، أن المشاركة المتزايدة لروسيا في سباق التسلح النووى بالعالم العربي تتعلق بجهود الرئيس «فلاديمير بوتين» لاستعادة مكانة روسيا كقوة عالمية في الشرق الأوسط.

وأضاف: «لذا يرسل بوتين المستشارين والصادرات الروس إلى كل دولة وقعت على مثل هذا الاتفاق معه؛ ما يعزز علاقاته مع العالم العربي».

ووقعت مصر وروسيا، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، في القاهرة اتفاقًا لبدء تنفيذ مشروع الضبعة النووي بمصر.

ومن المقرر ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺳﻴﻘﺎﻡ بمنطقة ﺍﻟﻀﺒﻌﺔ بمحافظة مرسى مطروح (شمال غرب) ﺑﺈﺟﻤﺎلي قدرات تصل إلى 4800 ﻣﻴﺠﺎﻭﺍﺕ، ﻭﺗﺼﻞ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎراته ﻟﻨﺤﻮ 25 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ، وستقوم روسيا بتمويله على أن تقوم مصر بتسديد تكلفة المشروع من الطاقة المنتجة بعد تشغيله.

يأتي هذا الاتفاق إلى جانب اتفاقات مماثلة وقعتها روسيا مع دول أخرى مثل السودان والجزائر وتونس.

ويسعى الأردن، أيضا، للحصول على التكنولوجيا النووية بمساعدة كوريا الجنوبية.

(إسرائيل) تتأثر

أما فيما يتعلق بتأثير ذلك على (إسرائيل) مستقبلا، قال التقرير إن «الدول العربية تخوض السباق النووي من أجل الرد على تهديد إيران، لكن في المستقبل إذا أرادت هذه الدول تطوير ما عندها ليكون سلاحًا ذريًا، فإن البنى التحتية التي تمتلكها يمكنها أن تقصر عليها المسافة».

وأضاف: «الانعكاسات الأمنية على (إسرائيل) ستستمد من طبيعة العلاقات التي ستتمتع بها الأخيرة مع هذه الدول».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر السعودية الإمارات الأردن الطاقة النووية مفاعل نووي إيران إسرائيل