جدل بسبب «مسكة يد» لمسؤول سعودي ووزير عراقي موال لإيران

الاثنين 26 فبراير 2018 07:02 ص

أثارت صورة يمسك فيها وزير الداخلية العراقي «قاسم الأعرجي»، يد السفير السعودي في بغداد «عبدالعزيز الشمري»، خلال تجولهما في أحد مراكز التسوق ببغداد، جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي.

الصورة، أثارت استغراب الناشطين، كونهم ممسكين بيدي بعضهما البعض، حيث تباينت ردود فعل حيال ذلك، وفيما وصفها البعض بأنها «فاتحة خير» على العلاقة بين البلدين، انتقدها آخرون.

والتقطت الصورة، خلال تجول «الأعرجي» و«الشمري»، في أحد أسواق بغداد، مع وفد كبير من الإعلاميين السعوديين، كان في زيارة إلى العراق، وهي الأولى من نوعها منذ 28 عاما.

وبحسب «الأعرجي»، فإنه «قام بجولة مع الوفد السعودي في عدد من شوارع العاصمة والأسواق الرئيسية والمولات، حيث اطلع أعضاء الوفد الضيف على الاستقرار الأمني، مشيدين بدور الوزير وتواجده الميداني الذي انعكس إيجابا على الاستقرار في البلاد.

فاتحة خير

الناشط «عباس العربي»، نشر الصورة، وغرد بالقول: «فاتحة خير إن شاء الله».

وأضاف: «نطمح إلى المزيد من العلاقات بالدول المحيطة، والانفتاح على أكثر من دولة، والخروج عن العزلة التي سببتها بعض الدول لحفظ مصالحها وريادة تجارتها داخل العراق».

 

 

فيما قال «محمد البغدادي»: «تحية تقدير لوزير الداخلية قاسم الأعرجي، وتحية لسفير المملكة العربية السعودية، ولتعاون مستمر بين الأشقاء.. وتباً للحاقدين».

 

 

بينما علق «حيدر الويلي»، بالقول: «الإعلام الإيراني منزعج جدا من جولة وزير الداخلية قاسم الأعرجي مع السفير السعودي في بغداد..  الوزير وزيرنه والمولات مولاتنه، والسفير السعودي سفير بأرضنا.. شعليكم!!».

 

 

عميل إيران

في المقابل، انتقد ناشطون، هذه الحميمية في العلاقة بين المسؤولين، خاصة أن وزير الداخلية العراقي، هو «أحد رجالات إيران وقاسم سليماني في العراق»، حسب قولهم.

وقال الإعلامي العراقي «مصطفى كامل»، إنه «بعد اتهامه آل سعود بقتل الحسين.. عميل الحرس الثوري الإرهابي قاسم الأعرجي يتجول برفقة سفير السعودية في العراق بإحدى المراكز التجارية في بغداد مع تشابك الأيدي».

 

 

وأضاف حساب «تأبط شرا»: «السفير السعودي في العراق يتجول في أسواق بغداد وهو ممسك بيد وزير الداخلية قاسم الأعرجي المقرب من الإرهابي قاسم سليماني.. ويزعمون أنهم يناصرون أهل السنة!».

 

 

وانتقدت «رفاه جاسم»، في تغريدة لها الدور السعودي في العراق، قائلة: «بعد جولة المول سيذهبون إلى سجن الحوت لغرض إطلاق سراح الإرهابية السعوديين، حضن عربي».

 

 

وتابع حساب يحمل اسم «الليل»: «يداً بيد، وبحميمية متبادلة.. سفير آل سعود في بغداد ووزير داخلية إيران في العراق قاسم الأعرجي يتجولان في بغداد.. لا تنسوا: من لم يكن مع السعودية فهو مع إيران!.. وعندك واحد سحلب وصلحوا!».

