أثار ترشيح حركة النهضة التونسية لمواطن تونسي من أصل يهودي في إحدى القوائم التابعة للحركة في الانتخابات البلدية المقبلة مفاجأة في الوسط السياسي والشعبي التونسي، فيما استقبلته الأقلية اليهودية في البلاد بارتياح كبير.

وفي تصريح لموقع «الجريدة» التونسي، قال الناطق باسم حركة النهضة، «عماد الخميري»، الإثنين، إنه سيتم ترشيح التونسي اليهودي، «سيمون سلامة»، في إحدى القوائم التابعة لحركة النهضة في المنستير، وإن القائمة جاهزة لتقديمها وتستوفي كافة الشروط القانونية.

وتابع «الخميري» أن ترشيح تونسي يهودي يعتبر أمرا عاديا في الحركة باعتبار أنها «حزب وطني منفتح على كل التونسيين، من ناحية، والتزاما ببرنامج الحزب في الانتخابات البلدية لخدمة الناس وتحسين أوضاعهم البيئية، الصحية وعلى مستوى النقل، من ناحية أخرى».

وأكد أنه منذ الانطلاق في تشكيل القوائم «قررت الحركة الانفتاح على جميع التونسيين والكفاءات المستقلة وكانت إرادة الحركة في هذا التوجه، انطلاقا من أسس التعايش والمواطنة لكل التونسيين»، مشيرا إلى أن «الدستور يفتح المجال للتونسيين مهما كانت ديانتهم».

ولفت القيادي بالحركة إلى أن «النهضة» قد ترشح يهودا آخرين في المحطات الانتخابية المقبلة، مشيرا إلى أن بعض اليهود في تونس كانوا قد صوتوا لصالح قوائم حركته في انتخابات 2011.

يأتى هذا فى وقت بدأت الحركة فى تقديم قوائمها الحزبية والتى تعتمد فى أكثرها على الشخصيات المستقلة، حيث من المقرر إجراء الانتخابات البلدية الأولى فى تونس فى مايو/أيار المقبل لاختيار ممثلين فى 350 دائرة بلدية بمختلف البلاد.

بدوره، وصف الإعلامي، «منذر بالضيافي»، ترشيح النهضة لتونسي من أصل يهودي على رأس قائمتها ببلدية المنستير، بأنه «ضربة معلم».

وقال «بالضيافي» في مداخلة له في إذاعة «راديو ماد» التونسية، إن «الغنوشي» أعطى درسا للأحزاب العلمانية بهذا الترشيح.

وأشار «بالضيافي» إلى أن يهود تونس في فرنسا استحسنوا قرار النهضة، لافتين إلى أنه سيكون مدخلا لعودتهم إلى السياسة.

وكان كبير أحبار يهود تونس، «حاييم بيتان»، سبق أن صرح بأن حزب النهضة هو الأقرب إلى الطائفة اليهودية في البلاد.

يشار إلى أنه من المقرر إجراء الانتخابات البلدية الأولى بعد الثورة، في تونس في مايو/آيار المقبل، لاختيار ممثلين في 350 دائرة بلدية في مختلف البلاد، فيما يزيد عدد المقاعد المتنافس عليها عن سبعة آلاف مقعد.