لنقص المقاتلين .. «الدولة الإسلامية» يكشف عن نسائه المحاربات

الأربعاء 14 فبراير 2018 01:02 ص

ظهرت السيدات المحاربات مع تنظيم «الدولة الإسلامية» لأول مرة في ملابسهن السوداء وهن يشاركن على جبهات القتال إلى جانب رجال التنظيم، في فيديو تم نشره مؤخرا وقال «الدولة الإسلامية» إنه صور في محافظة دير الزور شرقي سوريا.

ويعتبر نشر هذا الفيديو خطوة غير مسبوقة للتنظيم الذي طالما ردد أن دور النساء الأول والأخير هو خدمة أزواجهن المقاتلين، وتربية أولادهن ليكونوا «الجيل القادم من أشبال الخلافة»، على حد تعبيره.

وفي تقرير لـ«بي بي سي» في نسختها العربية، أوضحت أن «الدولة الإسلامية» خسر أبرز معاقله في سوريا والعراق عام 2017، وانحسر نفوذه عن أغلب المناطق التي كانت تحت سيطرته في كلا البلدين وهو ما شكل ضربة قوية لمزاعمه حول إنشاء «خلافة إسلامية» خاصة بعد الإعلان عن «هزيمة التنظيم الذي اشتهر بارتكابه فظائع بحق الجميع بغض النظر عن الدين أو الجنسية».

وأشارت إلى أن خسائر التنظيم المتتالية هي ما دفعته لتغيير موقفه بخصوص السماح للنساء بالمشاركة في القتال على الجبهات، وهو الأمر الذي يُعد «مؤشرا قويا على ضعفه واحتياجه لمزيد من المقاتلين».

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تزامنا مع حملة شرسة ضد عاصمة خلافته المزعومة في مدينة الرقة السورية والتي خسرها في ذات الشهر، دعا التنظيم للمرة الأولى النساء للمشاركة في القتال على الجبهات.

وكان هذا «التغيير» جذريا في سياسة التنظيم الذي زعم في صيف 2017 أن نساء كن يبعثن رسائل «يتوسلن فيها للمشاركة على الجبهات؛ لكن رد التنظيم كان أن مكان النساء هو البيت».

ووفقا لـ«بي بي سي»، يرجح أن التنظيم كان يستخدم مقالات وأفلام دعائية لإحراج الرجال وتحفيزهم على القتال من خلال إظهارهم أضعف من النساء اللواتي «لم يكن يخشين الموت».

ورغم أن هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها التنظيم النساء التابعات له كمقاتلات على الجبهات، إلا أنه وفقا للإذاعة، تم استخدامهن أكثر من مرة للترويج للتنظيم؛ فكانت مجلات التنظيم باللغات الأجنبية مثل «دابق» و«رومية» اللتان توقف نشرهما، تفرد صفحات كاملة لمقالات تكتبها نساء يستقطبن النساء.

وكانت بعض النساء يكتبن عن رحلاتهن من بلادهن إلى أراضي «الدولة الإسلامية» في العراق أو الشام، في حين كتبت أخريات عن أهمية دورهن المرتبط بالزوج والأبناء تحديدا، في «بناء الخلافة»، حتى أن بعضهن اكتسبن شهرة في الأوساط الجهادية مثل «أم سمية» التي دعت زوجات مقاتلي الجماعات الجهادية الأخرى للتخلي عن أزواجهن والانضمام لتنظيم «الدولة الإسلامية» عوضا عنها، والتزوج من مقاتليه.

كما استخدمت النساء للمساهمة في نشر المادة الدعائية للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثلهن مثل بقية المناصرين الرجال، ولكن و بالرغم من كل ذلك ترى «بي بي سي» أن تركيز دعاية التنظيم دائما كان ينصب على دور نساء التنظيم في بيوتهن.

لذا، إضافة إلى أن إظهار تنظيم «الدولة الإسلامية» صورا لمقاتلات تابعات له على الجبهات هو أمر ينظر له كمؤشر على حاجته للمقاتلين، إلا أنه لا يستعبد أن يكون أيضا «تكتيكا جديدا لجذب مزيد من النساء للانضمام إلى التنظيم؛ فكأن التنظيم يقول للنساء «لن يكون دوركن مقتصرا على الزواج وتربية الأولاد في حال الانضمام لنا، بل ستكون لكن فرصة للعب دور بارز على الجبهات».

ورغم غرابة هذه الفكرة ومخاطرها، إلا أنها «ليست ببعيدة عن تنظيم طالما حرص على إظهار أنه تنظيم مختلف عن عموم التنظيمات الجهادية ويأتي بممارسات جديدة على أرض الواقع».

الجدير بالذكر أن الجماعات الجهادية بشكل عام تعارض مشاركة المرأة في القتال، ويعتبر تنظيم القاعدة، المنافس والمعادي لتنظيم «الدولة الإسلامية»، أن مشاركة المرأة في القتال «أمر يعرضها لمخاطر كبيرة خاصة إذا ما تم أسرها».

المصدر | الخليج الجديد + بي بي سي

  كلمات مفتاحية

تنظيم الدولة الإسلامية داعش محاربات نساء مقاتلات محاربين جنود