«الدفاع المقدس».. لعبة أطلقها «حزب الله» تحاكي قتاله بسوريا

الأربعاء 28 فبراير 2018 12:02 م

أطلق «حزب الله» لعبة إلكترونية ثلاثية الأبعاد «تحاكي قتال عناصره في سوريا».

وتجسّد اللعبة التي أطلق عليها «الدفاع المقدس»، مجموعة من المعارك التي شارك فيها الحزب، بدءا من الدفاع عن «مقام السيدة زينب» في دمشق، حتى معارك الحدود اللبنانية السورية في رأس بعلبك، بحسب شبكة CNN الأمريكية.

وتتلخص مراحل اللعبة في مرحلة زيارة المقام، وفيها التعبئة الروحية والدخول في سيناريو المعارك، تليها، أولى المعارك وهي الدفاع عن المقام وصد الهجوم انطلاقاً من باحة ركن الآليات.

بعدها، معارك الحَجّيرة وهي مرحلتين، الأولى تدمير مدافع الهاون التي ترمي المقام بالقذائف والثانية السيطرة على مركز القيادة، تليها معركة القصير، وهي على مرحلتين أيضا، الأولى تحرير رهائن والثانية استكمال السيطرة على المنطقة.

ويوضح مدير البرامج المسؤول عن تصميم اللعبة «حسن علام» لوكالة فرانس برس أن اللعبة «تعكس تجربة حزب الله في سوريا»، مضيفاً أن «فكرة اللعبة نشأت انطلاقاً من الأحداث الواقعية على الأراضي السورية وعلى الحدود اللبنانية السورية، والأراضي اللبنانية».

واختارت وحدة الإعلام الإلكتروني التابعة لحزب الله تسمية «الدفاع المقدس - حماية الوطن والمقدسات» على اللعبة الجديدة، التي تبدأ أحداثها بدخول بطلها «أحمد» إلى مقام «السيدة زينب»، قرب دمشق، لزيارته.

وأثناء الزيارة، يتعرض المقام للقصف، ثم يظهر بطل اللعبة «أحمد» بلباس عسكري داخل غرفة تتصدر صورة الأمين العام لحزب الله «حسن نصرالله» أحد جدرانها، قبل أن يحمل السلاح وينضم الى مقاتلي الحزب على أرض المعركة.

ومنذ بدء قتاله العلني في سوريا، بررّ حزب الله تدخله بالدفاع عن مقام «السيدة زينب» الذي يعد وجهة للسياحة الدينية، ويقصده الشيعة من إيران والعراق ولبنان.

وفي السنوات اللاحقة، ربط الحزب وجوده في سوريا بالتصدي للمجموعات «التكفيرية» التي تشمل مروحة واسعة من الفصائل التي تقاتل قوات النظام، وبينها تنظيم «الدولة الإسلامية».

من القصير إلى رأس بعلبك

اختار مصممو اللعبة اختصار خصوم حزب الله في سوريا بتنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي يمكن خلال مراحل اللعبة مشاهدة راياته «مموهة» وعبارات على الجدران بينها «داعش مرّ من هنا».

ومن مقام «السيدة زينب»، يخوض بطل اللعبة معارك تزداد صعوبتها من مرحلة الى أخرى، تقوده إلى منطقة القصير، القريبة من الحدود اللبنانية، حيث خاض حزب الله في العام 2013 أولى معاركه العلنية ضد الفصائل المعارضة، قبل تصاعد نفوذ تنظيم «الدولة الإسلامية».

وتنتهي اللعبة في منطقة رأس بعلبك اللبنانية الحدودية، حيث خاض الجيش اللبناني وحزب الله معارك منفصلة على جانبي الحدود ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» صيف 2017، وانتهت المعركة بإنهاء سيطرة التنظيم في لبنان.

 

 

 

 

وأنجزت اللعبة بتقنيات عالية وتتضمن رسومات ثلاثية الأبعاد للمعالم، مثل كنيسة مار الياس، والمسجد الكبير في منطقة القصير.

وليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها حزب الله ألعاباً إلكترونية حول تجربته القتالية، إذ سبق أن أصدر لعبة مماثلة من جزأين تحاكي قتاله للإسرائيليين في جنوب لبنان.

ورداً على سؤال حول احتمال إصدار أجزاء جديدة، قال علام «أحمد سيتابع المعركة، وقد ينتقل إلى أماكن أخرى وليس بالضرورة في سوريا».

نيران من كل ناحية

وأطلق حزب الله هذه اللعبة في احتفال رسمي أقامه قبل ظهر الأربعاء في الضاحية الجنوبية معقله قرب بيروت، في وقت يقترب النزاع السوري من إتمام عامه السابع.

وتحمل المعارضة السورية بشدة على تدخل «حزب الله» الذي تصفه بالـ«ميليشيا طائفية»، وتطالبه بالانسحاب من سوريا.

ويبدو أن «حزب الله» يسعى من خلال هذه اللعبة إلى تقريب فكرة القتال في سوريا أكثر من جمهوره، بعدما قتل المئات من مقاتليه خلال سنوات النزاع.

ويشرح «علام» أن الهدف أن يعلم اللاعبون «ماذا حدث، وماذا كانت تفعل الناس التي بذلت تضحيات؟».

ويوضح «سيعاني اللاعب ليربح وينتقل من مرحلة الى أخرى.. وسيرى كم أن عمل المقاومين صعب».

وفي صالة ألعاب إلكترونية في الضاحية الجنوبية، معقل «حزب الله» قرب بيروت، يختبر «حسين مهنا» (25 عاماً) للمرة الأولى هذه اللعبة الموجهة، وفق مصمميها، لمن تتجاوز أعمارهم 12 عاماً.

ويقول «حسين» المواظب على الألعاب الإلكترونية ولكنه لم يتمكن من اجتياز المرحلة الثانية: «لم أعرف من أين تأتيني النيران».

ويضيف: «تحمست وأنا ألعبها، أردت أن أطلق النار عليهم جميعاً».

ومنذ العام 2013، بدأ «حزب الله» القتال بشكل علني في سوريا، وساهم في حسم جبهات رئيسية لصالح قوات النظام في مواجهة فصائل معارضة وتنظيم «الدولة الاسلامية» على حد سواء.

  كلمات مفتاحية

حزب الله سوريا الدفاع المقدس العاب الكترونية تكنولوجيا

عن حزب الله والدولة و«حرب الحدود» مع (إسرائيل)