فشل مصري جديد بليبيا.. «صالح» يرفض لقاء «حفتر» بسبب درنة

الخميس 15 فبراير 2018 04:02 ص

فشلت المخابرات المصرية، في إنهاء الخلاف بين رئيس مجلس النواب الليبي «عقيلة صالح» واللواء المتقاعد «خليفة حفتر».

وقال مصدر ليبي مقرب: «فشلت المساعي وفي أحسن الأحوال توقفت عند لا شيء»، حسب «العربي الجديد».

وكانت وسائل إعلام قد سربت عن مصادرها مساعي مصرية حثيثة لرأب الصدع بين الرجلين، بالتزامن مع اقتراب إطلاق عملية عسكرية لاقتحام مدينة درنة شرق ليبيا بمساعدة مصرية.

ودب الخلاف بين «حفتر» و«صالح» منذ أن تغيب الأخير عن حفل عسكري كبير أقامه «حفتر» في منطقة توكرة ببنغازي في مايو/أيار الماضي، وقتها قال مقربون من الحدث لوسائل إعلام عربية وأجنبية بأن «حفتر» حاول تهميش دور «صالح» في الحفل العسكري وعدم إعطائه دوراً بارزاً.

مساع فاشلة

وقال المصدر المقرب من «صالح» إن «القاهرة استدعت حفتر قبل أيام في زيارة غير معلنة في محاولة منها لعقد لقاء بينه وبين صالح الذي يتواجد في القاهرة للمشاركة في المؤتمر الثالث للبرلمان العربي».

وأضاف المصدر أن «صالح عبر عن انزعاجه لمسؤولين مصريين بالقاهرة عن كثرة تجاوزهم للسلطة السياسية المتمثلة في مجلس النواب والحكومة، وتعاملهم بشكل مباشر مع حفتر»، مشيراً إلى أنه وجه رسائل ضمنية لمستقبليه المصريين تفيد بأن القاهرة لا تسعى إلا لمصالحها دون مراعاة مصالح الليبيين.

وتابع المصدر الليبي: «كان بادياً على صالح الغضب الشديد، حيث إن التنسيق لعملية درنة جاء بمعزل عنه وعن المحيط القبلي بالمدينة الذي ينتمي له صالح شخصيا»، مؤكداً أن «صالح رفض لقاء حفتر في القاهرة إلا بعد أن تضمن القاهرة وجود الجانب السياسي في المشاورات والخطط الموضوعة لاقتحام درنة».

وكان «صالح» قد نفى وجود خلاف بينه وبين «حفتر»، وأشار فقط إلى وجود «تباين في وجهات النظر، حول أين تكون مصلحة الوطن»، مضيفاً: «لا يوجد خلاف مع المؤسسة العسكرية، وإن مجلس النواب ورئيسه كانوا السبب في إعادة تطوير الجيش الليبي».

وتعليقاً على هذه التصريحات، قال المصدر: «التباين حول أين تكمن مصلحة الوطن أراد من خلالها صالح ضمنياً الإشارة إلى الخلافات الموجودة حالياً حول اقتحام درنة، فقبيلة العبيدات المحيطة بدرنة منشقة على نفسها بين مؤيد ومعارض بشدة».

وتابع: «كما أن صالح أراد تذكير حفتر بقوله أن رئيس مجلس النواب كان السبب في تطوير الجيش، وبأنه من شرعن عملية الكرامة وحول مقاتليها من مجرد مليشيات إلى مسمى الجيش».

تدخل مصري

وعما جرى في القاهرة، قال: «اقتصر الأمر على لقاء صالح بمسؤولي وزارة الخارجية الذين طلب منهم صالح بشكل مباشر توضيحاً لما يجري حول درنة، كما أنه نقل لهم ما يدور في كواليس قبيلته التي تعتبر أقوى قبائل الشرق، بينما اقتصر لقاء حفتر في زيارته للقاهرة التي لم يعلن عنها على اجتماع مع ضباط بالجيش المصري».

وأكد المصدر أن «المساعي المصرية فشلت، وفي أحسن الأحوال نقول إنها انتهت إلى لا شيء، فصالح لا يعارض عملية درنة كما أنه لا يوافق عليها بشكلها الحالي».

وتابع: «صالح كثف من لقاءاته الصحافية في مصر، وأراد بدهاء أن يحرج مصر عندما قال علناً للصحافة أن عملية درنة ستنطلق قريباً بمساعدة مصرية، وهو اعتراف رسمي كونه صادراً من رئيس مجلس النواب عن وجود دور مصري رسمي في حروب ليبية داخلية».

كما احتوت تصريحات «صالح»، على الإشارة لمخاوف مصر من تسرب مسلحين من درنة عبر الحدود مع مصر، وهو تذكير من «صالح» بأن الحدود يحميها مسلحو القبائل لا قوات «حفتر».

سبب الخلاف

وكانت مليشيات تنتمي لقبيلة «العبيدات»، قد كونت ما عرف بكتيبة «أولياء الدم» إثر تفجيرات القبة في فبراير/شباط 2015، التي راح ضحيتها أكثر من 40 شخصاً، واتهمت تلك المليشيات مسلحي مجلس شورى مدينة درنة بالتورط فيها، مما دفعها إلى تكوين مليشيا «أولياء الدم» والاشتباك مع مسلحي درنة عدة مرات، قبل أن يدخل «حفتر» بقواته على خط الخلاف من خلال تنفيذ ضربات جوية داخل درنة، وتزويد هذه المليشيات بالسلاح.

وفي نهاية الشهر أعلنت قيادة «حفتر» إرسال بعض الكتائب من قواته في بنغازي تحت أمرة اللواء «سالم الرفادي» آمر غرفة عمليات «عمر المختار»، وهو المسمى الذي اختارته مليشيا «أولياء الدم» لشرعنة قتالها لدرنة.

لكن خلافات داخل قبيلة «العبيدات»، تدور في الخفاء بين مؤيد لوجود «حفتر» داخل عملية الاقتحام لشرعنتها بشكل رسمي، وبين معارض من فروع أخرى للقبيلة تدعوة إلى عدم الزج بأبناء القبيلة في الحرب مخافة تكرار سيناريو حرب بنغازي التي استمرت لثلاث سنين وراح ضحيتها مئات من أبناء القبائل.

وتضم قبيلة «العبيدات» على عدد من الضباط المعارضين لـ«حفتر»، من أبرزهم اللواء «سليمان محمود» التي يعمل مستشاراً لوزارة دفاع حكومة الوفاق، ويعارض مساعي «حفتر» العسكرية في شرق البلاد المدعوم من القاهرة.

وكان «محمود» قد اتهم، في تصريحات لتلفزيون ليبي محلي في سبتمبر/أيلول الماضي، القاهرة بإرسال مخابراتها لتنفيذ اغتيالات بحق معارضي «حفتر»، مشيراً إلى أنه قد يكون من بين المستهدفين بهذه الاغتيالات.

وتعد مدينة «درنة»، إحدى المدن التي تسعى قوات «حفتر» للسيطرة عليها من قبضة الإسلاميين.

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

ليبيا مصر عقيلة صالح خليفة حفتر العلاقات المصرية الليبية المخابرات المصرية