روت الشابة المصرية «رانيا فهمي»، التي وصفت بـ«بطلة أول قضية تحرش في مصر»، نظرا لوقوع الحادث في صعيد مصر، تفاصيل الواقعة التي واجهتها وحجم المعاناة التي تعرضت لها لكي تواجه الشخص الذي اعتدى عليها. وذلك لكون «رانيا» أول فتاة في مصر يصدر لصالحها حكم قضائي ضد متحرش.

وحدثت الواقعة في صعيد مصر، أو ما يسمى بالوجه القبلي، وهي منطقة تقع في الجزء العلوي من أراضي نهر النيل في مصر، تمتد هذه المنطقة من الجيزة شمالا حتى أسوان جنوبا، وتمثل الجزء الأسفل من خريطة مصر. ويتميز بعاداته وتقاليده الصارمة لاسيما تجاه الفتيات ومن الصعوبة إثارة مثل هذه الدعوات أو النقاش فيها، علاوة على اعتراف فتاة بتعرضها لمثل تلك المواقف وسعيها لمقاضاة الجاني.

وتقول «رانيا»، إنه عندما تعرض لها أحد الشباب بالتحرش ضربته بشكل سريع، مضيفة: «أهلي علموني أحافظ على جسمي كويس أوي، علموني أن جسمي جوهرة ولازم أحافظ عليه».

وأضافت الفتاة المصرية، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «العاشرة مساء» على قناة «دريم» المصرية الخاصة، مساء الأحد، أنها لم تترك الشاب الذي تحرش بها وتحدت محاولة الأهالي لتهريب الشاب المتحرش.

وتابعت: «لم يقف معي أحد، الناس تكاثروا حتى يهربوا المجرم، وقالوا بلاش فضايح، وتعرضت لكمية ضغوط رهيبة، وخواتي خافوا ينزلوا الشارع، والمحامي بتاعي باعني بـ 30 ألف جنيه عشان أتنازل عن القضية».

ولفتت إلى أنها تواصلت مع المحال التي وجدت بها كاميرات مراقبة، وبعد ذلك ذهبت بالفيديو الذي يوثق التحرش بها إلى الشرطة، حيث قبضت الشرطة عليه بشكل سريع، مضيفة أنها تعرضت لضغوط متكررة من أهل الشاب للتنازل عن القضية، إلا أن والدتها هي من شجعتها لاستكمال هذه القضية حتى صدر الحكم على الشباب المتحرش بالسجن 3 سنوات.

وفي الحلقة ذاتها، روت صحفية مصرية شابة تفاصيل تعرضها للتحرش الجنسي أيضا، داخل سيارة أجرة «ميكروباص»، في مدينة الزقازيق (شمال).

وقالت «لمياء البجوري» إنها تعرضت للتحرش داخل السيارة أثناء انتقالها من الزقازيق إلى مركز كفر صقر. مضيفة للبرنامج أن المتحرش عرض عليها الجلوس في مقعده، وقالت كان موقفه «شهمًا» في البداية.

وتابعت: «جلس في المقعد الأخير، خلفي مباشرة، ولما تحركت السيارة بدأت أسمع همهمة، وبدأت يده تتحرك. في البداية قرصته، وأخيرا قررت أصوره بكاميرا السيلفي».

وأوضحت أنها لم تطلب النجدة من السائق أو الركاب، لأنها «جربت هذا التصرف من قبل ولكن الناس غلطوني، وقالوا عادي»، حيث تقول إن الأهالي غالبا ما يقومون بلوم الضحية، واتهامها بإثارة الفضيحة إذا كشفت عما تتعرض له من مضايقات.

ودعت «لمياء» الفتيات اللاتي يتعرضن لمثل هذه المواقف إلى توثيقها بالتصوير، ونشرها على الملأ، لفضح المتحرشين، ومقاضاتهم.