«خاشقجي»: «صفقة القرن» ستختفي.. والتغيير قادم في مصر

الاثنين 19 فبراير 2018 09:02 ص

صرح الكاتب السعودي المعروف «جمال خاشقجي»، بأن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، فتح باب علاقة مع (إسرائيل) عبر ما يعرف بـ«صفقة القرن»، وحاول الضغط على الفلسطينيين للقبول بها، لكنه اكتشف أنه لا يملك ورقة فلسطين، متوقعا أن يختفي الحديث على تلك الصفقة في الإعلام.

جاء خلال ندوة بمدينة إسطنبول التركية استضافتها مؤسسة «رواق إسطنبول»، مساء الجمعة، قال فيها: «بن سلمان فتح باب علاقة مع إسرائيل عبرت عنها في تغريدة لي على تويتر في 15 فبراير/شباط الجاري قلت فيها: صفقة القرن هي مقايضة بين من لا يملك لمن لا يستحق مقابل وعد لا يملك مقدمه الوفاء به».

وأوضح أن وعد «بن سلمان» كان أنه يستطيع الضغط على الفلسطينيين لقبول «صفقة القرن» مقابل أن يخرج الأمريكان والإسرائيليون الإيرانيين من سوريا ولبنان، «لكن في الواقع هذا لا يصلح».

وبحسب الكاتب الذي يصف نفسه بالمستقل، فالرئيس الفلسطيني «محمود عباس» لا يستطيع أن يوافق على اعتبار بلدة أبو ديس (المتاخمة للقدس) عاصمة لدولة فلسطين.

وأضاف «خاشقجي» أن عاهل الأردن الملك «عبدالثاني»، كذلك، ضرب بعرض الحائط كل الضغوط السعودية.

وتابع: «بن سلمان اكتشف أنه لا يملك ورقة فلسطين، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يستطيع إخراج الإيرانيين؛ فالرجل مشلول وإرسال قوات أمريكية لإخراج الإيرانيين من حلب ودمشق حلم».

واعتبر أن «الإسرائيلي غير مستعد لخوض حرب ضد حزب الله في لبنان، وبنيامين نتنياهو لا يستطع أن يحارب بالنيابة عن السعودية، الإسرائيلي يريد أن يحقق هدفه وهو التطبيع بدون أن يدفع».

واستطرد: «سيكتشف بن سلمان في النهاية أن التكلفة باهظة جدا خاصة على سمعة السعودية، مضيفا: «لا تعولوا كثيرا على صفقة القرن فهي ستختفي من الإعلام».

زيارة القدس

ودعا «خاشقجي» -في هذا الصدد- المسلمين إلى زيارة القدس، قائلا: «أتمنى أن تطبق حملة لزيارة المسلمين للقدس، البعض سيختلف معي في ذلك، لكن نريد أن نذكر الإسرائيليين أن القدس لنا، ونعطي دفعة للاقتصاد المقدسي».

وبخصوص الحديث في وسائل الإعلام عن محور سعودي إماراتي إسرائيلي، قال: «ربما يكون هذا المحور موجود»، لكنه تساءل عن فعاليته مستنكرا: «هل يستطيع هذا المحور شن حرب ضد إيران في سوريا؟».

وأضاف: «اللاعبون الرئيسيون في سوريا هم تركيا وروسيا وإيران»، لافتا إلى أن (إسرائيل) لا تتدخل في سباق الحرب في سوريا، إلا عندما يكون هناك شيء ضد مصالحها مثل نقل أسلحة إلى «حزب الله».

 

 

وفي شأن آخر، سلط «خاشقجي» الضوء على الأسباب التي دفعت النظام السعودي للوقوف في وجه ثورات الربيع العربي، التي اندلعت في العام 2011.

 

 

 

 

وقال: «إن الملكيات ببساطة لا تحب الثورات؛ فأوروبا الملكية مثلا انتابها القلق بعد الثورة الفرنسية».

