هجوم دير الزور.. المواجهة الأمريكية الروسية على الأرض السورية

الأحد 18 فبراير 2018 03:02 ص

قالت صحيفة بريطانية، إن الهجوم الذي قادته القوات الأمريكية في دير الزور السورية، يعد أول مواجهة غير مسبوقة بين القوات الأمريكية والروسية على الأرض السورية منذ نهاية الحرب الباردة.

ونشرت صحيفة «الصنداي تايمز» تقريرا لمراسلتها «لويز كلاهان»، تتحدث فيه عن الهجوم الذي قالت القوات الأمريكية إنه كان على قاعدة عسكرية في محافظة دير الزور في شرق سوريا. 

 وأشار التقرير، إلى أنه «في حدود الساعة العاشرة مساء من يوم 7 فبراير/شباط في الصحراء السورية، بدأ مرتزقة روس ومقاتلون موالون للنظام السوري بالتقدم نحو قاعدة تسيطر عليها قوات مدعومة من الولايات المتحدة، قرب حقل للنفط، الذي يقدم المال والسلطة لمن يسيطر عليه».

وأوضح أن «أعدادا كبيرة قتلت منهم بعد ثلاث ساعات، حيث حصدهم الطيران الأمريكي والقصف المدفعي، الذي استدعاه من كانوا في القاعدة».

وتعلق «كلاهان» قائلة إن «عدد القتلى غير معروف، مع أن مسؤولين غربيين وفي المنطقة أخبروا الصحيفة أن العدد يتراوح ما بين 60 و160»، مشيرة إلى أن الحادث كان أول مواجهة غير مسبوقة بين القوات الأمريكية والروسية على الأرض السورية منذ نهاية الحرب الباردة.

وقالت الصحيفة إن شرق سوريا، بعد ثلاثة أعوام من التدخل الأمريكي ضد تنظيم الدولة، وسبعة أعوام على بداية الحرب الأهلية السورية، تحول إلى ساحة حرب بين جماعة وكيلة ضد أخرى، حيث تحاول الولايات المتحدة التفوق على منافسيها الروس والإيرانيين.

وأشار التقرير إلى أنه في مدينة دير الزور، الواقعة في شرق سوريا، تقدم الأكراد، ممثلين بقوات سوريا الديمقراطية من الشمال، فيما تقدمت قوات النظام والجماعات الموالية لها من الجنوب الغربي، والتقت القوات كلها عند نهر الفرات، مشيرا إلى أن دير الزور تعد منطقة غنية بالنفط والغاز، ولا يزال تنظيم الدولة يسيطر على جيوب فيها.

ونقلت الكاتبة عن دبلوماسي غربي، قوله، «كل شخص يعرف أن الأرض تعني النفوذ، ولهذا فإنهم يحاولون السيطرة.. وكل قطعة من الأرض يتم كسبها الآن تعني مقايضة أكبر في عملية تسوية سياسية».

وتذهب الصحيفة إلى أن الهجوم سلط ضوءا نادرا على جيش الظل الروسي، الذي يعمل مع شركة (فاغنر) للتعهدات الأمنية، التي يعتقد أنها جماعة وكيلة للكرملين.

 ويكشف التقرير عن أن الجيش الوهمي، المكون من ألفي مرتزق، يعمل في سوريا منذ عام 2015، حيث يقول المحللون إن هذه القوة يدربها ضباط في وزارة الدفاع الروسية؛ لحماية المصالح الروسية في سوريا، وتوفير الحماية للحكومة السورية، لافتا إلى قول الكرملين، إن المرتزقة هم متعهدون أمنيون اختاروا القتال في سوريا، بعدما قاتلوا في شرق أوكرانيا.

وتفيد «كلاهان» بأنه «في تلك الليلة، وتحت وابل من رصاص قوات سوريا الديمقراطية، وطائرات (يو أس إي سي- 130) والمروحيات، قتل أعداد منهم، وبدأت المعلومات عن المعركة ترشح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بدأ المرتزقة يحذرون بعضهم من السفر إلى سوريا، فقال عنصر شيشاني في (فاغنر): (مهما كان وضعك لا تأتِ إلى هنا.. نذبح ونتعرض للخطر يوميا)».

