5 سلوكيات سيئة للطفل.. كيف تعالجهم بحكمة؟

الأربعاء 28 فبراير 2018 01:02 ص

أحيانا قد يضع الأطفال الصغار، أهليهم في موقف صادم، بسلوكيات خاطئة أو مفاجئة بالنسبة لعمرهم الصغير، إلا أنه ينبغي على الأهل أن يميزوا الفارق بين الأخطاء العفوية التي ينبغي غض الطرف عنها، وبين السلوكيات الخاطئة التي يجب العمل على تغييرها في الطفل من خلال عملية التربية.

 

السرقة

يميل بعض الأطفال إلى السرقة في سنواتهم الأولى من النضج، حيث يعتقدون أن ذلك إنجاز لهم، لأنه تصرف خفي ولم يستطع أحد ملاحظة ما فعلوه.

علاوة على ذلك فإنهم «فازوا» بشيء جديد لم يكونوا يملكونه.

ولكن هذا الأمر قد يتطور معهم في مراحل حياتهم المقبلة.

لذلك إن تمت ملاحظة أن الطفل يميل إلى السرقة وأخذ الحاجيات الخاصة من غيره، يجب التدخل بسرعة من خلال لفت انتباهه أولا إلى خطأ فعلته.

وبعدها ينبغي تحذيرة من أخطار هذا السلوك ومساوئه، من خلال القصص والحكايات، ويتم تحديد نوع من العقاب، لأنه قام بهذا السلوك الخاطئ، مع شرح الأسباب، إذا ما تم تكراره، مع مراعاة أن يتم مراقبته عن كثب.

 

التهرب من المدرسة

لا يجب على الإطلاق التساهل مع موضوع الغياب عن المدرسة، لأنه من الأمور التي تؤثّر على مستقبل الطفل بشكل سلبي، كما يؤثر على تطوير مهاراته العقلية، وبالتالي ترك المدرسة وإهمال الواجبات المدرسية لاحقا.

ولكن في البداية، ينبغي معرفة سبب رغبته في التغيب عن المدرسة، فقد يكتشف الأهل مع المتابعة والتركيز مع أسباب هروب الطفل من المدرسة أنه يتعرض للمضايقات من زملائه، أو من أحد المعلمين والمعلمات.

كما يجب مراعاة أن من بين أسباب ذلك أن يكون مستواه في بعض المواد المدرسية هو الذي يسبب شعوره بعدم الانتماء بين أقرانه، وعدم شعوره بالأمان والاستقرار، لذا ينبغي حل الأسباب أولا قبل أن يتم معالجة العارض.

علاوة على ذلك، قد يكون في حاجة إلى إمضاء وقت ترفيهي أكبر للتنفيس عن طاقته بشكل سليم، بحيث يتمكن من التركيز والشعور بالإقبال للمشاركة في النشاط المدرسي والالتزام بالتعلُّم.

 

السلوك العدواني

يكون هذا السلوك في كثير من الأحيان نتيجة وجود نوع من المقارنات، إن كان بينه وبين أصدقائه أو أقربائه أو أخواته. 

لذلك يدعو الخبراء، الأهل إلى العمل على إبعاد اطفالهم عن هذا السلوك من خلال وضع قواعد صارمة، والابتعاد قدر الامكان عن مقارنتهم بأي أحد، فذلك يشعرهم بالغيرة والكره تجاه الشخص الآخر.

إضافة لهذا السبب، قد يكون التلفاز أو الألعاب الإلكترونية هي السبب في تغير سلوك الأطفال إلى العنف والعدوانية، كما يلعب دور القدوة عاملا كبيرا في نمط سلوكيات الأبناء، فإذا كان الأب أو الأم حانق أغلب الوقت أو يمارس الغضب والعنف أمام أبنائه، فمن أول العلامات هو اقتداء الأطفال بتلك الأساليب، وتطبُّعهم بذلك أيضا.

 

الكذب

هو من اسوأ السلوكيات عند الطفل، وغالبا ما يلجأ إليه للتخلّص من العقاب على الأمور الخاطئة التي يقوم بها، أو عند شعوره بالضغط أو الإحراج والخجل من أخطائه، بسبب الأسلوب الذي يتم مواجهته به.

