أكد السفير التركي السابق لدى حلف شمال الأطلسي، «يشار ياكش»، أن وزير الخارجية الأمريكي، «ريكس تيلرسون»، أنقذ العلاقات التركية الأمريكية من الانهيار على خلفية ملف المليشيات الكردية المسلحة شمالي سوريا.

وأكد «ياكش»، في مقال له بموقع «أحوال تركيا» أن «تيلرسون وافق، خلال زيارته إلى تركيا، على دراسة اقتراح الحكومة التركية بطرد قوات وحدات حماية الشعب الكردية (ي ب ك) من مدينة منبج السورية، ونشر قوات تركية وأمريكية بديلا عنها بالمدينة».

وأوضح «ياكش»، الذي عمل وزيرا للخارجية التركية قبل 15 عاما، أن «وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين ستجدان على الأرجح صيغة لاستيعاب المقترح التركي؛ حيث أن المقترح معقول لأن الأكراد يشكلون جزءا صغيرا فقط من سكان منبج (غالبيتهم من العرب)، ولذلك لا يوجد ما يبرر وجود قوة عسكرية تهيمن عليها قوات كردية بالمدينة».

وتساءل «ياكش» عن إمكانية إقناع الولايات المتحدة للوحدات بنقل مقاتليها الذين لعبوا دورا حاسما في طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من المدينة.

وأوضح أن «الموافقة الأمريكية الضمنية على العملية العسكرية التركية في عفرين أثارت بالفعل إحباطا بين الأكراد».

وأشار السياسي التركي إلى أن «الولايات المتحدة قد لا تكون مستعدة للتخلي عن دعمها للقضية الكردية بسبب أمن (إسرائيل)».

ولفت إلى أنه «إذا تم طرد وحدات حماية الشعب الكردية من منبج فإن الأماكن الأخرى الوحيدة التي يمكن أن يذهبوا إليها هما منطقتا الجزيرة وروج آفا اللتان تتمتعان بحكم ذاتي للأكراد.. ويعني ذلك تقوية دفاعات روج آفا أو أن تركيا ستتراجع عن نيتها المعلنة بتوسيع عملياتها العسكرية إلى شرق الفرات».

وتوقع «ياكش» أن «يشهد المقترح المزيد من  التسويات التي يجري مناقشتها في وزارات عدة بالإدارة الأمريكية، وأولها احتمال إصرار البنتاغون على استمرار الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب سواء في منبج أو في شرق الفرات».

وألمح إلى احتمالية أن «تحاول وزارة الخارجية الأمريكية الحفاظ على الالتزام بوعد تيلرسون بدراسة المقترح التركي، بينما سيتعين على البيت الأبيض إيجاد حل وسط بين الاثنين. وستكون هذه هي نقطة التفاوض الثانية مع تركيا».

وختم بأن تركيا لن تتحمل بسهولة المزيد من التدهور في علاقاتها بالولايات المتحدة؛ لذلك فإنها ربما ترضى بحل وسط في النهاية.