 

 

ووجه ناشط يدعى «علي»، خطابه لـ«الأعرجي» قائلا: «سيد قاسم بروح أهلك فهمونة، السعودية شبيكم ذابين روحكم عليها، أنت من أعضاء كتلة بدر.. وبدر في الميدان تعلم علم اليقين ما هو دور آل سعود في دعم الإرهاب».

 

 

ازدواجية

كما اتهم ناشطون، السعودية، بالازدواجية في التعامل مع «الأعرجي»، حيث إنها في الوقت الذي تطالب قطر بالابتعاد عن إيران، نجد هذه الحميمية مع أحد أكبر القيادات العراقية الشيعية الموالية لطهران.

وكان لـ«الأعرجي» الكثير من الآراء المناهضة للنظام السعودي، حيث سبق أن وصفه بالنظام «المجرم».

وسبق للوزير «الأعرجي» المنتمي لميليشيات «بدر» الشيعية، بزعامة «هادي العامري»، أن أثار الجدل بزيارة إلى السعودية في تموز/ يوليو 2017، ولقائه ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان»، بعدما كانت تصفه وسائل إعلام سعودية بأنه عميل إيران في العراق.

وأثارت الزيارة حينها الشكوك من جدواها، خصوصا أن الأخير من القيادات الكبيرة لميليشيا «الحشد الشعبي» الموالية لإيران، وأن المملكة العربية لها مواقف معروفة سلفًا ضدّ «الحشد» وضد طهران، الأمر الذي طرح تساؤلات كثيرة عن أسباب وملفات هذه الزيارة المبهمة، دون إجابات محددة.

وبثت قناة «العربية» السعودية، تقريرا هاجمت فيه «الأعرجي»، بعدما صوت عليه البرلمان العراقي وزيرا للداخلية، خلفا للوزير السابق «محمد الغبان».

وذكر تقرير القناة أن «قاسم الأعرجي تربطه علاقة قوية مع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، حيث إنه هو من طالب بنصب تمثال تذكاري لسليماني كونه تربطه علاقة مع إيران امتدت لأكثر من ثلاثة عقود».

وكان رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» استقبل الأحد، الوفد الإعلامي السعودي، بحضور السفير في بغداد «عبدالعزيز الشمري» ونقيب الصحفيين العراقيين «مؤيد اللامي».

وقال «العبادي» إن «العلاقات بين العراق والسعودية على الطريق الصحيح، ونتطلع إلى توسيعها في جميع المجالات بما يخدم مصالح شعبينا الشقيقين، والتعاون من خلال المجلس التنسيقي الذي يعد قاعدة لنمو العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري والخبرات».

ووصل وفد إعلامي كبير يضم رؤساء تحرير أبرز الصحف السعودية، إلى العاصمة العراقية بغداد، الجمعة، للقاء كبار المسؤولين في العراق، حيث تعد الزيارة الأولى من نوعها منذ 28 عاما، بحسب بيان لنقابة الصحفيين العراقيين.

والتقى الوفد الإعلامي رئيس جمهورية العراق «فؤاد معصوم»، ورئيس البرلمان «سليم الجبوري»، ووزير خارجية العراق «إبراهيم الجعفري»، وعددا من المسؤولين الآخرين.

وشهدت العلاقات السعودية العراقية تحسنا خلال الآونة الأخيرة، عقب زيارة وزير خارجية المملكة «عادل الجبير» العراق في فبراير/شباط 2017، هي الأولى منذ حرب الخليج، (2 أغسطس/آب 1990- 28 فبراير/شباط 1991).

تلتها زيارة «العبادي» إلى السعودية في 19 يونيو/حزيران 2017، بدعوة رسمية منها، وبعد أشهر زار وزير الداخلية العراقي، «قاسم الأعرجي»، المملكة أيضا وصولا إلى زيارة زعيم التيار الصدري الشيعي، «مقتدى الصدر» بدعوة رسمية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية الإيرانية قاسم الأعرجي عبدالعزي الشمري السعودية إيران تويتر جدل