وأورد سببان لقلق النظام السعودي من ثورات الربيع العربي؛ الأول هو القلق من التغيير؛ فالبعض مثلا لا يرى حقا للشارع في أن يقود، ومن يقود هم النخب فقط؛ واصفا تلك الرؤية بأنها «طبقية» وأصحابها من ذوات «العقول البرجوازية».

وأضاف: «هناك أناس استقر عندهم أن الحكم فيهم؛ فمثلا في السعودية الحكم للأسرة الحاكمة ومن حولها، وفي مصر الحكم للعسكر والقضاء».

الخوف من الإسلاميين

ولفت الكاتب السعودي إلى أن مجيء الإسلاميين للحكم جراء تلك الثورات عزز الخوف لدى النظام السعودي، مضيفا: «البعض يستغرب خوف السعودية من الإسلاميين رغم أنها دولة إسلامية».

وفسر هذا الخوف، قائلا: «يمكن غيرة الإسلاميين فيما بينهم، كما أن هناك مشاكل قديمة بين السعودية والإخوان، أهمها خطأ الإخوان القاتل في حرب الكويت (حرب الخليج الثانية)، وهو خطأ استراتيجي عندما بدت منحازة لصدام حسين، وهذا اعتبره السعوديون طعنة لهم».

وأضاف: «النخبة الحاكمة في السعودية خائفة من التدين؛ لأن التدين السعودي تدين خانق وبات مزعجا، وانساب هذا الانزعاج من التدين النجدي إلى عموم بالتدين وشمل ذلك الإخوان».

وأشار «خاشقجي» في هذا الصدد، أيضا، إلى وجود «وهم» لدى النظام السعودي أنه إذا حكم الإخوان في مصر واستقر لهم الأمر، فإنهم سيساعدون إخوان ليبيا حتى يصلوا بدورهم للحكم ويمتلك الإخوان النفط، ثم يساعدوا إخوان اليمن وسوريا، وتصير هناك إمبراطورية إخوانية، ثم يحاصروننا نحن.

وأضاف: «يمكن البعض يستخف من هذا التخوف لكنه موجود. الخوف هذا هو سبب التحالف السعودي الإماراتي الذي انقض على الربيع العربي وفتك به».

معركة الحركة الإسلامية

وبخصوص معركة الحركة الإسلامية، اعتبر «خاشقجي» أنها ليست في الشريعة وإنما في الديمقراطية، مدللا على وجه نظره تلك بالقول: «في اليمن إذا أجريت انتخابات الآن سيفوز بها حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن).

وأكد أن الحرب ليست على «الإخوان المسلمون»، ولكن على الحرية والديمقراطية؛ مضيفا: «فاليساري اليمني لا يتوهم أن السعودية ستدعمه في الحرية والديمقراطية هي فقط ستدعمه في نظام سلطوي؛ لأنه سيمنع ظهور الإسلاميين».

لماذا تحالف «بن سلمان» و«بن زايد»؟

وسلط «خاشقجي» الضوء على أسباب التحالف الحالي بين ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» وولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، قائلا: «بن زايد حريص منذ زمن على علاقة جيدة مع السعودية».

وأضاف: «هناك توافق فكري بين بن زايد وبن سلمان بشان الحرب على الإسلاميين، وهذا جعلهما حليفين».

وتابع: «كذلك هناك إعجاب من بن سلمان بالنموذج الإماراتي وهذا الإعجاب يجعل تقربهم أكثر وأكثر».

وحول ما يثار بشأن وجود خلاف بين السعودية والإمارات في اليمن، خاصة بسبب أحداث عدن الأخيرة، قال: «بخصوص أحداث عدن يبدو -حسب الظاهر والمعلن- أن هناك توافقا بين السعودية والإمارات بشأن ما حصل، لكن البعض فسر تلك الأحداث على أنها مؤشرا على وجود خلاف؛ لكون ما يجري في اليمن ضد مصلحة السعودية».

وأضاف: «اختصر ما يجري في اليمن إلى قاعدة عامة تعمل بها السعودية: نسعى لهزيمة الحوثيين شرط ألا يستفيد من ذلك الإخوان، وهذا مستحيل».

