«حمزة نمرة».. من «احلم معايا» إلى «داري يا قلبي»

الأربعاء 14 فبراير 2018 05:02 ص

ما بين «احلم معايا» التي غناها الفنان المصري «حمزة نمرة» في 2008 وبين «بتودع حلم كل يوم» التي غناها في 2018، عاش الشباب المصري حلم الثورة حتى تلاشي، لتكون أغاني «نمرة» الذي لقبه البعض بمطرب الثورة المصرية، معبرة عن حال الشباب بين الحلم واليأس في تحقيقه.

أغنية «نمرة»، التي حملت اسم «داري يا قلبي»، والتي أطلقها قبل يومين، تقارب 7.5 مليون مشاهدة في موقع «يوتيوب» (تزداد المشاهدات بشكل كبير)، وباتت حديث مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما اعتبرها الناشطون تعبر عنهم وما جرى من أحداث مرورا بالثورة والانقلاب والمجازر ونهاية بالاعتقال والمطاردة والهرب إلى خارج البلاد.

«نمرة»، عبر صفحته بموقع «تويتر»، أشاد بالتفاعل الكبير مع أغنيته، وكتب تغريدة قال فيها: «أغنية داري يا قلبي عاملة تريند في معظم العالم العربي على اليوتيوب (مصر - السعودية - الإمارات - قطر - الكويت - الأردن). والفضل يرجع لله، ثم لكم جميعا.. ربنا يبارك فيكم والله».

أغنية «داري يا قلبي»، من ألبوم «هطير من تاني»، الذى يستعد «نمرة» لطرحه في الأسواق قريبا، ويضم 8 أغنيات جديدة، وسيكون أول إنتاج لشركته الخاصة التي أسسها مؤخرا.

5 أسباب

موقع «في الفن»، رصد 5 أسباب لنجاح الأغنية، قال إن أولها متعلق بـ«نمرة» نفسه هو غيابه الفني منذ طرحه لآخر ألبوماته «اسمعني»، في نهاية عام 2014، لأسباب اتهامه بالانتماء لجماعة «الإخوان»، على الرغم من نفيه لهذه الاتهامات في أكثر من مناسبة، وأزمته مع نقابة المهن الموسيقية، مما جعل البعض يتوهم أشياء ليس لها أساس من الصحة، والبعض قرّر أن يبتعد عنه حتى يتجنب المشاكل، حسب قوله.

الأسباب الأخرى، متعلقة بالأغنية نفسها، فكلماتها التي كتبه الشاعر الغنائي «محمود فاروق»، مليئة بالمعاني التي تحمل في داخلها الكثير من الشجن والحزن، والتي تلمس الإحساس بالمفردات البسيطة والجديدة في نفس الوقت، فضلا عن اللحن البسيط والتوزيع الموسيقي الذي استطاع أن يوصلا نفس الإحساس الموجود في الكلمات.

أما السبب الأخير، حسب «في الفن»، فهو حلول «نمرة» ضيفا على الإعلامي «يسري فودة» في برنامجه «السلطة الخامسة»، الذي يذاع على قناة «دويتشه فيله» الألمانية، وقدم مقطعا من الأغنية بالعزف على الجيتار فقط، واستطاع هذا المقطع أن يحقق رواجا وانتشارا كبيرا، وكان سببا في ترقب الجمهور لطرح الأغنية كاملة.

سبب سادس

أما السبب السادس الذي لم يذكره الموقع، ولكن ذكره ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي لنجاح الأغنية، هو ما لمسه شباب مصر من الأغنية، في التعبير عن حالهم.

لم تكن الكلمات الصادمة فقط هي المعبرة عما يعانيه شباب الوطن العربي، لكن اللحن وبعض التفاصيل في الكليب كانت لها تأثير قوي على مشاعر الشباب، وأبرزها «الشعر الأبيض» الذي ظهر في رأس «نمرة» صاحب الـ37 عاما، والذي سلط الضوء على الفرق بين الشاب الذي كان مليئا بالطاقة في أولى ألبوماته ويطالب الناس بـ«الحلم»، والشاب الذي أصابه سهم الإحباط في عمره الصغير بسبب ما يمر به هو ومن حوله، مثله مثل قطاع كبير من الشباب.

«أحمد طاهر»، عرض في تدوينة له على موقع «فيسبوك»، تسلسلا لأغاني «نمرة» خلال عشر سنوات، والتي بدأت بـ«احلم معايا» وانتهت بـ«داري يا قلبي» وعلق عليها بالقول: «تسلسل رائع ومعبر عن حالنا جدا».

بينما وضع «مصطفى خليل»، كلمات الأغنتين مع صورتين لـ«نمرة»، وكتب تحتها: « 10 سنوات تغير فيها كل شيء.. فبجانب الشكل الذي بدت عليه الشيبة في عز الشباب، تحول الحلم إلى سراب، والتفاؤل إلى فقدان الأمل، خارت القوى وأصبح حديث النفس داري يا قلبي».