 وتنقل الصحيفة عن مصادر غربية، قولها إن حوالي 60 روسيا قتلوا في المعركة، فيما يرى البعض أن العدد أكبر، وقد يصل إلى 160 مرتزقا، إلا أن موسكو اعترفت بوفاة خمسة فقط.

 ويجد التقرير أن «ما هو واضح هو أن الروس كان بإمكانهم تجنب هذه المعركة، فقوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمريكية كانت تعلم منذ أسابيع بالحشود التي يقوم بها النظام للسيطرة على القاعدة، ويقول الأمريكيون إنهم حذروا الروس من خلال الخط الهاتفي الساخن، فيما يزعم مسؤولون أكراد أنهم اتصلوا مع الروس ليتوقفوا عن إطلاق النار، ويقول الأمريكيون إنهم ظلوا على اتصال مع نظرائهم الروس طوال المعركة».

 وتعلق الكاتبة قائلة: «من غير المعلوم إن كان الفشل في وقف الهجوم هو سوء تقدير من الروس، أو استعداد أمريكي للرد، أو قلة اهتمام بحياة المرتزقة».

وتورد الصحيفة نقلا عن «كريل ميخاليوف» من «كونفلكت إنتلجنس تيم»، الذي يحقق في الوفيات الروسية في سوريا، قوله، «طبعا كان الروس يعلمون بوجود جماعة (فاغنر) في الفرات، وكانوا يعلمون أنهم قرب حقل الغاز، ولم يهتموا بما حدث».

وينوه التقرير إلى أن شركات التعهدات الأمنية تعد غير قانونية في روسيا، مستدركا بأن موسكو بدأت منذ ضم شرق أوكرانيا، بالاعتماد عليها كثيرا، حيث يقول «ميخاليوف»، «كل ما كان يريده الروس هو قوة محترفة ومتحركة دون خسائر.. لم يكن هناك جنود روس يقاتلون في سوريا، خلافا لأوكرانيا، ولهذا أدت (فاغنر) الدور».

وتختم «الصنداي تايمز» تقريرها بالإشارة إلى أن المرتزقة شاركوا في السيطرة على مدينة تدمر، وطرد تنظيم الدولة منها، بالإضافة إلى أجزاء من دير الزور، لافتة إلى أن الشركة قامت منذ العام الماضي بالتعامل نيابة عن المصالح الروسية في سوريا.

والخميس، تمركزت قوات أمريكية، في معمل غاز «كونوكو»، في محافظة دير الزور شرقي سوريا، الخاضع لسيطرة تنظيم «ب ي د / بي كا كا» الكردي المسلح القريب من حزب العمال، وذلك لمواجهة أي هجوم محتمل من جانب ميليشيات إيرانية على المعمل الكبير.

وتأتي تلك الخطوات الأمريكية بعد أسبوع واحد من زحف ميليشيات إيرانية داعمة للنظام السوري، باتجاه حقل غاز «كونوكو» في دير الزور، فتعرضت لقصف من طائرات أمريكية، ما أسفر عن مقتل العشرات من أفرادها.

وذكرت وسائل إعلام روسية أن عددا من «المتعاقدين العسكريين الروس قتلوا» في هذه الضربة الأمريكية التي تمثل دعما لتنظيم «ب ي د / بي كا كا» الذي تدعمه أمريكا وتصنفه تركيا إرهابيا.

وفي 23 سبتمبر/أيلول 2017 سيطر «ب ي د / بي كا كا» على معمل غاز «كونوكو»، أكبر مؤسسة لإنتاج الغاز الطبيعي في ريف دير الزور الشمالي الشرقي.

ومنذ ذلك الحين، يحتل التنظيم أكبر حقول النفط والغاز الطبيعي في سوريا، ويسيطر على أكثر من 70% من مصادر الطاقة في البلاد.

المصدر | الخليج الجديد + عربي 21

  كلمات مفتاحية

دير الزور القوات الروسية القوات الأمريكية أمريكا سوريا