وعلى الرغم من أن الطفل في عمر صغير قد لا يكون مدركا لحجم ما يقوم به وتداعيات سلوك الكذب، إلا أن هذا السلوك قد يأتي بنتائج سلبية على نفسيته وسلوكه لاحقا.

لذا من الضروري منعه عن الكذب عن طريق متابعته عن كثب ولاحظة أسباب لجوءه إلى هذا السلوك.

والأهم أن يكون الأهل قدوة لطفلهم من خلال الكلام الصريح دائما وعدم تورية الأمور والمواجهة بلطف، لأن الصغير يمكن أن يلاحظ ذلك سريعاً ويقوم بالعمل نفسه.

 

العناد والتحدي

يعتبر العناد أحد الأخطاء الجسيمة التي يرتكبها الآباء بحق أبنائهم، فأحيانا يكون الأب عنيدا والأم عنيدة دون وعي منهم، فيكبر الطفل وهو يتربى على العناد وتعلم أسلوب والديه، وبالتالي سيدخل معهما في صدام ويكون أيضا شخصية عنيدة بدوره.

وقد يعاند الطفل لأنه يشعر بحاجته إلى الاحترام من والديه وإثبات ذاته.

وبالتأكيد فإن تفهم الأب والأم، والمعلم والمعلمة، له وإبداء التعاطف مع رغباته، حتى لو لم يتم تحقيقها له، سيساعد في التعامل معه.

فمثلا إن صمم ابنك على أمر أنت تراه غير مناسب تماما، لست مضطرا إلى الموافقة لتنهي الأمر، لكنك تستطيع أن توفر له التعاطف والتفهم.

فإذا أصر صغيرك على ارتداء زي «سوبرمان» للمدرسة، فأنت لا تستطيع السماح له بذلك، لكن يمكنك إظهار تفهمك واقتراح حل بديل: «أنت تحب هذا الزي وتتمنى لو استطعت ارتدائه دائما أليس كذلك؟ لكن للمدرسة زي خاص ولا يمكننا تغييره، لذا لا تستطيع ارتداءه للمدرسة، لكن ما رأيك لو أخذناه معنا لترتديه في طريق العودة للبيت؟».

 

التعامل الخاطئ

إلى ذلك، فإن هناك عوامل كثيرة تدفع الطفل إلى اكتساب عادات وسلوكيات سيئة، أبرزها الحرمان العاطفي والمادي، وعدم تلبية احتياجاته من رعاية واهتمام وغذاء، والغيرة، وأسلوب الضرب، والتخلف العقلي، والاضطرابات النفسية، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية.

ومن الخطأ تهميش الأطفال وأمرهم بالسكوت وتعنيفهم في المناسبات، وتحجيم حركتهم داخل المنزل أو خارجه، وكذلك السخرية من أفكار الطفل والتعليق غير التربوي على ما يقدمه من إنتاج وتقدم، فبذلك تصبح الدافعية لديه متدنية.

كما أن قفل باب الحوار مع الطفل منذ الصغر بحكم العادات والتقاليد الخاطئة يقتل الذكاء اللغوي والاجتماعي لديه.

ويرى الخبراء أن العوامل الجينية التي يرثها الطفل من الأبوين وتولد معه وتتحكم في طباعه لا تمثل أكثر من 40% من مجمل سلوكياته، أما باقي الـ60% فهي سلوكيات يكتسبها الطفل من البيئة المحيطة به، وعلى رأسها الأبوين.

وبالتالي نصل إلى نقطة هامة، وهي أن جميع سلوكيات الإنسان تعتمد بشكل أساسي على طريقة تربيته وتنشئته.

ويُشار أن أبرز عوامل تربية الطفل بشكل سليمة، هي العلاقة بين الأم والأم فيما بينهما في المقام الأول، بما يضمن نموه في بيئة هادئة من بيت محب وآمن وهادئ من خلال العلاقة الطيبة بين والديه، فبذلك يحصل على قسطه من الأمان والاستقرار، ويكبُر متطبعا بسلوكيات الألفة التي عاصرها بينهما، وبالتالي معه.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

طفل تربية أهل سلوكيات أطفال التربية السليمة عادات تعليم تهذيب عادات سيئة