لا يختلف أحد على أن الأهلي هو المرشح الدائم والأوفر حظا للفوز بالدوري المصري الممتاز منذ انطلاق البطولة عام 1948، وبات قاب قوسين أو أدنى من حصد اللقب هذا الموسم للمرة الـ40 في تاريخه، إلا أن اتحاد الكرة المصري سواء بقصد أو دون قصد يضع نفسه والمارد الأحمر في دائرة الشبهات وفي قفص الاتهام بالتواطؤ والانحياز، وذلك بسبب قراراته العشوائية.

والبداية كانت بالسماح للفرق بإدراج 4 لاعبين أجانب في قائمة المباراة الواحدة، على أن يكون 3 لاعبين فقط داخل أرض الملعب، على عكس قراره في بداية الموسم الجاري، بألا يدخل أكثر من ثلاثة لاعبين في قائمة المباراة، وجاء ذلك القرار بعد طلب صريح من «حسام البدري» مدرب الأهلي.

ورغم ترحيب البعض بهذا القرار وعلى رأسهم «إيهاب جلال» مدرب الزمالك، الذي أكد أن فريقه سيستفيد منه، خاصة وأن الرباعي الأجنبي يمكنهم المشاركة معا في الكونفدرالية الأفريقية بشكل أساسي بعكس الدوري، إلا أن البرتغالي «بيدرو بارني»، مدرب الإسماعيلي اعترض عليه، مؤكدا أنه لابد للموسم أن ينتهي بنفس اللوائح التي بدأ بها.

وعلى عكس ما صرح به «سيف زاهر» عضو اتحاد الكرة المصري بأن هذا القرار سيكون بداية من الموسم الجديد، وليس من منتصف الموسم الجاري، قام «ثروت سويلم» المدير التنفيذي للاتحاد بإرسال خطاب رسمي بتنفيذه إلى كافة الفرق.

وجاء ثاني القرارات المثيرة للجدل، بالسماح لفريق الأسيوطي سبورت بناء على توصية من مدربه الأهلاوي «علي ماهر» بنقل مباراته أمام الأهلي إلى استاد برج العرب بالإسكندرية بدلا من ملعب أسمنت أسيوط، بحجة سوء أرضية الأخير، بالرغم من مواجهته للإسماعيلي والزمالك عليه، وتحملهما متاعب السفر واللعب ظهرا على عكس ما اعتادوا عليه، وهو ما يتعارض مع مبدأ تكافؤ الفرص.

وفي نفس السياق رفض اتحاد الكرة والإسماعيلي طلب الزمالك بنقل مباراته أمام الدراويش إلى ملعب برج العرب بدلا من الإسماعيلية، أسوة بالأهلي الذي واجهه في مباراتي الموسم بالإسكندرية، بحجة الظروف الأمنية.

بينما ثالث القرارات تعلق بأنباء إلغاء معاملة المحترف السوري كلاعب مصري نهاية الموسم الجاري، وهو ما فسره البعض بأنه ما كان ليحدث لولا أن الأهلي لم يستفيد منه، حيث استغنى عن السوري «عبدالله الشامي» لسوء مستواه، وفشل في التعاقد مع مواطنه «أحمد الصالح».

ورغم تأكيدات «مجدي عبدالغنى» عضو اتحاد الكرة المصري والمشرف على لجنة شئون اللاعبين، بأن عقود المحترفين السوريين سارية لنهاية الموسم المقبل ولم يتم تعديلها بإضافة موسم أو إلغاءه حتى الآن، إلا أن مصادر موثوقة تؤكد أن الإعلان عن هذا القرار قبل نهاية الموسم الجاري بقليل، وهو ما سيجبر الفرق على الاستغناء عن أحد من محترفيها الأجانب أو أكثر إذا ما أرادت الاحتفاظ باللاعبين السوريين.

وشدد «ربيع ياسين»، نجم الأهلي السابق ومدرب منتخب مصر مواليد 2001، على أن المارد الأحمر ليس في حاجة لأي مجاملة أو مساعدة للتتويج بالدوري، قائلا: «الأهلي ليس له أي منافس هذا الموسم، هو الفريق الأجهز والأفضل، وإدارته تتعامل بشكل جيد، والأهلي توج باللقب من أول أسبوع في الموسم».

وشن «أسامة خليل»، نجم الإسماعيلي السابق هجوما عنيفا على اتحاد الكرة بسبب قراراته العشوائية، وقال: «اتحاد الكرة أصبحت حقل تجارب ولا يوجد بها أدنى فكر للتخطيط من أجل صالح الكرة المصرية»، مشيرا إلى أن إلغاء معاملة اللاعب السوري مثل المصري أحد دلائل التخبط الإداري وعدم القدرة على وضع خطط مستقبلية للمساهمة في النهوض وتطوير الكرة المصرية.

كما أكد «محمد صلاح» نجم الزمالك السابق، أن مثل تلك القرارات تؤكد غياب النظام عن الكرة المصرية، وقال: «مسابقة الدوري أو غيرها يجب أن تبدأ بلوائح واضحة وتستمر بها حتى النهاية ولا يتم تعديل أي بند بها حتى أخر مباراة بها، وأي تغيير يتم مع بداية الموسم الجديد، كما متعارف عليه في جميع دول العالم».