صحف بريطانية تهاجم مصر لوفاة سائح بمستشفى خاص بالغردقة

الأربعاء 21 فبراير 2018 08:02 ص

اتهمت صحف بريطانية أحد المستشفيات المصرية بالتسبب في وفاة سائح بريطاني العام الماضي، ونقلت عن أقاربه قولهم إن مسؤولي المستشفى أوقفوا علاجه وتركوه يموت بسبب عدم امتلاكه الأموال الكافية.

وقالت صحيفة «ميرور» البريطانية، الإثنين، إن «أدريان كينج» الذي بلغ من عمره 39 عاما، كان يقضي إجازة في مدينة الغردقة على البحر الأحمر في شهر مايو/آيار الماضي مع صديقته «نيكولا رايت» البالغة 34 عاما، لكن حالته الصحية تدهورت أثناء قيامه برحلة سفاري، وتم نقله إلى مستشفى خاص حيث اشتبه الأطباء في إصابته بفشل كلوي.

وأضافت الصحيفة أن «كينج» دخل في غيبوبة وتم وضعه على أجهزة التنفس الصناعي وخضع لجلسات غسيل الكلى لعدة أيام، لكن المستشفى أوقف علاجه بعدما أخبر المسؤولون صديقته بأن شركة التأمين ترفض تحمل تكاليف علاجه وطالبتها بدفع المبلغ نقدا.

ونقلت الصحيفة عن «تشارلز بومفورد»، والد «كينج» قوله إن أسرته حاولت الاتصال بالقنصلية البريطانية في الغردقة عشرات المرات حينما كان ابنه في المستشفى، ولكنهم فشلوا في التواصل معهم، مؤكدا أن «مسؤولي المستشفى طالبوا صديقة ابنه بدفع 7 آلاف جنيه إسترليني فورا وإلا سيوقفون الأجهزة، وعندما أخبرتهم أنها لا تملك هذا المبلغ بدأ الممرضون في فصل الأجهزة».

ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن «نيكولا رايت» قولها إنها لم تكن تثق بمسؤولي المستشفى على الإطلاق، ووصفتهم بأنهم كانوا محتالين.

وأكدت «نيكولا رايت» أن «كينج» كان يتحسن وكان الأطباء يرون ذلك عندما لم يكونوا على علم بأن التأمين كان ملغيا.

تحقيق بريطاني وتهرُّب مصري

وبدأت السلطات البريطانية تحقيقا في الحادث، وأكد كبير قضاة محكمة جنوب «ستافورد شاير»، «أندرو هاي» أن المستشفى المصري رفض الرد على مراسلاته للحصول على تفاصيل أكثر عن الواقعة، مشيرا إلى أنه لا يوجد، على ما يبدو، سجلات لتدوين ملاحظات مفصلة حول الرعاية الصحية التي تلقاها «كينج» خلال الأيام الخمسة التي قضاها في المستشفى قبل وفاته.

وأوضح «هاي» أن الطبيب الشرعي لم يُجر عملية تشريح للجثة لأن الأطباء كتبوا في تقرير الوفاة أن «كينج» فارق الحياة نتيجة سكتة قلبية، لكن صديقته «نيكولا رايت» ترفض هذا الادعاء وتؤكد أنه مات بسبب فصل الأجهزة عنه عمدا ودون موافقتها.

واقترح المحقق البريطاني إرسال تقرير لوزارة الخارجية البريطانية يحذرها من احتمال وقوع مزيد من الضحايا بسبب ضعف الرعاية الصحية للسياح الذين يتعرضون لضربة شمس في الصحراء الحارة.

«أليس منكم مسؤول عاقل؟»

من جانبه، انتقد الإعلامي المصري «عمرو أديب»، طريقة التعامل المصرية مع الواقعة، مستنكرا عدم وجود مسؤول في المستشفى لديه ما يكفي من «العقل والحكمة لمعالجة هذا الموقف الدقيق».

وأضاف «أديب»، خلال برنامجه على قناة «ON E» مساء الإثنين الماضي، أنه كان يمكن التواصل مع السفارة البريطانية ومطالبتهم بدفع المستحقات، مشددا على أن هناك أشخاصا يسيئون للوطن إساءة بالغة وتقوم بعمل دعاية سلبية للسياحة المصرية، وطالب وزارة الصحة بالتحقيق في الواقعة.

وأوضح أن العديد من الصحف البريطانية تشن هجوما عنيفا على مصر بسبب هذه الواقعة وتتهم المستشفى المصري بالمسؤولية عن وفاة الشاب البريطاني بعدما خيرته بين دفع تكاليف العلاج أو فصل أجهزة الإنعاش عنه.

وقال الناشط الحقوقي «نجاد البرعي»، في تصريح لشبكة «رصد» الإخبارية في مصر، إنه «دائما ما تثير وفاة أجنبي أو مقتله ضجة في مصر؛ بسبب غياب العدالة في الحقوق بين أبناء الوطن والأجانب، وهذا ما يجعل مصر عرضة للانتقاد العالمي دون غيرها في مسألة موت السائحين في الحالات الطبيعية».

وأضاف أن «الأجنبي في مصر يعامل أفضل من أبناء الوطن بـ100%؛ ما يعني أن الثقافة العامة للسلطة المصرية تقضي بأن الأولوية في التعامل تكون للأجانب فقط، بالرغم من أن العكس يحدث في البلاد الأوروبية؛ وكل هذا لا يلغي أن لمصر سمعة طبية سيئة في إدارة المستشفيات وغياب رقابة وزارة الصحة عليها».

تكذيب ومزاعم بـ«الابتزاز»

وفي تعليقه على هذه التصريحات، قال الدكتور «عبدالقادر دويدار»، مدير المستشفى المصري الخاص الذي عالج «كينج»، إن إدارة المستشفى بدأت اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الصحف البريطانية التي اتهمت المستشفى بالتسبب في وفاة السائح البريطاني.

وأضاف «دويدار»، خلال مداخلة هاتفية مع قناة «تن» المصرية، الثلاثاء، «أن هذه التقارير تشوه صور المستشفى»، مؤكدا أن هذه المزاعم غير منطقية لأن المرضى الذين لا يملكون ثمن العلاج يتم نقلهم إلى أقرب مستشفى حكومي.

واستغرب إثارة هذه القضية بعد مرور عام تقريبا على وفاة السائح، مشددا على أنه ظل 11 يوما في العناية المركزة وكان في غيبوبة كاملة وأن التقارير الطبية الخاصة بالمريض أرسلت إلى شركات التأمين التي رفضت تحمل تكاليف علاجه وتحملت المستشفى كل التكاليف، مشيرا إلى أن القنصل الإنجليزي زار السائح في المستشفى.

واعتبر «عبدالقادر دويدار»، مزاعم الصحف البريطانية هي بمثابة «ابتزاز من أسرة السائح ومحاولة للإساءة إلى المستشفى ولمصر»، حسب قوله، مؤكدا أن «المستشفى تحمل تكاليف علاجه التي بلغت 7 آلاف يورو ولم تسددها أسرته حتى الآن».

  كلمات مفتاحية

صحة الرعاية الصحية الرعاية الطبية طب مستشفى علاج ابتزاز مصر سياح بريطانيا الغردقة