استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

(إسرائيل) والتحالف السني

الأربعاء 21 فبراير 2018 10:02 ص

يعكس السجال بين رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، ووزير الخارجية الإيراني «محمد ظريف»، في مؤتمر برلين للأمن، أول من أمس، مستوى التسخين والاستقطاب الحادّ في المنطقة، بعد المواجهات الإسرائيلية - السورية قبل أيام.

المحلل الأمريكي المعروف «توماس فريدمان»، كتب (مؤخراً) مقالاً عن الصراع الحالي في المنطقة، واصفاً الحدود السورية - الإسرائيلية بأخطر حدود في العالم اليوم، ومعتبراً سوريا بمثابة «برميل بارود» قد يفجّر الصراعات المسلّحة في المنطقة بأسرها، بل بين القوى العظمى.

فهنالك اليوم جيوش أمريكية وروسية وإيرانية وتركية وسورية، وميليشيات تابعة للقوى الإقليمية والدولية وهويات متصارعة داخلياً، فالجميع يلعب على «حافة الهاوية» في هذه الرقعة الجغرافية المحدودة.

 كان واضحاً، خلال الأيام الماضية، ومن خلال التحليلات والتسريبات، أنّ هنالك توصيفاً خطيراً مقلقاً للصراع الراهن في المنطقة يتصاعد (في لغة المحللين والسياسيين الغربيين) بوصفه حرباً بين تحالفين الأول شيعي (يضم إيران والنظام السوري والحوثيين والحكومة العراقية ومعهم القوى المسلّحة الشيعية عابرة الحدود)، والثاني هو سنّي يضم دولاً عربية معادية لإيران مسنودة من الإدارة الأمريكية الحالية «دونالد ترامب»، ومن خلف الستار (إسرائيل)، التي تعلن مشاركتها للدول العربية أولوية العداء لإيران.

 هذا التوصيف الخبيث ليس فقط غير صحيح، واقعياً، وغير منطقي أيضاً، لكنّه في الوقت نفسه، يستبطن أجندة أمريكية إسرائيلية ليست سريّة تتمثّل بوضع العرب مع (إسرائيل) في خندق واحد، إقليمياً، في مواجهة ما يسمّى النفوذ الإيراني، ما يترتب عليه نتائج عديدة في مقدمتها تحطيم القضية الفلسطينية ومحاولة تمرير قرارات وسياسات خطيرة هناك، وكذلك تقسيم المنطقة على أسس هوياتية طائفية وعرقية ودينية، وإدامة أمد الصراع والحرب الأهلية السورية الحالية.

 هذا التوصيف خادع، لأنّ سياسات الدول العظمي والإقليمية في المنطقة لا تتأسس على الطابع الطائفي عابر الحدود السابق، فتركيا وإيران يبحثان عن مصالحهما القومية.

وروسيا وأمريكا يعتبران سوريا معركة نفوذ، والعالم العربي عملياً غير موجود في المعادلة السورية.

والسنّة، مع اضطرارنا استخدام هذه المصطلحات، في العراق وسوريا ليسوا مستفيدين من التحالف السنّي الأمريكي الإسرائيلي المزعوم، وقد خسروا أغلب الأراضي.

وإيران تبتلع العراق وسوريا، بينما الأمريكيون يثرثرون فقط، كما أقرّ المحلل والدبلوماسي الأمريكي السابق «دنيس روس»، في مقالٍ له نُشر مؤخراً.

الجديد ليس أنّ مؤتمر برلين أكّد أنّ سوريا أصبحت بمثابة ثقب الأوزون الأسود في المنطقة، ومن الممكن أن تجرّ الجميع إلى مستنقع، وأنّ الحل السياسي الذي كان يلوح في الأفق يبدو اليوم بعيداً، لأنّ هنالك مصالح وأجندات تدير الصراع الراهن؛ لكن الجديد هو أنّ المؤتمر عزّز القناعة بأنّ هنالك أجندة يتم ترتيبها لإدماج العرب و(إسرائيل) في تحالف خادع، وإن بصورة غير رسمية.

وأثبتت وقائع المؤتمر أيضاً أنّه لا توجد فعلاً نظرية عربية جديدة أو مقاربة استراتيجية، في الحدّ الأدنى، للأمن الإقليمي ولكيفية حماية مصالح الدول العربية الحيوية والأمنية في المنطقة!

* د. محمد أبورمان كاتب وباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية.

المصدر | الغد الأردنية

  كلمات مفتاحية

إسرائيل بنيامين نتنياهو إيران محمد جواد ظريف المواجهات الإسرائيلية السورية الحدود السورية الإسرائيلية سورية القوى العظمى روسيا تركيا ميليشيات إقليمية ودولية لعب على التحالف الشيعي النظام السوري العراق الإدارة الأميركية