«هآرتس»: بعد 40 عاما من الحروب بالوكالة.. إيران تنتقل للمواجهة المباشرة مع (إسرائيل)

الأربعاء 14 فبراير 2018 12:02 م

هيمنت الصدمة التي شعر بها العديد من الإسرائيليين برؤية طائرة مقاتلة من سلاحهم الجوي الذي لا يقهر مبعثرة إلى ألف قطعة في الجليل، على جزء كبير من تغطية المعركة الجوية التي وقعت السبت الماضي.

لكن السؤال الأكثر أهمية، من وجهة نظر «أنشيل فيفر» مراسل صحيفة «هارتس» العبرية هو: لماذا نجح السوريون للمرة الأولى منذ عام 1982 في إسقاط طائرة إسرائيلية.

وفي حين ترى الصحيفة العبرية أن نجاح النظام السوري في إسقاط طائرة إسرائيلية واحدة بعد أكثر من 100 غارة جوية قادتها (إسرائيل) داخل حدود سوريا في 7 سنوات هو سجل حافل بكل المقاييس، فإنها ترى أن اختراق طائرة بدون طيار تدار مباشرة من قبل الإيرانيين، وليس «حزب الله» أو «حماس» للمجال الجوي الإيراني تعد سابقة خطيرة.

ورغم أن (إسرائيل) وإيران تعتبران في حالة عداء فعلية منذ مطلع الثمانينات فإن المواجهات بينهما غالبا ما كانت تتم عبر حروب بالوكالة مثل الحروب التي قادها «حزب الله» ضد الوجود الإسرائيلي في جنوب لبنان، وكذا الدعم الإيراني للنظام السوري، وكذا حركات مثل «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في الأراضي الفلسطينية.

وبنفس الطريقة، شنت (إسرائيل) حملاتها ضد إيران في صورة عمليات استخبارات سرية في بعض الأحيان، وفقا لمصادر إعلامية أجنبية، باستخدام وكلاء من الجماعات المعارضة للنظام الإسلامي في طهران في حين لم تقع في أي وقت أي مواجهات عسكرية مباشرة بين البلدين.

ولا تعد (إسرائيل) في حالة حرب رسمية مع إيران كما كان الحال مع بعض الدول العربية بعد عام 1948، ولكن تحديثات القانون الإسرائيلي عام 2011 حظرت التجارة مع الدول المعادية لـ(إسرائيل) وأدرجت من بينها إيران.

ويعد التوغل الإيراني المباشر في المجال الجوي الإسرائيلي انسحابا مباشرا ومفاجئا من الاستراتيجية الإيرانية الراسخة بتجنب المواجهة المباشرة مع (إسرائيل)، ولا يزال هذا التحول المفاجئ يثير الشكوك في الأوساط الإسرائيلية، حيث صرح الجنرال «تومير بار» أنه ليس لديه أي فكرة عن المهمة التي كانت الطائرة «شاهد 141» بدون طيار تنفذها.

وقال الجنرال إنه من غير المرجح أن تكون المهمة الإيرانية مهمة هجومية حيث لم يتم العثور على أية أسلحة أو متفجرات في حطام الطائرة.

في حين قدم بعض المحللين تفسيرا أن مهمة الطائرة كانت استدراج الطيران الإسرائيلي للتوغل إلى سوريا من أجل اصطياد أحد وحداته كما حدث لاحقا، لكن هذا لا يفسر تضحية إيران بأحد طائراتها بدون طيار الأكثر تطورا.

في حين يرى آخرون أن الطائرة كانت في مهمة استطلاعية مهتمها التقاط بعض الصور للقواعد الإسرائيلية لعرضها في ذكرى الثورة الإيرانية لإثبات تفوقها على العدو الصهيوني وصرف الانتباه عن الاحتجاجات داخل إيران.

ووفقا للصحيفة العبرية، فإذا كان هذا هو الهدف فعلا، فإن البعثة كانت فشلا كاملا، فقد أسقطت الطائرة بدون طيار لحظة دخولها المجال الجوي الإسرائيلي، وفي يوم الأحد، وفي مسيرات الاحتفالات بالذكرى السنوية للثورة، بالكاد ذكرت (إسرائيل) وتم التركيز على خطاب الوحدة الداخلية.

 قبل أربعة عقود، كانت إيران و(إسرائيل) حليفتين استراتيجيتين قبل الثورة الإسلامية تتشاركان في التنافس والعداء في كثير من الأحيان مع الأنظمة العربية السنية.

وبالنسبة إلى «الخميني»، كانت الحرب التي لا تنتهي مع (إسرائيل) حجر الزاوية للثورة الإسلامية، ولكن بعد 39 عاما، يبدو أن الحماس الثوري يتناقص في إيران، وقد يشعر خلفاوه أنهم بحاجة إلى مواجهة أكثر مباشرة للحفاظ على ذلك الحماس على قيد الحياة، وفق الصحيفة العبرية.

المصدر | هآرتس

  كلمات مفتاحية

إيران) (إسرائيل) درونز مواجهة إسرائيلية إيرانية