سخروا من حقل «ظهر».. سياسيون وناشطون: «السيسي» يفرط بمقدرات مصر

الاثنين 19 فبراير 2018 06:02 ص

شن ناشطون وسياسيون مصريون وعرب، هجوما حادا على النظام المصري ورئيسه «عبدالفتاح السيسي»، بعد الإعلان عن صفقة غاز إسرائيلي لمصر بقيمة 15 مليار دولار لمدة 10 سنوات.

والإثنين، وقع شركاء في حقلي «تمار» و«لوثيان» للغاز الطبيعي في (إسرائيل)، اتفاقية بقيمة 15 مليار دولار لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر. (طالع المزيد)

ونقلت صحيفة «الجروزاليم بوست»، الإسرائيلية، عن الشركة قولها إنه سيتم تزويد شركة «دولفتيوس» المصرية بـ7 مليارات متر مكعبة من الغاز سنويا.

من جانبه، نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، مقطع فيديو، يقول فيه: «أرحب باتفاقية تصدير الغاز الإسرائيلي مع مصر».

وأضاف: «هذه اتفاقية تاريخية ستدخل المليارات إلى خزينة الدولة، هذه الأموال ستصرف لاحقا على التعليم والخدمات الصحية والرفاهية لمصلحة المواطنين».

 

 

وتابع: «مخطط الغاز يعزز أمننا واقتصادنا وعلاقاتنا الإقليمية ومواطنينا، هذا هو يوم عيد!».

الاتفاقية وتصريحات «نتنياهو» أثارت حفيظة وغضب سياسيين وناشطين مصريين وعرب، متسائلين عن حقل «ظهر»، الذي أعلن عن تدشينه قبل أسابيع، والترويج على أنه سيحقق لمصر اكتفاء ذاتيا من الغاز.

كما شن الناشطون والسياسيون، هجوما على الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، واتهموه ببيع الغاز المصري، والتفريط في مقدرات مصر.

عيد (إسرائيل)

الكاتب الصحفي «جمال الجمل»، التقط من كلمة «نتنياهو» حديثه عن «العيد»، وغرد ساخرا بالقول: «مصر أهدت (إسرائيل) عيدا جديدا.. سمعوني: تحيا مصر بالتلاتة».

 

 

بينما نقل الكاتب القطري «جابر الحرمي» حديث وزير طاقة الكيان الصهيوني حين قال: «صفقة تصدير الغاز ستقوي العلاقات المصرية الإسرائيلية».

قبل أن يضيف: «مصر ستدر المليارات على (إسرائيل) لتنفقها على التعليم والصحة وإسعاد مواطنيها».

 

 

بينما تأسف الكاتب السعودي «جمال خاشقجي»، حين قال: «المؤلم أنه غاز فلسطيني، جزء كبير منه ضمن المياه الإقليمية لغزة، المفترض أنها جزء من السلطة الوطنية الفلسطينية».

 

 

وتعجبت الإعلامية الجزائرية «آنيا الأفندي»، قائلة: «الغاز الفلسطيني.. تبيعه (إسرائيل) للعرب!.. والعربي يدفع المال لهذا الكيان الصهيوني حتى يحكم قبضته على خيرات فلسطين ومقدساتها.. مع العرب مش حتقدر تغمض عينيك!».

 

 

فيما تساءلت الإعلامية «ليلى عودة»: «هل يحاول الرئيس عبدالفتاح السيسي تقديم طوق النجاة لبنيامين نتنياهو المأزوم بتهم الفساد؟».

 

 

وسخر الناشط اليساري «وائل عبدالفتاح»، بالقول: «مصر المديونة للعالم بـ80 مليار دولار وشعبها الذي يطلب منه الرئيس مزيداً من التحمل.. هي مصدر حل الأزمات المالية في فرنسا بعد صفقة رافال بدون صواريخ ومصدر الأمل في حل أزمات التعليم والصحة والرفاهية لـ(إسرائيل) بعد صفقة الغاز.. وهاتفضل أم الدنيا». (طالع المزيد)

 

 

فيما تساءل الكاتب «وائل قنديل»: «عزيزي الناصري القومي الثوري النوري المؤيد للسيسي: حدثتي عن مذاق طعامك المطبوخ على مواقد الغاز المستورد من العدو الصهيوني؟».

 

 

تفريط

من جانبه، اتهم السياسي المعارض «حاتم عزام»، النظام المصري بالتفريط في مقدرات الدولة، وقال: «منذ انقلاب 3 يوليو/تموز نحذر البطل القومي لـ(إسرائيل) يفرط في الحدود البحرية المصرية في المتوسط ويسلم الغاز المصري لسلطة الاحتلال عبر قبرص واليونان اللتين تربطهما معها اتفاق مثلث الطاقة».

وأضاف: «اليوم تستورد مصر غازها من سلطات الاحتلال بـ15 مليار دولار عبر شركة علاء عرفة (حسين سالم الجديد)».

 

 

ولفت الكاتب «سلامة عبدالحميد»، إلى أنه «غاز مصري تم التخلي عنه ضمن السلام الدافئ. دولفينوس مملوكة لرجل الأعمال علاء عرفة. ابن أحمد عرفة (زميل دراسة حسني مبارك) ومهنتهم الأساسية صناعة الملابس. أصحاب ملابس كونكريت والحرية مول. ودخلوا بيزنس الغاز».

 

 

وأضاف الباحث «مهند صبري»: «يوسي مايمان يوم ما قال أنا أخذ 50 مليار دولار وانسى ليلة الغاز المصري مكانش بيهزر.. يوسي هو مهندس صفقة غاز 2005 من الجانب الإسرائيلي، ضابط المخابرات الإسرائيلية السابق وشريك حسين سالم وكلهم أصدقاء بنيامين فؤاد بن إليعازر، اللي هو صديق حسني مبارك الحميم.. الصداقة حلوة مفيش كلام».

