«طهران تابو».. فيلم يفضح النفاق المجتمعي والمحرمات الجنسية بإيران

الأربعاء 14 فبراير 2018 01:02 ص

ثلاث شابات من إيران يسرن في رحلة من الحرية الجنسية، تبحثن عن طرق للتغلب على القيود المفروضة على المجتمع الإسلامي المحافظ.. هذه هي قصة فيلم الرسوم المتحركة «طهران تابو» الذي ظهر لأول مرة في الولايات المتحدة، الأربعاء، ويقدم لمحة نادرة في الثقافة الحضرية في إيران.

ولا تقتصر قصة الفيلم على قمع النساء في إيران، بل أيضا يتناول عدد من القضايا التي تمس المجتمع الإيراني كالنفاق، ومشاهد لعمليات الإعدام العلني، والعنف الجنسي، وإساءة معاملة الحيوانات، إضافة إلى الانتحار.

وقال مخرج الفيلم «علي سوزانده» في مقابله صحفية، إن السلطات الإيرانية لن تسمح له بالعوده لبلاده، موضحا أنه قرر استخدام الرسوم المتحركة بعد أن منعته قوانين الرقابة الإيرانية من التصوير في طهران.

يدور فيلم «طهران تابو» حول محاولات ثلاث نساء للتنقل في العديد من المحظورات الدينية والتوقعات الاجتماعية.. الأولى «باري» وهي عاهرة تحاول الطلاق من زوجها المسجون ورعاية ابنها.

امرأة الثانية وتدعى «سارة»، حامل بعد إجهاضين وتبحث عن عمل رغم اعتراض زوجها، وتحاول المرأة الثالثة «دنيا» جمع الأموال من أجل عملية «استعادة عذريتها» في الفترة التي تسبق زواجها، بعد أن خدعها رجل قابلته في إحدى النوادي.

الفيلم الذي عرض في مايو/أيار الماضي في «كان»، فاز بأفضل فيلم دولي في مهرجان «القدس» السينمائي.

ووفقا للجنة التحكيم، فإن «طهران تابو» يجلبنا إلى مجتمع فاسد وغير متكافئ من خلال عيون الشخصيات الهامشية، ولكن لا يحكم عليهم.

 

 

وأثني نقاد في صحيفة «ذي دايلي بيست»، على عرض الفيلم للمعايير المزدوجة للاضطهاد السياسي والديني في البلاد.

فعلى سبيل المثال، يفتح الفيلم مع «باري» الموافقة على ممارسة الجنس مع سائق سيارة أجرة بينما ابنها يجلس في المقعد الخلفي، لكن أثناء العلاقة يرى السائق ابنته تسير في الشارع ممسكة بيد رجل، وعلى الفور يتملكه الغضب.

وفي مشهد آخر، من الفيلم الذي تم إنتاجه في ألمانيا، تحاول «باري» إقناع قاضٍ في محكمة ثورية إسلامية بتوقيع أوراق طلاقها، ويوافق، على شرط أن تصبح عشيقته.

غادر «سوزانده» إيران في عام 1995 ويعيش في ألمانيا منذ ذلك الحين، وقال إنه كان يسأل نفسه دائما «لماذا الجنس محرم كبير في إيران؟»، مضيفا أنه حصل على فكرة للنص بعد سماع محادثة بين اثنين من الشبان على متن قطار في طهران حول مشاكل في العلاقات مع النساء الإيرانية.

وتابع مخرج الفيلم أن طموحه الحقيقى هو تحفيز التغيير الثقافي فى بلاده، مشيرا إلى أن المحظورات المتناقضة في المجتمع الإيراني تتكاثر في غياب الإرادة والقدرة على مناقشتها علنا، وذلك في تصريحات لـ«هافينغتون بوست».

واستطرد: «لا يمكن أن يعطي الفيلم أي إجابات ولكنه يمكن أن يجعل الجمهور يفكر»، مؤكدا: «هذه بداية تساعد في نهاية المطاف على تغيير المجتمع».

  كلمات مفتاحية

إيران طهران طهران تابو فيلم إيراني مهرجان كان