مونديال قطر 2022 يؤرق «الحصار».. و«آل الشيخ» يناقض نفسه

الاثنين 26 فبراير 2018 09:02 ص

قالوا في المثل «يكذب الكذبة ويصدقها».. ثم ينفيها، هكذا هو حال دول الحصار في تعاطيها مع ملف كأس العالم المقرر إقامته في قطر عام 2022، خاصة خلال اليومين الماضيين، بعد نشر أخبار عن سحب تنظيم المونديال من الدوحة، ثم التراجع عنها.

وعلى الرغم من أن هذه الشائعة ليست المرة الأولى التي يتم إطلاقها، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، أكد مرارا أنه لن يتم سحب تنظيم المونديال من قطر.

الشائعة الأخيرة، التي احتفت بها وسائل الإعلام السعودية والإماراتية، نقلا عن مجلة «فوكس» الألمانية، انكشف سريعا أن مصدرها هو رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية «تركي آل الشيخ»، الذي سارع بالتراجع عن تصريحاته هذه، وقال إنه لا يتمنى سحب تنظيم المونديال من قطر.

لينتهي الأمر في النهاية، بتحذير من «فيفا» للسعودية والإمارات، من إقحام السياسة في الرياضة، مهددا الرياض بسحب صعودها إلى نهائيات كأس العالم المقبلة، المقررة في روسيا، منتصف العام الجاري.

شائعة

البداية كانت مساء الخميس، حينما بثت قناة «العربية»، سبعة أخبار عاجلة، كان أولها بعنوان «مصادر إعلامية ألمانية: قطر مهددة بسحب مونديال 2022»، لتلحقها وفق سيناريو بات متكررا، قناة «سكاي نيوز عربية»، ثم وسائل الإعلام السعودية والإماراتية.

المصادر الإعلامية الألمانية، التي روجت لها وسائل الإعلام السعودية والإماراتية، كان تقرير بثته مجلة «فوكس» الألمانية، زعم أنه سيتم نقل تنظيم المونديال إلى بريطانيا أو الولايات المتحدة الأمريكية، وذهب ناشطون سعوديون لاعتبار أن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» لن يضيع هذه الفرصة التاريخية لبلاده.

هذا التقرير الذي كان سبقا للمجلة الألمانية، أثار ردود أفعال واسعة في حينه، بين مؤيد ومعارض ومتحد أن ذلك سيحدث.

المعارضون، اعتبروا أن قرار مثل هذا (سحب تنظيم المونديال من الدوحة)، خسارة للعرب وليس للدوحة لقطر وحدها.

بيد أن المعارض القطري عضو الأسرة الحاكمة المقيم في دول الحصار «سلطان بن سحيم»، غرّد مراهنا على أن الملف سينتقل إلى واشنطن.

 

 

«آل الشيخ» المصدر

لكن هذا التقرير وردود الأفعال عليه، سريعا ما خفت بريقها، وانعدم صداها، بعد اكتشاف أن المجلة نقلت كل معلوماتها عن رئيس الهيئة العامة للرياضة والمستشار في الديوان الملكي السعودي «تركي آل الشيخ»، الذي عرفته بـ«وزير الرياضة السعودي».

وقالت المجلة إن مقربين من «آل الشيخ»، أكدوا لها أن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، يستعد في نهاية الصيف الجاري للتصويت على سحب كأس العالم من قطر، ونقله إما للولايات المتحدة وإما لبريطانيا.

وبحسب المجلة، فإن «آل الشيخ» والمحيطين به، اعتبروا أن إعادة التصويت على استضافة قطر لكأس العالم، يعود لوجود تحقيقات تزعم أن «الدوحة اشترت أصوات اتحادات دول صوتت لصالحها لاستضافة كأس العالم 2022».

سفير قطر بألمانيا «سعود بن عبدالرحمن»، علق على التقرير بالقول: «موقع مجلة فوكس الألمانية قال إن السعودية تروّج لخبر بأن فيفا ستقوم نهاية الصيف بإعلان سحب كأس العالم 2022 من قطر، وذلك نقلا عن مصادر مقربة من وزير الرياضة السعودي تركي آل شيخ!».

 

 

قبل أن يعلق مدير مكتب «الجزيرة» في فرنسا «عياش دراجي»، بالقول ساخرا: «الكذب الليلي مريح جداً لآلام المفاصل بعد ركلة بريطانيا.. لكن حبذا لو تقولون أيضا إن مصدركم الألماني الأشقر قال إنه استند إلى الحاج تركي آل الشيخ».

