وثق صحفي مصري معارض استدعاءه لقطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية في مقطع فيديو مصور بثه على يوتيوب عشية توجهه إلى مقابلة الرائد الذي ترك له استدعاء بمنزله عندما لم يجده.
وقال مدير تحرير «اليوم السابع» السابق الكاتب الصحفي «محمد منير»، إن قوة من الأمن الوطني تتبع مقر 6 أكتوبر (غرب القاهرة) توجهت إلى منزله وتركت له بمنزله استدعاء لمقابلة رائد بالأمن الوطني (لم يذكر اسمه)، كاشفا عن أنه يعتزم التوجه لمقابلته، اليوم الخميس، لأنه لم يخالف القانون ولا يخشى أي مشكلة قانونية.
وأضاف «منير»، في مقطع الفيديو الذي بثه ليل الأربعاء/الخميس، أنه أخطر نقابة الصحفيين بالأمر، واتصل برقم الرائد الذي تركه بمنزله، وأبلغه أنه سيوافيه في مقر الأمن الوطني اليوم الخميس، لكنه لم يكشف له عن أي أسباب أو دوافع الاستدعاء.
وكتب «محمد منير»، على صفحته بموقع «فيسبوك»، صباح اليوم الخميس: «كنت لم أحسم موقفي بعد بالذهاب للاستدعاء في الأمن الوطني لحين صدور القرار من نقابة الصحفيين فأنا ملتزم بالموقف الجماعي للنقابة الذي يقوده المجلس؛ والحقيقة أنني أشكر اهتمام المجلس واهتمام النقيب واتصالهم بالأمن الوطني، وكان قرار النقابة بالذهاب وإجراء المقابلة تحت متابعاتهم، وأنا ملتزم به.. شكرا لنقابة الصحفيين».
ولدى سؤاله عما إذا كان سيصحبه محام أو عضو بمجلس النقابة، كشف «منير» أنه لن يصطحب معه محاميا أو عضوا من النقابة خلال توجهه إلى مقر الأمن الوطني: «الكلام دا في النيابة.. لا يسمح للمحامين بالذهاب مع المستدعى للأمن الوطني».
و«محمد منير» صحفي يساري معارض، جرى فصله من «اليوم السابع» (مع مجموعة من زملائه) على خلفية معارضته لموقف الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» بالتنازل عن جزيرتي «تيران وصنافير» متمسكين بمصرية الجزيرتين، وهو ما جعله وزملاءه المفصولين يبدؤون فعاليات بالنقابة ضد رئيس تحرير «اليوم السابع» (المقرب من السلطة الحاكمة) «خالد صلاح».
وبسبب ملاحقتهم لـ«صلاح» نقابيا وقضائيا، أحال مجلس النقابة «صلاح» إلى لجنة القيم للتحقيق معه في مخالفته لوائح النقابة وفصله زملاء دون وجه حق.
وفي سياق ذي صلة، كتب «منير» على صفحته، صباح الخميس: «يؤكد لنا التاريخ أن البطش والظلم والاستبداد لا يحجبون ولا يمنعون كلمة الحق ولكن الذي يمثل ويعوق قولها ويشوه معناها هم هؤلاء الضعفاء الذين يبررون لضعفهم وسلبيتهم بالتقية غير المبررة فيتقون قبل المواجهة ويهادنون قبل الحرب ويفسرون آيات الله وما جاء في الكتب السماوية والتاريخ البشري تفسيرات تخدم ضعفهم ومبرراتهم لعدم مساندة الحق والوقوف في وجه الظلم».
وتابع: «هؤلاء لا يجبنون فقط ولكنهم يسعون للاستخفاف بكل من يحمل أمانة الكلمة وتشويهه وينشرون الإحباط من خلال سؤال تقليدي: أين نتائج وثمار جهاد من في السجون؟، نتائجه يا من تحيد عن الحق تراكمات ستنتهي بلحظة انتصار وستركبها وتستفيد منها أنت آنذاك، أما موقفك أنت فنتيجته الوحيدة هي عرقلة من يحافظون على شرف الله.. شرف الله هو الكلمة أيها الغافل».
ويحتجز النظام المصري في سجونه عددا من الصحفيين يقدره متابعون بأنه يتجاوز 40 عضوا بالجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، لكن آخرين يقولون إن العدد أكبر من ذلك بكثير، لكن البقية ليسوا مقيدين في جداول النقابة لأنهم صحفيون صغار السن وبالتالي تضيع حقوقهم، ومن بين أطول هؤلاء مدة المصور الصحفي «محمود أبوزيد» المعروف بـ«شوكان» والمعتقل منذ فض اعتصام رابعة عام 2013.