 

 

فيما غرد الوزير السابق «محمد محسوب» بالقول: «بعد سرقة غازنا بأقل من الأسعار العادلة لعشرين سنة.. نستورد الغاز من (إسرائيل) لـ10 سنوات قادمة! فهل ستعاقبنا كغزة بمنع الغاز إذا غضبت علينا؟!».

وأضاف: «كلما شعرنا أننا بلغنا القاع.. صدمونا بالسقوط لقاع أشد قتامة.. ثم يعتقلون شرفاء بتهمة الإضرار بالأمن القومي.. ماذا بقي من دعائم هذا الأمن؟».

 

 

أين حقل «ظهر»؟

ربط الاتفاقية بحقل «ظهر»، كانت أحد أهم ما تحدث عنه الناشطون في تعليقهم على الاتفاقية الجديدة. (طالع المزيد)

فقال الحقوقي «بهي الدين حسن» متعجبا: «بعد احتفال السيسي بحقل ظهر للغاز الذي بشر فيه المصريين بالرخاء، نتنياهو يزف للإسرائيليين خبر توقيع اتفاق مع السيسي لتصدير الغاز إلي مصر بـ15 مليار دولار لمدة 10 سنوات!».

 

 

وأضاف الكاتب «سليم عزوز»: «اللي حصل أننا صدرنا الغاز المصري لـ(إسرائيل) على أساس أن لدينا وفرة في الغاز، وأن (إسرائيل) بحاجة للغاز، وبتراب الفلوس، ثم تكتشف (إسرائيل) أن لديها وفرة في الغاز، وأن مصر ينقصها الغار فتصدره لمصر بأسعاره العالمية! فلا تخرج من هنا قبل أن تقول يسقط.. يسقط حكم العسكر».

 

 

وعلق الناشط «عمرو عبدالهادي» قائلا: «لما تكون نصاب وأنصارك مسطولين، السيسي في 1 فبراير (شباط) 2018 يعد بالاكتفاء الذاتي من الغاز، وفي 19 فبراير (شباط) 2018 يشتري غاز من (إسرائيل) 10 سنوات».

وأضاف: «السيسي أما ياخد غاز شحاته من قطر أو يشتري من (إسرائيل)، طيب اشتري من قطر يا صهيوني.. أمريكا تعين لمصر تجار يحكمها تاجر يبيع لـ(إسرائيل) غاز وتاجر آخر يشتري منها».

 

 

بينما سخر الإعلامي «محمد ناصر» بالقول: «طلب عاجل من عباقرة الرياضيات والاقتصاد.. عاوزين حل للمعادلة دي.. السيسي أعلن أن حقل ظهر حقق الاكتفاء الذاتي من الغاز ومش هنحتاج نستورد تاني.. وهو هو السيسي اللي وقع اتفاقية مع الصهاينة لاستيراد الغاز لمدة 10 سنين بـ15 مليار دولار. ونتنياهو قال ده يوم عيد لـ(إسرائيل).. حد عنده إجابة».

 

 

كما تساءل الإعلامي «حسام يحيى»: «فين حقول الغاز اللي كل يوم ينشروا أخبار عنها؟».

 

 

أما الاقتصادي «عبدالخالق فاروق»، فقال: «الاتفاق المصرى الإسرائيلى بشأن شراء الغاز من (إسرائيل) يكشف بجلاء عن حقيقتين، الأولى أن كل الدعاية الحكومية المصرية حول حقل ظهر للغاز، والاكتفاء الذاتي المصري من الغاز كان أكذوبة كبرى، كما هي أكاذيب إنجازات السيسي التى يرددونها منذ أربعة سنوات».

وأضاف: «أما الثانية أن كل ما يقال في المصادر الأجنبية حول تنازل نظام السيسي عن حقوق مصر في حقل ظهر لصالح الشركة الإيطالية والشركاء الأجانب مقابل فقط شراء مصر لإنتاج هذا الحقل بسعر تفصيلي يدور حول 5.5 دولار لمليون وحدة حرارية هو حقيقي للأسف تماما، كما سبق أن وقع نظام (حسني) مبارك عام 2010 مع الشركة البريطانية في حقل شرق الإسكندرية في المياة العميقة».

 

 

أما الناشطة المصرية التي تحمل اسم «المركب بتغرق يا قبطان»،فقالت: «متخضتش خالص من اتفاقية الغاز مع الصهاينة، والله ده اللى بيعلنوه بس وما خفي كان أحقر».

 

 

يشار إلى أنه بعد أن كانت مصر تصدر الغاز الطبيعي لـ(إسرائيل) بموجب اتفاق منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، انهار الاتفاق عام 2012، إثر هجمات متكررة على الخط في شبه جزيرة سيناء، لتتحول مصر إلى مستورد للغاز.

وكما فعلت مصر في التسعينات بتصدير الغاز الطبيعي عبر شركة البحر المتوسط، لرجل الأعمال المصري «حسين سالم»، يتكرر الأمر ثانيا، حيث تستورد شركة «دولفتيوس» القابضة المصرية، الغاز الإسرائيلي، وهي شركة مملوكة لمجموعة من رجال الأعمال، على رأسهم «علاء عرفة»، وهو رجل أعمال في مجال النسيج وأحد المستفيدين من اتفاقية «الكويز» التي تعمل على توثيق العلاقة مع (إسرائيل).

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقاتالمصرية الإسرائيلية الغاز مصر (إسرائيل) السيسي حقل ظهر