«و. بوست»: «ترامب» ليس وحده من يخشى «مولر».. فيسبوك يخافه أيضا

الجمعة 23 فبراير 2018 08:02 ص

من الذي يخاف من المحقق الخاص «روبرت مولر»؟ الرئيس «ترامب» بالطبع خائف، وكذلك الذين عملوا على حملته، لكنهم ليسوا الوحيدين.

فقد أوضحت تصريحات نائب رئيس الدعاية في فيسبوك، «روب جولدمان»، أن بعض أكبر شركات التواصل الاجتماعي في أمريكا خائفة أيضا من السيد «مولر».

محاولة ليّ الحقائق

فقد توجه «جولدمان» إلى منصة تويتر الجمعة الماضية لكي يعلن براءة شركته، وقد قال إنه «كان متحمسا جدا لرؤية لائحة الاتهام الخاصة بمولر اليوم، بما إن فيسبوك تشاركت الإعلانات الروسية مع الكونغرس ومولر والشعب الأمريكي».

يعتقد «جولدمان» أن معظم التغطية الآن حول التدخل الروسي تدور حول محاولتهم التأثير على نتائج انتخابات الولايات المتحدة في 2016، لكنه يقول إنه رأى كل الإعلانات الروسية، ويكاد يجزم أن هذا الهدف لم يكن هدفهم، وإنما كان هدفهم الرئيسي وفق تعبيره هو «تقسيم أمريكا عبر استخدام منظماتنا ضدنا، مثل حرية التعبير ووسائل التواصل الاجتماعية، وإثارة الخوف والكراهية بين الأمريكيين».

لكن، يبدو أن نائب رئيس الدعاية في فيسبوك قام في سلسلة تغريداته القصيرة، بمحاولة ليّ القضايا والتشويش عليها.

الهدف واضح: الانتخابات

 فأولاً؛ تنص لائحة الاتهام بوضوح على أن الروس لم يشتروا الإعلانات فحسب، وإنما تزعم أنهم استخدموا هويّات أمريكية مزيفة، واحتالوا ليحصلوا على حسابات «باي بال» بالإضافة إلى الاحتيال للحصول على أرقام ضمان اجتماعي لإنشاء صفحات فيسبوك لمجموعات مثل «جيش يسوع» و«بلاكتيفيست»، وقد استخدموا هذه الصفحات بالفعل لنشر الكراهية والخوف، ووصلوا بها إلى العشرات وربما المئات الملايين من الناس.

بدأ الروس مشروعهم هذا في 2014، قبل الانتخابات، وكانت لديهم تعليمات واضحة عندما بدأت الانتخابات، وفقا لما تقوله لائحة الاتهام، وهي استغلال أي فرصة لانتقاد «هيلاري كلينتون» والبقية (عدا بيرني ساندرز وترامب).

وكانت محاولة «تقسيم أمريكا» المزعومة في الحقيقة هي محاولة لدعم انتخاب «ترامب»، فقد دفع الروس برسائل مناهضة لـ«كلينتون» على المواقع التي تستهدف اليمين المتطرف، وحاولوا تقليل معدل المشاركة في الانتخابات في المواقع التي تستهدف الأقليات. لذا لا نعرف من أين أتى جولدمان بفكرة أن «التأثير على الانتخابات لم يكن هدفهم الرئيسي»، ولكنه يناقض محتويات لائحة اتهام مولر تماما.

تغريدات على هوى «ترامب»

لا عجب أن «ترامب» غرد بعدها يوم السبت قائلا: «وسائل الإعلام التي تنشر الاخبار الكاذبة لا تتوقف، سيكون من الصعب عليها أن تتجاهل الحقائق التي أوردها نائب رئيس الدعاية في فيسبوك؛ روب جولدمان».

«جولدمان» لديه الحق في أن يخاف، فشركات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب وريديت، تتحمل فعلا جزءا من المسؤولية عن الاستقطاب المتنامي والحزبية المريرة التي حاول الروس – وغيرهم – استغلالها.

الخوارزميات وانغلاق المجتمعات

لم تصبح هذه الوسائل قنوات للدعاية الروسية وغيرها بالصدفة، وإنما نجد أن خوارزميات فيسبوك بطبيعتها بتدفع الأمريكيين والجميع، إلى غرف مغلقة يسمعون فيها صداهم أكثر فأكثر، والأشخاص الذين يقرؤون مواضيع أكثر تحزبا يميلون لتصديق الأخبار الكاذبة.

وفي الوقت ذاته، يحاجج فيسبوك باستمرار قائلا إنه ليس مسؤولا قانونيا عن المواد التي تنشر على منصته باعتباره ليس «ناشرا»، مع إنه يتصرف كناشر بكل الوسائل الأخرى، فهو يحصل على إيرادات الإعلانات التي تذهب للناشرين. والنتيجة هي أن أي شخص يسعى لنشر معلومات كاذبة عبر فيسبوك أو أي منصة اجتماعية أخرى، لم يعد ملزماً بقوانين التشهير أو الدعاية الكاذبة.

هذه ليست المشكلة الوحيدة: فهناك كثير من الأدلة الآن حول أن هذه المنصات بطبيعة خوارزمياتها تشجع المحتوى العنيف والمتطرف أكثر من أي وقت مضى، وقد أظهرت الدراسات على يوتيوب أن إنتاج الفيديو الآلي – الذي تقوم به الخوارزميات وليس البشر – يؤدي بشكل حتمي لفيديوهات أكثر عنفا وإثارة للقلق، كما أشار مسح حديث إلى أن 15% من حسابات تويتر تقريبا – أي 48 مليونا – قد لا يكونون بشراعلى الإطلاق، وإنما آلات.

ترغب وسائل التواصل الاجتماعي في تجنب المسؤولية حول ما يظهر على منصاتهم. ولكن هؤلاء ليسوا ضحايا لحرب المعلومات الروسية، بل هم أدواتها.

المصدر | واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

ترامب روسيا فيسبوك المحقق مولر