«هآرتس»: أرشيف عسكري يكشف خلافات جنرالات (إسرائيل) حول زيارة «السادات»

الأحد 25 فبراير 2018 09:02 ص

بعد مرور 40 عاما على الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس المصري «أنور السادات» إلى القدس، في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1977، أصدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية محاضر الاجتماعات التي عقدها كبار ضباط الجيش في ذلك الوقت والتي اطلعت عليها الصحف الإسرائيلية.

وقد تم الإفراج عن محضر أرشيف جيش الدفاع الاسرائيلي، اليوم الأحد، وفق صحيفة «هآرتس» العبرية.

وكشفت هذه المحاضر عن وجود خلافات حادة فى الرأى بين الأركان العامة لجيش الدفاع الإسرائيلي حول خطورة نوايا الرئيس المصري، و«المشكلة الفلسطينية» التي طرحها «السادات» على طاولة المفاوضات.

وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني من العام 1977، ألقى «السادات» كلمة في الكنيست تحدث فيها عن قراره بـ«الذهاب إلى أرض العدو، بينما كنا لا نزال في حالة حرب»، وعن رغبته في هدم جدران العداء والشك بين الإسرائيليين والمصريين.

وتكشف المحاضر أنه بعد يومين، لم يكن جميع موظفي الجيش الإسرائيلي متفائلين بشأن آفاق السلام مع مصر، وبعد 4 أعوام فقط من حرب أكتوبر/تشرين الأول، أثار بعض الجنرالات الذين خاضوا الحرب تساؤلات حول نوايا «السادات».

واتخذ رئيس الأركان «موردخاي غور» موقفا حذرا، قائلا إنه تلقى تعليمات من وزارة الدفاع لإعداد إمدادات طارئة للحرب، وقال رئيس القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي «هرتزل شافير»: «سؤالي الأول هو ما إذا كان بإمكاننا معرفة ما يريد السادات تحقيقه حقا، إنه أمر غير معروف بشكل كبير».

مواقف متباينة

ومن ناحية أخرى، أظهر اللواء «أفيغدور بن غال» تفهما أكبر للزيارة التاريخية، التي مهدت في نهاية المطاف الطريق لإبرام معاهدة سلام بين البلدين، وقال «بن غال»: «إن فعل الرئيس المصري، القادم إلى أرض (إسرائيل)، والتحدث إلى الكنيست، هو أخطر اختراق (تاريخي)، إنها ليست خطوة دعائية، بل خطوة صادقة وحقيقية فيما يتعلق بشخصية الرئيس المصري السياسية المعقدة».

وقال «بن غال» إن الخطابات التي ألقيت في الكنيست كانت «حوارا للصم»، وانتقد الحكومة الإسرائيلية، قائلا إنها أظهرت «افتقارا إلى الفهم والمرونة، ولم تفهم الفرصة الكبرى التي حضرت للبلاد بحقيقة ظهور رئيس مصري في دولة (إسرائيل)».

وشاطره اللواء «شلومو غازيت»، رئيس المخابرات العسكرية، هذا الرأي، كما أعرب عن انتقاده لخطاب الكنيست الذي أدلى به رئيس الوزراء آنذاك، «مناحيم بيغن»، الذي اعتبره أكثر خطورة من «السادات».

وقال: «ليس من واجبي تحليل السياسة الإسرائيلية في خطب الإسرائيليين، لكن يمكن القول بوضوح إن خطاب رئيس الوزراء ليس خطابا بأي شكل من الأشكال أمام المواقف التي قدمها السادات».

وأعرب نائب رئيس الأركان «رافائيل إيتان» عن تفاؤله قائلا: «أعتقد أن المواقف المتباينة التي يبديها الجانبان طبيعية، وأن هذا التفاوض غير عادي».

وأضاف: «تعد الزيارة إنجازا، لأنها المرة الأولى التى يتقدم فيها هذا الأمر إلى المفاوضات المباشرة، التي نسعى إليها ونضغط من أجلها ونعمل عليها».

واقترح «إيتان» أيضا أن زيارة الزعيم المصري قد تكون سابقة لقادة عرب آخرين، مضيفا: «قد يحضر الملوك والحكام العرب هنا مرة كل شهر، وسيتوقف الجميع هنا، وسيكسبون الكثير من وراء ذلك».

كما تم طرح موضوع الفلسطينيين، مع مطالبة السادات بانسحاب (إسرائيل) من الأراضي المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وإقامة دولة فلسطينية، وحول هذا الموضوع، قال «بن غال»: «أقر واعترف بأن هناك مشكلة فلسطينية، وسيثبت التاريخ أن الذريعة الفلسطينية تحتاج في النهاية إلى الاستجابة من قبل الدولة، ومن ثم يمكننا تأجيلها في صورة إجراءات من نوع أو  آخر»، مضيفا أن «الحركة الوطنية القائمة والمتيقظة لا تقوم في نهاية المطاف على السياسيين، بل على رغبة العرب الصادقة في الحصول على دولة مستقلة»، وفق ما نقلته الصحيفة العبرية.

وقال رئيس الاستخبارات «غازيت»: «يجب أن يكون هناك حل للمشكلة الفلسطينية».

وتحدث رئيس الأركان «غور» عن اجتماعات الموظفين العموميين السابقة، عندما كانت «غولدا مائير» رئيسة للوزراء، و«موشيه دايان» وزيرا للدفاع، وكيف قال الجنرالات لهم: «لا يمكنكم تجاهل المشكلة الفلسطينية، ونحتاج إلى تقديم رد على ذلك»، وأضاف «غور»: «ذهبت غولدا، التي كانت جالسة في هذا المقعد هنا، قبالة الجدار».

كما اعترف الجنرال «أوري سيمشوني» بالحاجة إلى الاعتراف بوجود الفلسطينيين، وأضاف: «حتى قتل الفلسطينيين يتطلب الاعتراف بأنهم موجودون، لا يهم ما تعتقد أنه يجب القيام به معهم، وما إذا كان ينبغي أن يحصلون على دولة أم لا، لكن أولا وقبل كل شيء، نحتاج إلى الاعتراف بأنهم موجودون»، وفق «هآرتس».

المصدر | هآرتس

  كلمات مفتاحية

اتفاقية كامب ديفيد أنور السادات مناحيم بيغن الجيش الإسرائيلي