«لجنة الدراما».. هل يدخل الفن المصري حظيرة «السيسي» رسميا؟

الأحد 25 فبراير 2018 04:02 ص

بالتوازي مع اقتراب الاجتماع الأول للجنة تطوير الأعمال الدرامية في مصر (رسمية)، تصاعدت المخاوف من أن تكون تلك اللجنة جزءا من استراتيجية جديدة لفرض رقابة على الدراما المصرية.

وكان الرئيس المصري (عبدالفتاح السيسي) قد أكد، في أكثر من مناسبة، عدم رضاه عن المعالجات الدرامية والإعلامية في البلاد، معتبرا أنها لا تخدم قضايا الوطن، كما يجب. كما طالب، الإعلام والفن بتقديم رسالة إيجابية للمجتمع.

وكرر «السيسي» حديثا مشابها لذلك في مؤتمر «حكاية وطن»، الذي انعقد في يناير/كانون الثاني الماضي، وقال «إن المواطنين يأخذون عن الإعلام وصناعة السينما الكثير من المآخذ. أنا بتألم لما بسمع منهم لفظ مالوش معنى حتى لو لحد مختلفين معاه».

وتقول اللجنة الوليدة التي تضم كتابا ونقادا، إنها «تسعى لحفز صناعة الدراما وتشجيع الإنتاج الجيد، ودعم صناع هذا الوسط باعتباره الأهم في ترسانة القوى الناعمة والمؤثرة لتجنب الفوضى».

وعقب تشكيلها، دعا رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، «مكرم محمد أحمد»، إلى ضرورة عقد مؤتمر يضم صناعة الدراما التليفزيونية.

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أصدرت اللجنة بيانا يتضمن «صياغة ورقة عمل بأولويات موضوعات المحتوى التي يحتاج إليها المجتمع (المصري) في المرحلة الراهنة؛ لتكون دليلًا للعاملين في الإنتاج الفني».

وتوافق بيان اللجنة على أن «آليات الإنتاج تحتاج لوضع ضوابط لها حيث أنها تشهد حاليا تخبطا شديدا في جميع العناصر وهي في حاجة ماسة للترشيد».

ومن المنتظر أن تناقش اللجنة تلك الأفكار يوم 2 مارس/آذار المقبل، بمشاركة صناع الدراما التليفزيونية؛ من مؤلفين ومخرجين ونقاد وأساتذة اجتماع سياسي وعلم نفس مجتمعي.

وكان الممثل الشهير «عادل إمام»، قد شن هجوما على تلك اللجنة، في تصريحات تليفزيونية، أوائل فبراير/شباط الجاري، قائلا إن الفن المصري لا يريد «لجانا فاشية».

وأضاف «إمام»: «لا أفهم ما الذي تعنيه تلك اللجنة، وكيف يمكن أحداً أن يملي على فنان موضوعاً ليقدمه أو يمنعه من تقديم موضوع آخر، هذا كلام غريب وأعتبره مزاحا لا معنى له».

بدوره، اعتبر السيناريست «وحيد حامد»، في تصريحات متلفزة أيضا، أن تشكيل لجنة الدراما «باطل ومعيب».

وقال إن هيئة الرقابة على المصنفات الفنية (رسمية) هي التي لها الحق في الرقابة والتطوير.

و«الرقابة على المصنفات الفنية»، هيئة رسمية تختص بالرقابة، لمراعاة ألا يتضمن المصنف أو ينطوي على ما يمس قيم المجتمع الدينية والروحية والخلقية أو الآداب العامة أو النظام العام.

أما المنتج الشهير «مدحت العدل»، فقد شارك عددا من المنشورات، عبر صفحته بـ«فيسبوك»، تهاجم لجنة الدراما وتصف أعضاءها بـ«شرطة الأخلاق».

كما نشر الممثل «صبري فواز»، منشورا على صفحته الخاصة أيضاً، يرفض فيه هذا الأمر ويصفه بـ«المعيب».

بدوره، قال السيناريست، «عمرو سمير عاطف»، على حسابه بـ «فيسبوك»: «أظن أن الهدف الحقيقي من اللجنة هو خنق الدراما المصرية وإنهاء وجودها».

كما انتقدت جمعية نقاد السينما، في بيان، تشكل لجنة رسمية للدراما، معتبره إياها «حَجْرا واضحا على حرية التعبير».

وردا على الانتقادات، قال «مكرم محمد أحمد»، إن الفكر والإبداع لا يمكن توجيههما، كما لا يقبلان التدخل والوصاية.

وأوضح في بيان أن «الدولة لن تتدخل في عملية الإنتاج الدرامي، لكن المجلس الأعلى للإعلام، واللجنة المنبثقة عنه تتحدث في إطار المعايير الأخلاقية والمهنية للأعمال الدرامية فحسب».

ولفت إلى أنه يتمنى للأعمال الدرامية نشر قيم الجمال وليس القبح فقط.

وتساءل «أحمد»: «هل يعقل أن الأعمال الدرامية الحالية لا تخلو من عرض صور قبيحة كالعشوائيات والفوضى والقتل والعنف الشديد؟».

  كلمات مفتاحية

الدراما المصرية مكرم محمد أحمد لجنة رقابة ممثلون فنانون فن