ربما تكون أسعار النفط قد تحطمت وتهاوت في الأشهر الأخيرة، ولكن هذا يبدو أنه لم يوقف الدول المُنتجة للنفط مثل قطر من إنفاق الملايين الضخمة لاقتناء الجوائز الفنية.

وقد ورد أن مجموعة من المتاحف الحكومية في دولة قطر دفعت مبالغ قياسية وصلت إلى 300 مليون دولار مقابل عمل فني واحد من أعمال «بول جوجان» يعود إلى 1892، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

«لقد تمّ تأكيد بيع لوحة زيتية تعود لعام 1892م تحمل اسم (متى ستتزوجين؟) من قبل البائع «رودولف شتايشلن» البالغ من العمر 62 عاما المتقاعد الذي يعيش في بازل بسويسرا، والذي يمتلك أكثر من 20 عملا ضمن مجموعة قيمة من الفن الانطباعي وما بعد الانطباعي - بما في ذلك بول جوجان - والتي كانت على سبيل الإعارة لمتحف الفن في بازل منذ ما يقرب من نصف قرن»، بحسب ما كتبه «سكوت ريبرن» و«دورين كارفاخال» في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

وإذا ثبتت صحة ذلك؛ فإن الصفقة سوف تقرّب الأمة الصغيرة من هدفها؛ حيث إنها تسعى لتصبح أحد أبرز جامعي الفنون على مستوى العالم.  واشترت قطر قبل ثلاث سنوات لوحة «بول سيزان» المعروفة باسم «لاعبو الورق» بأكثر من 250 مليون دولار.

دفع المليارات الضخمة في مقابل الفن عادة ما يكون علامة على السيولة المُفرطة التي تغذي فقاعات تنطلق في كل الاتجاهات، ونحن نعلم جميعًا مصير كل الفقاعات في النهاية.

وبالعودة إلى 31 مارس/آذار من عام 1987، دفع قطب التأمين الياباني «ياسو غوتو» 39.921.750 دولار أمريكي في مقابل لوحة «فان جوخ» المعروفة باسم «ستيل لايف»؛ والتي هي عبارة عن زهرية مع خمسة عشر من نبتة عباد الشمس في مزاد كريستي في لندن، ما جعل المبلغ يُوصف بالقياسي في مقابل قطعة واحدة من الأعمال الفنية. وبعد سبعة أشهر انهارت امبراطورية «غوتو» في وول ستريت، وأعقب ذلك سوقًا متدهورة وهابطة لفترات طويلة في الأسهم اليابانية بعد عامين.