قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، الثلاثاء، إنه «لا مجال للظلم والقمع والخوف والبؤس أينما حلت تركيا»، مشددا على أن المناطق التي تتواجد فيها قوات بلاده في سوريا «تنعم بالأمان والعدالة».

جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام نواب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في مقر البرلمان بالعاصمة التركية أنقرة، حسب الأناضول.

ولفت إلى أن السوريين يعرفون ذلك جيدا لذا يرحبون دائما بتركيا، مؤكدا على أن «المنظمات الإرهابية والقوات التي تدعمها فقط هي التي تنزعج من التواجد التركي، في حين لا ينتاب شعوب المنطقة أدنى شعور بالقلق والإشكال والرفض حيال بلدنا».

وأكد الرئيس التركي أن اتصالات أجرتها بلاده أوقفت انتشارا محتملا لقوات النظام السوري في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، وقال إنه سيتم قريبا الانتقال إلى عملية تطويق مدينة عفرين، مركز المنطقة التي تحمل الاسم ذاته.

ولم يذكر «أردوغان» الأطراف التي أجرت معها تركيا اتصالات، لكنه كان يشير على الأرجح إلى اتصاله، الإثنين، بنظيريه الروسي «فلاديمير بوتين» والإيراني «حسن روحاني».

وحذر الرئيس التركي النظام السوري من عواقب إرسال قوات إلى عفرين لدعم «وحدات حماية الشعب الكردية» (ي ب ك)، الجناح المسلح لحزب «الاتحاد الديموقراطي الكردستاني» (ب ي د).

وشدد على أن تركيا لم تشن عملية «غصن الزيتون» لإحراق عفرين، وإنما لتطهيرها ممن وصفهم بـ«الإرهابيين».

وأضاف: «خلال الأيام القادمة سيتم سريعا تطويق مركز عفرين، وسيتم وقف الدعم الذي يصل إلى المدينة والمنطقة من الخارج، ولن تعود أمام المسلحين فرصة للتفاوض مع أي طرف».

وبعد ساعات من كلمة الرئيس التركي، تحدثت وسائل إعلام تابعة للنظام عن بدء دخول قوات موالية له إلى عفرين؛ ما يهدد بمواجهة مع القوات التركية هناك.

ومنذ 20 يناير/كانون الثاني الماضي، تواصل تركيا تنفيذ عملية عسكرية موسعة أطلقت عليها اسم «غصن الزيتون» تستهدف الميليشيات الكردية المسلحة شمالي سوريا.

وتعتبر أنقرة «ب ي د» الفرع السوري لتنظيم حزب العمال الكردستاني في تركي (بي كا كا)، الذي يخوض، منذ عقود طويلة، تمردا ضد الدولة التركية أوقع عددا كبيرا من الضحايا المدنيين.

وتتخوف من استغلال «ب ي د» الحرب في سوريا لتنفيذ حلمه بإنشاء دولة كردية في شمالي سوريا، تتوسع لاحقا لتشمل مناطق الأكراد في العراق وإيران وتركيا، وهو ما أفصح عنه، بالفعل، مسؤولو الحزب الكردي لوسائل الإعلام.