رفض رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم»، المطالب الموجهة لبلاده بشأن عدم استخدام دبابات «ليوبارد 2» الألمانية خلال عملية «غصن الزيتون» المتواصلة ضد التنظيمات الكردية المسلحة في منطقة «عفرين» السورية منذ حوالي شهر.

وقال «يلدريم»، خلال حوار له مع وكالة الأنباء الألمانية (DPA)، الأحد، إن استخدام بلاده الدبابات الألمانية «ليوبارد 2»، خلال العملية «أمر بديهي للغاية»، وأن أنقرة اشترت مثل هذه الأسلحة لصدّ الهجمات التي تتعرض لها، بحسب «الأناضول».

وأردف: «اشترينا هذه الدبابات من أجل هذه الأيام، وإذا لم نستخدم هذه الأسلحة لصدّ الهجمات الموجهة ضد بلادنا، فمتى سنستخدمها؟».

تصريحات «يلدريم» جاءت ردا على إعلان المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل» وقف تحديث الدبابات المذكورة، والتي بحوزة تركيا.

وكانت برلين قد اتفقت مع أنقرة سابقا على تزويد دبابات «ليوبارد 2» بأنظمة متطورة مضادة للألغام، وهو أمر كان ملحقا بعقد توريد تلك الدبابات إلى تركيا.

وأكد «يلدريم» أنه ليس لدى بلاده مشكلة مع ذلك، مضيفا: «لسنا عاجزين في هذا الشأن، فإذا أعطتنا ألمانيا (تحديث الدبابات)، كان ذلك جيدًا وسنكون سعداء، لكن نحن لدينا البدائل في كل وقت»، مشيرًا إلى إمكانية قيام تركيا بالتحديث.

يذكر أن ألمانيا زودت تركيا بدبابات من طراز «ليوبارد 2» دون فرض شروط على استخدامها، باستثناء عدم بيعها لطرف ثالث أو تزويده بها.

وبذلك لا تمتلك برلين حاليا أية إمكانية قانونية للتدخل ضد استخدام هذه الدبابات.

وفي 25 يناير/كانون الثاني الماضي، انتقد وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» قرار ألمانيا وقف تحديث دباباتها لدى تركيا، قائلا: «بينما نخوض معارك مع الإرهابيين، نتوقع دعما وتضامنا من ألمانيا، نتوقع منهم ألا يدعموا الإرهابيين، لكنني أعرف أيضا أنهم تحت ضغط».

من جهة أخرى، أعرب «يلدريم» عن أمله في مشاركة ألمانيا بانتاج دبابات «ألطاي» التركية، مبينًا أن هذا سيكون في مصلحة الطرفين، وخاصة الألماني.

واعتبر أن إجراءات الحكومة الألمانية بشأن تقييد أو وقف تصدر الأسلحة إلى تركيا، ناجمة عن سوء فهم، وأن تركيا تراها غير صائبة؛ «لأن البلدين عضوان في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ونحن نحمي حدود الحلف في منطقتنا».

وأوضح أن التنظيمات الإرهابية تهاجم الأراضي التركية بالصواريخ، وتركيا تُدافع عن الحدود الجنوبية للناتو.

وأعلن «يلدريم» أن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» يعتزم زيارة ألمانيا بعد تشكيل الحكومة الجديدة هناك، وبدء مهامها رسميًا خلال الأيام المقبلة، وذلك في إطار تبادل الزيارات رفيعة المستوى.

ومنذ 20 يناير/كانون الثاني الماضي، تواصل تركيا عملية «غصن الزيتون»، مستهدفة المواقع العسكرية لتنظيمي «الدولة الإسلامية» و«حزب الاتحاد الديمقراطي/حزب العمال الكردستاني»، شمالي سوريا، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.