وصل عدد ضحايا قصف النظام السوري على مناطق الغوطة الشرقية المحاصرة إلى  175 قتيلا و610 جرحى، خلال يومين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، إنه «قتل 45 مدنياً على الأقل بينهم 12 طفلاً جراء غارات استهدفت مناطق عدة في الغوطة الشرقية».

وكان عدد القتلى جراء القصف والغارات الكثيفة التي نفذتها قوات النظام السوري على الغوطة الشرقية، أمس الإثنين قد ارتفع الى 130 مدنياً، وأكثر من 610 جرحى، في حصيلة دموية هي الأعلى خلال يوم واحد منذ ثلاث سنوات في هذه المنطقة المحاصرة قرب دمشق.

وقصفت قوات النظام بالطائرات والمدفعية والصواريخ بكثافة، أمس الإثنين، معظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية التي تحاصرها بشكل محكم منذ عام 2013، بعد أيام من استقدامها تعزيزات عسكرية تنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير في ريف دمشق.

وأمضت عائلات يومها أمس تحت الغارات والقذائف تبحث عن أفرادها تحت الركام، وفي المستشفيات التي اكتظت بجثث القتلى وبالمصابين وبينهم عدد كبير من الأطفال، فيما تفتقر هذه المستشفيات إلى الكثير من الأدوية والمستلزمات الطبية.

وقال طبيب في مستشفى في مدينة عربين، عرف عن نفسه باسم «أبواليسر»: «كان من أسوأ الايام التي مرت علينا في تاريخ الأزمة الحالية».

وتحدث عن حالة مؤثرة عاينها بنفسه، قائلا: «وصلنا طفل يبلغ عاماً واحداً، كانت بشرته شديدة الزرقة وبالكاد قلبه ينبض، وبينما كنت أفتح فمه لأضع له أنبوباً (للتنفس)، وجدته محشواً بالتراب، بعدما تم سحبه من تحت الأنقاض».

وأضاف: «أخرجت التراب سريعاً من فمه ووضعنا له الأنبوب لكنه لم يقو على التنفس جيداً لأن التراب كان قد وصل الى داخل رئتيه، عندها قمنا بسحب التراب من رئتيه وبدأ بعدها بالتنفس تدريجياً».

وقال مراسلو «أ ف ب» في الغوطة الشرقية بعد جولة على عدد من المستشفيات، إن الأسرّة لم تعد تتسع للجرحى الذين افترشوا الأرض، ونقلوا عن أطباء إن غرف العمليات بقيت ممتلئة طيلة ساعات النهار.

ويفاقم التصعيد في القصف المستمر منذ ليل الأحد من معاناة نحو 400 ألف شخص تحاصرهم قوات النظام بشكل محكم منذ عام 2013.