روسيا تتهم أمريكا بمحاولة نزع الشرعية عن انتخاباتها الرئاسية

الخميس 22 فبراير 2018 09:02 ص

على غرار اتهامات أمريكية لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية 2016، اتهمت موسكو واشنطن بالتدخل في شؤونها الداخلية، وبمحاولة «نزع الشرعية» عن انتخاباتها الرئاسية المرتقبة الشهر المقبل.

كما اتهمت روسيا أمريكا باللجوء إلى أساليب «ترهيب وابتزاز» لعرقلة التعاون التقني لموسكو مع دول أخرى.

وفي تصريح له نشرته وكالة «روسيا اليوم»، قال نائب وزير الخارجية الروسي، «سيرغي ريابكوف»: «يتخذ الأمريكيون خطوات نحو التدخل في شؤوننا الداخلية، ويفاقمون توتراً في العلاقات الثنائية قبل انتخابات الرئاسة» الروسية المرتقبة في 18 مارس/آذار المقبل.

واستبعد «ريابكوف» تحسّناً قريباً للعلاقات مع الولايات المتحدة.

وعلّق على اتهام المحقق الأمريكي الخاص في التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية، «روبرت مولر»، 13 روسياً بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية، بالقول: «نؤكد أن موسكو ستردّ على لائحة مولر، سيكون صعباً جداً المضيّ قدما في العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل وضعها الحالي».

والجمعة الماضي، اتهمت وزارة العدل الأمريكية، 13 موطنا روسيا و3 كيانات روسية، بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت عام 2016، وأسفرت عن فوز «دونالد ترامب».

كما اتهم «ريابكوف»، واشنطن بانتهاج سياسة «متعمدة لتعقيد التعاون العسكري التقني (لروسيا) مع شركاء أجانب»، لافتاً إلى أن الأمريكيين «يعلنون أرقاماً محددة لقيمة عقود يزعمون إفشالها بضغط أمريكي، ونتيجة سياسة ابتزاز وترهيب تنتهجها واشنطن»، معتبرا هذه التصريحات «دعاية سياسية».

كانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، «هيذر نويرت»، قالت إن بلادها «تحذر دول العالم من التعامل التجاري مع شركات سلاح روسية، وتحاول ثنيها عن ذلك»، استناداً إلى قانون يشدّد العقوبات على موسكو وطهران وبيونغيانغ.

وأضافت أن واشنطن «تمكّنت أخيراً من إحباط صفقات خططت لها موسكو قيمتها 3 مليارات دولار».

وفي وقت سابق، هذا الأسبوع، اتهمت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، «ماريا زاخاروفا»، دولاً غربية بالتدخل في انتخابات بلادها، «عكس اتهامات بلا أساس ومواد عن القراصنة الروس الذين لا حدود لقدراتهم، وتأثير روسي في نتائج الانتخابات في دول أخرى».

وأضافت: «لدينا معلومات عن وقائع محددة في شأن تدخلات هدّامة لدول غربية في شؤوننا الداخلية، في سياق حملة انتخابات الرئاسة».

وشددت «زاخاروفا» على أن «مثل هذا النشاط يجب إيقافه، وفي حال لم ينته سنضطر لاتخاذ إجراءات شديدة ردا عليه، بما في ذلك ردود فعل علنية».

تدخل قديم

وقبل نحو شهر من الانتخابات الروسية، نشر عضو المجلس العلمي التابع لمجلس الأمن القومي الروسي، «أندريه مانويلو»، تقريراً عن «التدخل الأمريكي في انتخابات الرئاسة الروسية من 1996 إلى 2018».

وأشار التقرير، الذي أعدّه خبراء مقرّبون من الكرملين، إلى «آليات محددة يمكن أن تستخدمها واشنطن للتدخل في الانتخابات الروسية، لنزع الشرعية عنها».

واعتبر أن «الولايات المتحدة ترى في انتخابات الرئاسة الروسية فرصة للضغط على (موسكو)، وتستعد لتدخل واسع في العملية الانتخابية، مستخدمةً مجموعة ضخمة من الأدوات، بما في ذلك المعلوماتية والنفسية وتمويل المعارضة الروسية».

واتهم التقرير، واشنطن باختبار طرق مختلفة للتأثير في نتائج الانتخابات الروسية، منذ العام 1996، وحضّ موسكو على الاستعداد للتصدّي لكل محاولات التدخل الخارجي في هذه الانتخابات.

واشنطن تحذر

في المقابل، كرّر الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» اتهام سلفه «باراك أوباما» بالتقصير في مواجهة التدخل الروسي المحتمل في انتخابات الرئاسة عام 2016، فيما اقترح قادة الديموقراطيين في الكونغرس تخصيص 300 مليون دولار لمكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي)، للتصدي لمساعٍ روسية محتملة للتدخل في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الخريف المقبل.

ووَرَدَ في رسالة وجّهها زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ «تشاك شومر»، وزعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب «نانسي بيلوسي»، إلى زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ «ميتش ماكونيل» ورئيس مجلس النواب «بول راين» أن «العناصر الأساسية للديموقراطية في الولايات المتحدة تتعرّض إلى هجوم من خصم خارجي، وعلى الكونغرس الردَ فوراً».

يشار أن التحقيقات الأمريكية في قضية التدخل الروسي تنظر في احتمال وجود تواطؤ بين حملة «ترامب» وروسيا، أو ما إن كان «ترامب» عرقل تحقيقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) حول نفس القضية، من خلال طرد مدير المكتب السابق، «جيمس كومي»، في مايو/آيار 2017.

المصدر | الخليج الجديد + روسيا اليوم

  كلمات مفتاحية

روسيا أمريكا العلاقات الأمريكية الروسية تدخل في الانتخابات الرئاسة انتخابات الرئاسة بوتين ترامب