 

 

ولم تنقل المجلة أي معلومات أو تصريحات في هذا الشأن عن «فيفا»، الذي أشاد رئيسه «جياني أنفانتينو»، قبل أيام باستعدادات الدوحة لاستضافة الحدث العالمي الكبير، أو عن مصادر ألمانية رسمية أو حتى إعلامية.

الغريب أن تقرير المجلة، نقل تصريحا لرئيس «فيفا» في ديسمبر/كانون الأول الماضي أنه يتوقع تنظيم أفضل نسخة من كأس العالم في 2022.

تراجع وتناقض

وفي محاولة للتراجع، وعلى أثر الجدل الذي أثاره التقرير، غرّد «آل الشيخ»، صباح السبت نافيا ما نقلته عنه المجلة الألمانية، وقال «لا أتمنى سحب تنظيم مونديال 2022 من قطر الشقيقة كما تداولت وسائل إعلام عالمية».

 

 

وعادت وسائل الإعلام السعودية والإماراتية التي نشرت عشرات الأخبار عن المجلة الألمانية لتنقل تغريدة «آل الشيخ» بوصفها خبرا عاجلا، في وقت عاد فيه مغردون صفقوا للخبر السابق قبل ساعات للإشادة بـ«آل الشيخ» وتغريدته، دون التطرق بأي شكل لأسبابها وخلفياتها.

لم يقف «آل الشيخ» عند ذلك، بل ألمح أن شهر سبتمبر/أيلول المقبل، سيكون حاسما في أروقة صناع القرار بعالم كرة القدم، دون ذكر ماذا سيحدث.

ونشر المسؤول السعودي، تغريدة باللغة الإنجليزية، قال فيها: «لا أتمنى أن يتم سحب تنظيم كأس العالم 2022 من قطر من قبل الفيفا، ولكن إذا كانت الحكومة القطرية قد خرقت القواعد الأخلاقية فعليها أن تتحمل عواقب أفعالها».

وأضاف: «إنجلترا هي مهد كرة القدم الحديثة، وتاريخها سيسمح لها بتنظيم بطولة عظيمة، وأمريكا لديها خبرة طويلة في استضافة محافل رياضية عالمية».

وتابع «آل الشيخ» تغريدته قائلا: «سأستمتع بكأس العالم إذا استضافته إنجلترا أو أمريكا، سيكون شهر سبتمبر/أيلول من عام 2018 مشتعلا في أروقة صناع القرار بعالم كرة القدم».

 

 

تسييس الكرة

الرد على ما أثاره «آل الشيخ»، جاء عبر صحيفة «آس» الإسبانية، حين نقلت عن مسؤولي «فيفا»، قولهم إنهم يشعرون بحالة من القلق حيال التداعيات الرياضية للحصار المفروض على قطر.

وأكدت «فيفا» أن الهيئة الدولية، قد تتدخل قريبا بالاشتراك مع الاتحاد الآسيوي للعبة.

وأوضحت الصحيفة أن مسؤولي «فيفا» قد يجتمعون قريبا مع مسؤولين من السعودية والإمارات بشأن الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة، واستهداف المنتخب القطري والنوادي القطرية.

وقالت الصحيفة إن السعودية والإمارات قد تتعرضان لإجراءات عقابية من فيفا، وقد تكون النتائج كارثية على المنتخب السعودي الذي سيكون مهددا بالاستبعاد من مونديال روسيا المقبل.

ويساور الاتحاد الدولي القلق من تسييس كرة القدم، والدور الذي تلعبه السعودية والإمارات ضد قطر منذ قطع العلاقات مع الدوحة قبل عدة أشهر.

وأكدت الصحيفة الإسبانية، أن «فيفا» لا يريد مزيدا من تسييس كرة القدم، وقد يتدخل قريبا بالتعاون مع الاتحاد الآسيوي.

يشار إلى أن قنوات التليفزيون المملوكة للرياض وأبوظبي، أنتجت عشرات الساعات التليفزيونية التي شككت بملف قطر لاستضافة كأس العالم، تارة باتهامها بدفع رشاوى لاتحادات حول العالم للتصويت لملفها، وأخرى باتهامها بعدم القدرة على الإيفاء بمتطلبات إنشاء الملاعب والبنية التحتية، وصولا لإنتاج برامج تتهم قطر باضطهاد العمال القائمين على مشاريع كأس العالم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مونديال تركي آل الشيخ السعودية الإمارات الأزمة الخليجية الحصار قطر 2022 مونديال 2022 كأس العالم