علاقة السعودية بتركيا

وعن علاقة السعودية بتركيا، قال «خاشقجي»: «المملكة بحاجة إلى تركيا لكن مسألة الإسلاميين والتوجس السعودية أدت إلى تأزم العلاقات بين البلدين»، لافتا إلى أنه لا يوجد تعاون بين السعودية وتركيا في سوريا حاليا.

رضا الشارع السعودي

وعن مستوى رضا الشارع السعودي على سياسة النظام إزاء ثورات الربيع العربية وأزمتي سوريا واليمن، قال: «من الصعب قياس الرضا الشعبي الآن؛ لأن هناك حالة كبت».

وأضاف: «ما الذي يجمع بين المعتقلين في حملة الاعتقالات (التي بدأت في سبتمبر/أيلول 2017)؟، ما يجمع بينهم هو أنهم فقط مستقلون بالرأي، واعتقالهم أخاف الجميع؛ فكل التيارات ترى نماذج لها في المعتقلين في السجن؛ فهناك الليبرالي والسلفي».

وتابع: «الكل صامتون لأنهم لا يريدوا الدخول إلى السجن»، لكن «أنا متأكد أن ضمير الشعب السعودي في المكان الصحيح وهو ضد الظلم رغم أن الدولة تسيطر على الإعلام وتوجه الناس عبر خلق جيش إلكتروني أنا شخصيا أعاني منه».

نصح الشباب المصري: استعدوا للتغيير..

وأكد «خاشقجي» أن التغيير في مصر «قادم لا محالة»، متوقعا أن يكون من داخل الجيش، وأن تُفاجأ به السعودية، دون أن تستطيع مواجهته، ناصحا الشباب المصري بالاستعداد لهذا التغيير عبر تجاوز الخلافات.

وقال: «أميل إلى أن التغيير في مصر سيكون من داخل الجيش، والسعودية ستفاجأ به، وأقصى رد للمملكة هو أنها ستطلب ألا يكون لجماعة الإخوان المسلمين دور».

وأوضح أن السعودية «لا يفرق معها الرئيس المصري (السيسي) ولا اللواء محمد العصار (أحد كبار قادة الجيش المصري) أو غيرهما، أهم شيء ألا يأتي الإخوان».

ولفت إلى أن «السيسي» يعيد –على ما يبدو- ترتيب المؤسسة حوله بشكل جيد مثلما فعل الرئيس العراقي الأسبق «صدام حسين»؛ من أجل أن يبقى في الحكم 30 سنة أخرى.

نصيحة للشباب المصري

وموجها نصيحة للشباب المصري، قال «خاشقجي»: «استعدوا للتغيير، وتجاوزا الخلافات فيما بينكم؛ لأن التغير قادم لا محالة».

واعتبر أن مشكلة مصر الوحيدة هي «السيسي»؛ فـ«الرجل فاشل اقتصاديا، والاقتصاد هو من يحرك الشارع».

وبينما قال إنه لا يستطيع على وجه الدقة تحديد ما سيحصل في مصر؛ «لكن هناك شيئا ما سيحدث، ربما انتفاضة جوع أو انتفاضة يأس، قد تتصدي لها الدولة، لكنها ستترك خدوشا».

وختم في هذا السياق، قائلا: «الاقتصاد هو الذي يحرك الاقتصاد في مصر، والتوتر الذي يبدو عليه السيسي لا يبشر بخير (له)».

لهذا السبب.. مهتم بمصر

وعن سبب اهتمامه بمصر رغم أنه مواطن سعودي، أوضح قائلا: «من قبل كنت مهتما بمصر ولا زلت؛ لأنها إذا فرجت في مصر ستفرج علينا جميعا من المحيط للخليج».

وأضاف: «هم سلبوا الحرية من مصر كي لا يطالب بها السعوديون؛ فمصر دائما تؤثر فينا، وهذا هو سبب اهتمامي».

  كلمات مفتاحية

السعودية فلسطين سوريا إيران إسرائيل القدس بن سلمان خاشقجي صفقة القرن