حالة من الجدل أثارها الغياب المستمر للاعبين السعوديين المحترفين في إسبانيا، وخاصة الثلاثي الأشهر «فهد المولد»، «سالم الدوسري» و«يحيى الشهري»، ما جعل جماهير كرة القدم السعودية يتساءلون حول فائدة تلك التجربة.

وكانت أندية فياريال، ليجانيس، بلد الوليد، نومانسيا، ليفانتي، رايو فاليكانو وسبورتينج خيخون قد تعاقدت مع كل من «سالم الدوسري»، «يحيى الشهري»، «فهد المولد»، «نوح موسى»، «علي النمر»، «جابر مصطفى»، «مروان عثمان»، «عبدالمجيد الصليهم» و«عبدالله الحمدان»، خلال فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم الجاري.

وابتعد «فهد المولد» تماماً عن قائمة مباريات فريق ليفانتي في بطولة الدوري الإسباني الدرجة الأولى «الليغا».

وكان «خوان رامون لوبيز مونييز» المدير الفني لفريق ليفانتي قد استدعي 19 لاعبًا لمباراة ريال سوسيداد، الأحد، بالجولة 24 من «الليغا»، ولم يكن «المولد» ضمن القائمة المختارة.

ولم يظهر «المولد» في أي قائمة لفريق ليفانتي منذ التحاقه بتدريبات الفريق في 30 يناير/كانون ثان الماضي، حيث يكتفي اللاعب بالتدريبات الجماعية مع الفريق.

وخاض ليفانتي 3 مباريات منذ التحاق نجم اتحاد جدة بالفريق، الأولى أمام ريال مدريد، والثانية أمام فالنسيا وأخيرًا مواجهة ريال سوسيداد.

وفي نفس الإطار لم يشارك «سالم الدوسري» مع فياريال في أي مباراة منذ انتقل إليه قادماً من الهلال السعودي، ورغم أن اسمه ظهر في قائمة اللاعبين المختارين للاستعداد لمواجهة أولمبيك ليون الفرنسي ضمن منافسات الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، الخميس الماضي، إلا أنه تم استبعاده من قائمة المباراة.

ولم يكن حال «يحيى الشهري» أحسن من مواطنيه «الدوسري» و«المولد»، فمنذ رحيله عن النصر السعودي في اتجاه فريق ليجانيس لم يشارك في الفريق سواء بالدوري الإسباني أو كأس ملك إسبانيا.

ويعد الثلاثي «المولد»، «الشهري» و«الدوسري» من أبرز نجوم الكرة السعودية وضمن العناصر الأساسية لأنديتهم السابقة اتحاد جدة والنصر والهلال وكذلك المنتخب السعودي الأول المتأهل إلى كأس العالم 2018 بروسيا، بعكس باقي اللاعبين السعوديين المنتقلين إلى الأندية الإسبانية، فهم صغار السن وفي بداية مسيرتهم الكروية.

ويرى متابعون أن عدم مشاركتهم بشكل منتظم وبصورة أكبر ستفقدهم حساسية المباريات ولياقتهم البدنية، ما يضر بمستواهم، وبالمنتخب السعودي الذي سيشارك بكأس العالم ضمن المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات روسيا، أوروجواي ومصر.

وبدوره قرر «تركي آل شيخ»، رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية، تشكيل لجنة لمتابعة اللاعبين المحترفين في إسبانيا.

ويترأس اللجنة «عادل البطي»، مستشار رئيس الهيئة، وعضوية كل «منعبد الله المنصور»، «عبد الحكيم التويجري»، و«محمد الحميد».

كما صرح «آل الشيخ»: «لن يعود أي لاعب ينشط في الدوري الإسباني من المحترفين السعوديين، وموضوع معقد وسأجتمع مع رابطة الدوري الإسباني لمناقشة جميع جوانب هذا الموضوع».

تجدر الإشارة إلى أن الصحف الإسبانية «أس» و«ماركا» و«سبورت» كشفت أن الأندية الـ7 لن تدفع أي أموال مقابل الحصول على خدمات هؤلاء اللاعبين السعوديين، ولن تدفع لهم أجور أيضاً، مشيراً إلى أن كافة التفاصيل المالية لتلك الصفقات ستتحملها الهيئة العامة للرياضة السعودية ورئيسها «تركي آل الشيخ».

ويأتي انتقال هؤلاء اللاعبين، كجزء من اتفاقية التعاون التي وقعتها الهيئة العامة للرياضة السعودية والاتحاد السعودي لكرة القدم مع رابطة الدوري الإسباني، بهدف تسهيل عملية انتقال لاعبي المنتخب السعودي لخوض تجارب احترافية، للاستفادة بشكل أكبر قبل انطلاق مونديال روسيا الصيف المقبل.