هجمات «الأسد» تمحو الغوطة الشرقية من صور الأقمار الصناعية

الاثنين 26 فبراير 2018 07:02 ص

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لمنطقة «الغوطة الشرقية» بدمشق السورية، لتبدو كأنها قد اختفت أو محيت من على الخريطة، بعد الدمار الذي تسببت فيه قوات وميليشيا نظام «بشار الأسد».

الصورة التي نشرها الناشط «رامي الجراح»، وهو ناشط سوري بريطاني، تظهر الغوطة الشرقية وكأن أحد الأشخاص قام بمحو أبنيتها من الخريطة، وبات مخطط المدينة على حال واحد هو الركام، على عكس مدينة دمشق الذي لا تزال تظهر في الخريطة محددة المعالم والمباني والطرقات.

وقال «الجراح»، إن «ما يحدث في الغوطة هو صفعة في وجه ما يسمى بمبادئ عالمنا المعاصر».

ولفت إلى أن «قرار وقف إطلاق النار، وإن كنا نشكره، ما زلنا نعتبره جزءا من عنصر إطالة أمد المحرقة السورية».

ومنذ أسبوع، تشهد الغوطة الشرقية، آخر معقل للمعارضة السورية قرب العاصمة دمشق، واحدة من أكثر حملات القصف فتكا في الحرب المستمرة منذ سبع سنوات.

والغوطة الشرقية هي إحدى مناطق «خفض التوتر»، التي تم الاتفاق عليها في محادثات العاصمة الكازاخية أستانة، عام 2017.

واعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع، السبت، قرارا تقدمت به الكويت والسويد يطالب بوقف الأعمال العسكرية في سوريا ورفع الحصار، المفروض من قبل قوات النظام، عن غوطة دمشق الشرقية وبقية المناطق الأخرى المأهولة بالسكان لمدة 30 يوما.

وشككت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن «نيكي هايلي»، في التزام نظام «الأسد» بقرار مجلس الأمن بوقف العمليات القتالية في سوريا خاصة في الغوطة، وهو ما حدث بالفعل فلا تزال قوات نظام «بشار الأسد»، تشن هجمات على الغوطة الشرقية وإدلب وحماة.

والجمعة الماضي، أعلنت الأمم المتحدة، مقتل حوالي 400 شخص، وإصابة أكثر من ألف آخرين؛ جراء الغارات الجوية على منطقة الغوطة الشرقية لدمشق، خلال 4 أيام.

قبل أن يرتفع هذا العدد إلى 519 شخصا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ومنذ أشهر، تتعرض الغوطة الشرقية، الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، لقصف جوي وبري من قوات النظام السوري، رغم كونها ضمن مناطق «خفض التوتر»، التي تم الاتفاق عليها في مباحثات أستانة، عام 2017، بضمانة من تركيا وروسيا وإيران.

وأمس، أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل 1121 مدنيا سوريا خلال 103 أيام بمنطقة الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق؛ جراء هجمات روسيا والنظام السوري والميليشيات الداعمة له.

وأضافت المنظمة في بيان، أن 281 طفلا و171 امرأة هم بين 1121 مدنيا، قتلوا في قصف بري وغارات جوية مكثفة على المنطقة، بين 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي و24 فبراير/شباط الجاري.

وبصورة أشمل، قتل 12 ألفا و763 مدنيا، بينهم 1463 طفلا و1127 سيدة، في الغوطة الشرقية، منذ مارس/آذار 2011، تاريخ اندلاع الثورة ضد النظام الحاكم، وحتى 24 فبراير/شباط الجاري.

وقالت المنظمة الحقوقية إن قوات النظام والميليشيات الداعمة لها استخدموا السلاح الكيماوي 46 مرة في عملياتهم العسكرية ضد الغوطة الشرقية منذ 2011.

وتحاصر قوات النظام السوري نحو 500 ألف مدني في الغوطة الشرقية، منذ عام 2012، حيث تمنع دخول المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية.

ويزداد الوضع الإنساني في الغوطة سوءا بسبب الجوع والبرد والمرض وانعدام المواد الأساسية، بينما ناشد الأهالي المجتمع الدولي للتدخل وإنقاذهم فورا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الغوطة الغوطة الشرقية بشار الأسد الأزمة السورية دمشق