صحيفة «الحياة»: السعودية تعزف «الجاز» وتطوي صفحة «الصحوة»

الثلاثاء 20 فبراير 2018 09:02 ص

قالت صحيفة «الحياة» السعودية، إنه في يوم الخميس المقبل، ستكون العاصمة الرياض على موعد مع حفلة تعزف خلالها موسيقى الجاز على مدار ثلاثة أيام، مشيرة إلى أن ذلك يعد مؤشرا جديدا على أن المملكة مصرة على طي آخر صفحة من رحلة الصحوة.

ورأت الصحيفة أن السعودية شهدت الكثير من التغييرات خلال الأعوام الأربعة الماضية، حتى أصبحت مشاركة الطالبات لاعبات الكاراتيه في الجنادرية «وضعا طبيعيا» يعيشه المجتمع السعودي في مسيرته نحو الاعتدال، بعد «ثلاثة عقود من التطرف التي فرضتها الصحوة»، والتي وعد ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان بن عبدالعزيز» بالقضاء عليها في كلمته خلال تدشين «نيوم مدينة المستقبل» في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ولفتت إلى أنه بعد ستة أشهر من طي السعوديين جدلا دام عقودا حول تدريس التربية البدنية في مدارس البنات، كان منظر طالبات في المرحلة الابتدائية وهن يؤدين عروض الكاراتيه أمام نائب وزير التعليم «عبدالرحمن العاصمي» وزوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة في «الجنادرية 32» أمس الإثنين «غريبا» لدى البعض و«مألوفاً» لدى آخرين.

ونقلت عن خبير الاقتصاد والسلوك «عثمان العايدي»، قوله إن تلك التغيرات تعد «تطورا إيجابيا»، فما تعيشه البلاد في جميع المجالات «يساعدنا في حجز مقعد لنا في عالم التطور والتقدم والازدهار في عالم أصبح لا يقبل إلا الأفضل والأفضل فقط».

وقال «العايدي»: «نقدم في المملكة نموذجا في التطور بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ونقل المملكة إلى المزيد من التطور المميز الذي يجعلها قلبا نابضا حيا نشهد هذا التطور».

ولفت إلى أن هذا التغير «ليس وليد لحظة بل هو جهد سنوات طويلة أصبح المجتمع من خلال هذه النقلة متناغما ومنسجما معها على رغم سرعتها، وذلك نتاج التخطيط الصحيح».

يذكر أن «بن سلمان»، قال في حوار عند الإعلان عند مشروع «نيوم»: «السعودية لم تكن كذلك قبل 1979، السعودية والمنطقة كلها انتشر فيها مشروع الصحوة بعد عام 1979، لأسباب كثيرة لا مجال اليوم لذكرها، فنحن لم نكن بالشكل هذا في السابق».

وأضاف: «نحن فقط نعود لما كنا عليه، الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وعلى جميع التقاليد والشعوب»، مبيناً أن أعمار «70% من الشعب السعودي أقل من 30 سنة، ولن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة، سندمرهم اليوم، لأننا نريد أن نعيش حياة طبيعية تترجم مبادئ ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة، ونتعايش مع العالم ونساهم في تنمية وطننا والعالم».

وتشهد السعودية في الأشهر الأخيرة تحولات كبيرة، تتمثل بتخفيف القيود على الحفلات الغنائية التي كانت تتم في أجواء مغلقة، لتظهر في حفلات عامة يختلط بها الرجال والنساء -على غير العادة- وهو ما ظهر بصورة علنية في الاحتفالات بالعيد الوطني للمملكة العام الماضي.

وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت السلطات السعودية رفع الحظر عن دخول النساء إلى ملاعب رياضية والسماح لهن بحضور فعاليات في 3 ملاعب اعتبارا من مطلع عام 2018.

وتأتي هذه الخطوة الاستثنائية في وقت تشهد فيه السعودية سلسلة من التغيرات الاجتماعية المتسارعة من بينها السماح للمرأة بقيادة السيارة اعتبارا من يونيو/حزيران المقبل، وإعادة فتح دور السينما.

ويجمع مراقبون على أن ما بدأته السعودية من تحولات عميقة في توجهاتها الداخلية والخارجية، يرتبط ارتباطا وثيقا بما تتحدث عنه وسائل إعلام غربية من قرب انتقال الحكم من الملك «سلمان بن عبدالعزيز» إلى نجله ولي العهد الأمير الشاب الأمير «محمد» (32 عاما).

  كلمات مفتاحية

الصحوة الجاز السعودية انفتاح بن سلمان