في أغنية «احلم معانا»، كان الحماس يشعل وجدان جيل «نمرة» من الشباب، طامحين للتغيير آملين في حياة أفضل، قبل أن يسيطر الإحباط على نفوسهم، مثلهم تماما يبدو «نمرة» في أغنية «داري يا قلبي»، الذي أظهرت السنوات العشر آثار الشيب على وجهه.

وعبر عن ذلك «علي منصور»، حين قال: «حمزة نمرة.. صوت انتصارات الجيل وانكساراته.. صوت أحلامه وكوابيسه.. صوته في الوطن وفي الطيارة وهو رايح وجاي وفي الغربة لما قرر يقول مع السلامة.. صوته وهو بيعاتب جيل أكبر مسئول عن كوارث كتير وكمان وهو بيستسلم لواقعه.. حمزة نمرة.. سنوات عمرنا في 3 ألبومات».

تجسيد الثورة والانقلاب

«نمرة» بعد «احلم معايا»، واكب ثورت الربيع العربي بأغنية «هيلا هيلا يا مطر»، التي أهداها إلى كل الشعوب العربية، والشعب التونسي خاصة، فكانت الكلمات الألحان تونسية خالصة، قبل أن يغني في الجمعة التالية لتنحي «حسني مبارك» وانتصار الثورة المصرية، أمام مئات الآلاف المحتشدين في التحرير (وسط القاهرة)، أغنية «بلدي يا بلدي»، قبل أن يصدر أغنية جديدة بعنوان «ارفع راسك إنت مصري.. إنت واحد من اللي نزلوا في الميدان»، «حاصر حصارك، انتصارك بكرة جي».

وعقب الانقلاب العسكري وفض اعتصامي رابعة والنهضة، أصدر «نمرة» أغنية «وأقولك إيه؟»، التي أشار فيها إلى استنفاد الأمل.

وفي نهاية 2014، أصدر «نمرة» ألبوم «اسمعني»، تضمن أغاني «مع السلامة» التي أظهرت أن الخروج من مصر خيارا قاسيا واضطراريا لابد منه، و«يا مظلوم» و«لا تبك» و«تسمحي».

من جانبها، علقت «العصماء محمد هاني»، على هذا التطور بالقول: «شكل حمزة نمرة في أغنيته الجديدة.. ملامح وشه المرهقة والبائسة.. نظراته المحبطة والتائهة.. الشعر الأبيض اللي إذ فجأة ظهر! تجاعيد ما حول العين!. كلمات الأغنية!. كلها ملخص لحياة كل شاب وشابة حظهم المنيل إنهم كانوا من أبناء التمانينات والتسعينات..متغربين إما هروبا من اضطهاد سياسي أو بحثا عن لقمة عيش أفضل».

وأضافت: «الأغنية بتمس جرح كل شاب فينا.. وبتضغط بمنتهى الأريحية.. بتفكرنا إننا مدفونين ومدفونين ومدفونين!. أنا عاوزة أرجع لما كان حمزة نمرة بيعمل حفلات في الـAUC وكنا ممكن نحوش ونحضرله حفلة في الساقية».

وتابعت: «لو حبيت تعمل دراسة عن جيلنا تتبع تطور كليبات حمزة نمرة!».

فيما علق «عمار مطاوع» عن هذا التسلسل بالقول: «دي رحلة جيلنا باختصار».

«كوميكس»

وعلى الرغم من أغنية «داري يا قلبي»، وما حملته من مشاعر حزن وهمّ لم تمثل سوى غيض من فيض ألبوم نمرة الأجدد «هطير من تاني»، فمع مداعبة أكبر صفحات الـ«كوميكس» المصرية في مصر من «كآبة» أغنية «نمرة»، رد بالقول: «لسة التقيل جاي».

الأمر لم يقتصر على فقط على الناشطين والشباب الثائر في مصر، بل تجاوز الأمر تفاعل من غير السياسيين والصفحات الهزلية والاجتماعية.

و«حمزة نمرة» مؤلف موسيقي ومغني، وعازف جيتار مصري، من مواليد 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1980، يغني بالثقافة العربية الأصيلة مجسدا العلاقات الإجتماعية والإنسانية من خلال أغانيه.

ويُقيم «نمرة» الآن خارج مصر بدافع «لقمة العيش» أيضا، ويُقدم برنامج «ريميكس» في التليفزيون «العربي»، ويصور حلقاته في لندن، يقوم فيه بإعادة توزيع أغانٍ تراثية معروفة ويقدمها بشكل جديد.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حمزة نمرة الثورة الانقلاب مصر تويتر أغاني الشباب

بعد غياب عامين.. حمزة نمرة يطلق ألبومه الجديد