روس يعترفون باشتراكهم في عملية التأثير على الانتخابات الأمريكية

الأربعاء 21 فبراير 2018 09:02 ص

أكد موظفون سابقون في «وكالة بحوث الإنترنت» الروسية صحة لائحة الاتهام التي وجّهها المحقق الأمريكي الخاص «روبرت مولر» بشأن تورط 13 روسياً و3 شركات روسية بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016.

وأكد الموظف السابق بالوكالة «مارات ميندياروف» أن القسم الخاص بموقع «فيسبوك» التابع لها تعاقد مع أشخاص يملكون مهارات ممتازة في اللغة الإنجليزية، لإطلاق حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى التأثير في الرأي العام الأمريكي، بحسب وكالة «أسوشييتد برس».

وأضاف «ميندياروف» أنه يصدّق ما ورد في لائحة مولر، موضحاً: «من خلال خبرتي، أؤكد أنه أسلوب الوكالة، جميع العاملين فيها يعرف أن بريغوجين يقف وراء كل ذلك، لكن أحداً لا يملك أي دليل».

وأشار إلى أن رجل الأعمال الروسي «يفغيني بريغوجين»، المقرّب من الرئيس «فلاديمير بوتين»، وهو ثري ذو نفوذ ملقب بـ«طباخ» الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في الصحافة الروسية، مول الوكالة التي قامت بإطلاق حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر رسائل مغرضة.

ولفت إلى أن «موظفي الوكالة يكرهون بريغوجين لأنه لم ينشئ كافيتيريا في مبنى الوكالة، مع أنه يملك شبكة ضخمة للتموين، بل كان يطلب منهم جلب الطعام من منازلهم».

وقال «ميندياروف» إنه لم ينجح في تجاوز امتحان اللغة الإنجليزية، بوصفه شرطاً للحصول على وظيفة في قسم «فيسبوك» التابع للوكالة، وحيث يتقاضى الموظفون ضعف الراتب الذي يجنيه العاملون في الأقسام الأخرى.

وأضاف أن «الخطة الناعمة كانت تقضي بصوغ محتوى يبدو كأن صاحبه مواطن أمريكي، لذلك تم توظيف أصحاب مهارات لغوية ممتازة، ومترجمون فوريون، وخريجو جامعات يتحدثون الإنجليزية بطلاقة، ليصعب اكتشاف أنهم ليسوا أمريكيين».

وقال إن «الوكالة كانت تضم حوالى 400 موظف، شغلوا 4 طبقات في مبنى، وعملوا بدوام 12 ساعة يوميا».

وأضاف أن «الوكالة تضم قسماً للفيديو والتصوير، ويتلقى الموظفون رواتبهم نقداً، ويستند عملهم إلى طرح نقاشات وهمية تثير اهتمام الجمهور الأمريكي».

وتابع: «عملتُ في مجموعة من ثلاثة أفراد، الأول يؤدي دور الشرير، والثاني دور البطل، والثالث محايد، فيكتب أحدنا مثلاً أن بوتين سيئ، ليناقضه الثاني قائلاً إنه جيد، ويتدخل الثالث مؤيداً أحدهما، مع نشره صوراً».

وذكر أنه استقال بعد أشهر، إذ كره العمل حيث «تنقسم التعليقات إلى أسود وأبيض: أمريكا سيئة، وبوتين جيد».

أما الموظفة السابقة بالوكالة «ليودميلا سافتشوك»، فوصفتها بأنها «فاعلة وتنشر مشاركات على مدار الساعة».

وأكدت أن خبرتها تجعلها تصدق اتهامات السلطات الأمريكية، مضيفة أن «الموظفين كانوا يستخدمون هويات مزوّرة ليظهروا كأنهم أشخاص حقيقيون، إذ إن أهم ما في هذا العمل هو امتلاك حساب لشخصٍ حقيقي».

وتابعت: «كانوا يختلقون شخصية للحساب، يختارون لها الجنس، والاسم، ومكان الإقامة والمهنة، ما يُصعّب اكتشاف أن الحساب ليس حقيقياً».

وسخرت «سافتشوك» من تضمّن لائحة الاتهام الأمريكية 13 اسماً روسياً فقط، لافتة إلى أن «عدد مَن يفعل ذلك أكبر بكثير، فالتقنيات الحديثة فاعلة بشكل لا يُصدق».

وأضافت أنها أدركت «فاعلية عمل الوكالة عندما تفاعل أشخاص عاديون مع الآراء والمعلومات المُختلقة التي تنشرها، واعتبارها أنها تمثل أفكارهم الخاصة».

وورد في لائحة الاتهام الأمريكية أن الوكالة الروسية اشترت مساحات إعلانية في الولايات المتحدة عبر الإنترنت، مستخدمة هويات مسروقة من أمريكيين ومنظمي مسيرات سياسية، كما دفعت أموالاً لمواطنين أمريكيين ليدعموا مرشحين أو يسخروا منهم.

وأضافت أن مؤيّدين لليمين وأعضاء من فريق الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» تفاعلوا مع آرائها وأعادوا نشر بعضها، علما أنها سعت عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى دعم «ترامب» ضد منافسته الديمقراطية «هيلاري كلينتون»

المصدر | الخليج الجديد + أسوشييتد برس

  كلمات مفتاحية

العلاقات الأمريكية الروسية انتخابات الرئاسة الأمريكية المحقق الأمريكي الخاص ترامب مولر بوتين