«حسم» و«لواء الثورة» يهددان «الإخوان».. الأسباب والسيناريوهات

الجمعة 16 فبراير 2018 12:02 م

يحاول النظام المصري، توظيف إدراج تنظيمي «حسم» و«لواء الثورة» على القائمة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية، في الزج بجماعة «الإخوان المسلمون» في ذات القائمة، بدعوة تبعية التنظيمين المناوئين للانقلاب العسكري للجماعة.

وبعد نحو 11 يوما من زيارة نائب الرئيس الأمريكي «مايك بنس»، للقاهرة، وحديثه عن دعم بلاده لمصر في محاربة الإرهاب، جاء قرار واشنطن بحق حركتي «حسم» و«لواء الثورة»، في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد نحو عامين من نشأتهما، وذلك لارتباطاتهما بأعمال عنف في مصر.

ويقول مراقبون، إن إدراج الحركتين على قائمة الإرهاب بدى كأن أشبه بـ«ترضية» أمريكية لمصر، مقابل تمسكها ببقاء واشنطن وسيطا في عملية السلام، والتغاضي عن قرار «دونالد ترامب»، في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بإعلان القدس عاصمة لـ(إسرائيل).

ويحظر قانون الإدراج الأمريكي على أي شخص أمريكي أو متواجد في الولايات المتحدة أن يتصل بأي من المدرجين فيه، وتوضع جميع التعاملات المالية وأملاك هؤلاء المدرجين، ضمن نطاق صلاحياتها، تحت الحظر.

نائب مرشد الإخوان «إبراهيم منير»، قال في تصريح لـ«الأناضول»، «لا نرجوه.. ولا نخشاه»، مؤكدا أنه ليس من السهل أن ينفرد الرئيس الأمريكي بهذا القرار في ظل وجود دولة المؤسسات.

ووفق تقارير إعلامية محلية، هناك مساع برلمانية مصرية لإدراج الجماعة على قوائم الإرهاب، عبر تجهيز ملف شامل ضد الإخوان موجه إلى واشنطن ولندن.

وفي يونيو/حزيران 2017 نقلت تقارير إعلامية عن وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» أنه يرى أن وضع الجماعة، التي تضم ملايين الأعضاء وأجنحة متعددة، برمتها على قائمة الإرهاب هو أمر معقد، وذلك ردا على سؤال بشأن إمكانية تصنيفها «إرهابية».

3 اعتبارات

القيادي البارز في الإخوان، «محمد سودان»، المقيم بلندن، قال للأناضول إن الجماعة تنبذ العنف، واستبعد إقدام الولايات المتحدة على وصمها بالإرهاب، «كونها دولة مؤسسات، وليست دولة الرجل الواحد».

وأضاف: «سبق وأن طالب نواب في الكونغرس اعتبار الإخوان جماعة إرهابية، ولكن توصيات إدارة الأمن القومي والاستخبارات الأمريكية رفضت ذلك لخطورته».

واستبعد «سودان» أن يتجه الغرب إلى وصم الجماعة بالإرهاب، واستشهد بتقرير بريطاني، صدر نهاية 2015، حول نشاط الإخوان (انتهى بسلميتها)، وقرار من وزارة الداخلية البريطانية، في أغسطس/ آب 2016، بمنح حق اللجوء السياسي لقادة الجماعة.

وقال مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية بلندن (غير حكومي)، «زهير سالم»، إن «التمنيات العربية، لاسيما من مصر والسعودية والإمارات، بوصم واشنطن الإخوان بالإرهابية، هي محاولات لن تجدي نفعا».

وأضاف أن «ترامب كان متشجعا في السير بهذا الطريق، لكن مستشاروه ومساعدوه على الأرجح أبلغوه بأن هذه الخطوة غير صحيحة لا علميا ولا سياسيا؛ لأن انعكاساتها ستكون خطيرة».

ولم يستبعد القيادي الإخواني «عمرو دراج»، هذا الأمر بشكل نهائي، فقرارات «ترامب» ونوعية مستشاريه المقربين، غير قابلة للتنبؤ، وفق قوله.

ووضع «دراج» 3 أهداف للاستجابة للقرار، تتعلق «بالداخل الأمريكي نفسه، ومحاولة تحجيم المنظمات الإسلامية العاملة بقوة في أمريكا، وحصار العمل الإسلامي حول العالم بقيود حظر الدخول والملاحقة المالية، والاستجابة لضغوط الحلفاء فى الشرق الأوسط، مثل السعودية والإمارات ومصر».

وحذر من أن هذه الخطوة ستفتح الباب أمام تحول شباب إلى العنف، وتعقيد واشنطن لعلاقاتها مع حلفاء في المنطقة رافضين لذلك.

وفي فبراير/ شباط 2017، حذرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية الدولية من خطورة احتمال تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، وما يمكن أن يترتب عليه من تبعات تشكل انتهاكات جسيمة للحقوق الأساسية، سواء لمواطنين أو منظمات أمريكية أو غيرها.

مصالح وأهداف

المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية «كمال حبيب»، يرى أن «الرؤية الغربية تميز الحركات الإسلامية، ولا تضع الجميع في سلة واحدة، بخلاف الدول العربية».

وأضاف أن «الموقف بالنسبة لحسم ولواء الثورة قائم على معلومات إدانة، أما بالنسبة للإخوان فالأمر قائم على اعتبارات سياسية بلا دلائل قوية».

ويرى السياسي المصري «مجدي حمدان»، نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية (ليبرالي)، أن الإخوان مجرد ورقة ضغط تلوح بها الإدارة الأمريكية في جه نظام الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» متى أرادت، وقدمت التوصيف الأخير لحسم ولواء الثورة في ضوء مصالحها في العالم.

وأكد «حمدان»، أن «الإدارة الأمريكية لا تريد أن تفقد ورقة الإخوان، فهي لا تلقي بأوراقها جزافا».

وجماعة «الإخوان المسلمون»، التي تأسست عام 1928 ولها أنصار ومؤيدون في أنحاء كثيرة من العالم، نفت في بيانات وتصريحات لقياداتها وجود أي ارتباط لها بحركتي «حسم» و«لواء الثورة»، أو حملها للسلاح.

وكانت مصر أدرجت جماعة «الإخوان» على قوائم الإرهاب بعد 3 يوليو/تموز 2013، لكن الجماعة تؤكد أنها تنتج السلمية في مواجهة الانقلاب العسكري، ورفضت العديد من العواصم الغربية القرار المصري، فضلا عن صدور أحكام قضائية تبطل المحاكمات الدائرة بحق قيادات الجماعة.

ومن آن لآخر، تصدر فتاوى تكفيرية من مرجعيات محسوبة على «القاعدة» و«الدولة الإسلامية» تتهم جماعة الإخوان بالردة لانتهاجها السبل الديمقراطية للوصول إلى السلطة.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

حسم لواء الثورة الإخوان قائمة الإرهاب الأمريكية إبراهيم منير