شهادات جديدة للتعذيب بالسجون المصرية.. دق المسامير بأجساد المعتقلين

الأربعاء 28 فبراير 2018 06:02 ص

رصد تقرير صحفي شهادات أربعة معتقلين تم إخفاؤهم قسرا وتعذيبهم في سجون الانقلاب العسكري بمصر، فيما رفضوا ذكر أسمائهم أو التسجيل الصوتي لأقوالهم، خوفا من تعرضهم وأسرهم للبطش أو الاعتقال مجددا.

ووفق التقرير الذي نشره موقع موقع (عربي 21)، قال أحد قيادات الصف الثاني في جماعة الإخوان المسلمون، إنه تعرض للإخفاء القسري لمدة 10 أيام، حيث تم القبض عليه من منزله عقب أحداث الفتح برمسيس في أغسطس/آب 2013، من منزله في الشرقية، وتم إيداعه أحد السجون الحربية لمدة 10 أيام، كانت أسوأ مما رآه وسمعه وعاشه في الدنيا.

وأكد (ع) وعمره 55 عاما، وهو مدرس، أن التعذيب كان يتم على مدار 24 ساعة، وبدرجات مختلفة بداية من الضرب في جميع أماكن الجسد، خاصة الوجه إلى الصعق بالكهرباء والرش بالمياه والوقوف عاريا، وتعمية العينين، والتكبيل من الخلف، وعدم السماح بالجلوس على الأرض.

وأوضح رافضا ذكر اسمه أو التسجيل معه أو كتابة تلك الشهادة بخط يده، أن عمليات التعذيب كان يشرف عليها ضباط ويقوم بها متطوعون متخصصون في التعذيب، وكانوا يطرحون الأسئلة طوال الوقت للحصول على معلومات عن أفراد آخرين لاعتقالهم.

وأضاف أن آهات التعذيب التي تصدر عن المعتقلين الآخرين كانت لا تنتهي حتى ينقطع صوت بعضها، فأتيقن أن أحدهم مات أو فقد وعيه من شدة التعذيب.

وكشف أحد السجناء عن وقوع عمليات تعذيب واسعة بحق الشباب المعتقلين في سجون الانقلاب، خاصة الذين تم ضبطهم بتهم القيام بعمليات نوعية ضد قيادات شرطية وأمنية، وأن التعذيب لا يمكن وصفه، ولا حتى الحديث عنه.

وكان المعتقل المفرج عنه قد اعتقل إثر انقلاب الجيش على الرئيس المنتخب «محمد مرسي» منتصف عام 2013، وتم إخفاؤه قسرا، والإفراج عنه.

وقال رافضا ذكر اسمه إن عمليات التعذيب تجرى على قدم وساق، مؤكدا أن أمن السجون يتفننون في ابتكار وسائل وطرق التعذيب، وأنه يتم دق مسامير بعضلات وأجساد الشباب المعتقلين، وبعد ذلك يتم تعذيبهم بربط أسلاك كهربائية في تلك المسامير لتعذيبهم بشكل دوري، قبل أن يتم رشهم بالمياه ليكون الألم أشد فتكا، بحسب تعبيره.

وأكد أن ما حبسه كان أسوأ ما عاشه في حياته، وقال إن علاقته بالحياة خلال تلك الفترة كانت مستطيلا من الحديد عرضه 10 سم في باب الزنزانة، هو ما يوضع له من خلاله الطعام ويتحدث فيه مع سجانيه.

ووصف ما تعرض له وما يتعرض له زملاؤه بأنها مجزرة بشرية بشعة، لا يستطيع أن يتخيلها أحد، مؤكدا أن الزنازين مصممة بطريقة تزيد التعذيب، وتوصل المعتقل للموت البطيء، مشيرا إلى أن أرضية وحوائط السجن تزيد من حرارة الصيف أضعافا، فتختنق حتى الموت ومن برد الشتاء ليصبح زمهريرا لا يتحمله بشر.

وقال إنه عاش ومعتقلا آخر من ذوي الاحتياجات الخاصة، في إحدى الزنازين، وكانت تلك الفترة أسوأ معاناة مع البرد القارس، حيث أكد أنه كان يتقاسم وزميله خمس بطانيات وساعات النوم ليلا، ليبدأ صاحبه بالنوم عقب صلاة العشاء وحتى الساعة الواحدة صباحا، واضعا بطانيتين على الأرض، وأخريين على جسده، بينما يضع هو البطانية الخامسة على جسده وهو جالس، ثم ينام هو باقي الليل ويترك بطانية واحدة لصديقه ليجلس حتى الصباح.

وعن سجن المزرعة، قال إنه اعتبر خروجه من السجن خروجا من الجحيم، وأوضح أنه كان يعيش وسط 120 معتقلا آخرين، جلهم من المهندسين والأطباء والمحامين والمعلمين ورجال الأعمال والصحفيين وعلماء الأزهر وحافظي القرآن الكريم، تبادلوا جميعا الخبرات والعلوم والتجارب والقصص الإنسانية.

وأكد أنه كانت تجمعهم الزنزانة مدة 23 ساعة يوميا، كل منهم يجلس وينام ويأكل ويعيش ويصلي في مساحة 50 سم عرضا، ومتر ونصف طولا، ولا ينقذهم من العذاب سوى ساعة تريض اعتبرها ساعة استعادة الحياة والآدمية.

وروى أحد المواقف التي قال إنها تجريدة تعرض لها السجن، بجمع كل متعلقات المعتقلين إلا من الملابس الداخلية وبدلة السجن، وكيف أن من يقومون بتلك التجريدة عناصر من خارج السجن، يقومون بعمليات ضرب وإهانة وتعذيب بلا رحمة بمختلف أدوات التعذيب، مؤكدا أن سماع آلام المعتقلين وتأوهاتهم وانتظار قدوم التجريدة وفتح باب العنبر ودخول أولئك المعتدين كان أشد إيلاما.

وأشار إلى وجود بعض العناصر الشرطية داخل السجون ممن بقي لديهم بعض الإنسانية، حيث أكد أنه في بعض المواقف القاسية تجد من بعض هؤلاء العناصر قليلا من الشفقة، تكشف عدم رضاهم عن ما يتعرض له المعتقلون من إيذاء وتعذيب.

ورفض المعتقل المفرج عنه قبل أيام (ع.أ) التسجيل الصوتي، عن ما تعرض له من عمليات إخفاء قسري وتعذيب، ورحلته كاملة من المعتقل إلى الحرية.

وأكد خوفه من أن تتم ملاحقته مجددا، رافضا ذكر مكان اعتقاله، والمدة التي تم فيها إخفاؤه قسريا، مشيرا إلى أنه ما زال يعاني إثر الفترة التي قضاها في المعتقل، حيث إنه أصيب باضطرابات نفسية، ويعاني من هلاوس سمعية، ولا يستطيع النوم بشكل سليم.

وأقر بعمليات تعذيب واسعة بحقه وبحق الكثيرين.

وروى الموجه بالتعليم (م.ن) وعمره 55 عاما، والمفرج عنه مؤخرا، الحديث عن فترة اعتقاله أو عن ما تعرض لها هو وأخوه المعتقل منذ ما يقرب من خمس سنوات، مؤكدا أن هذا الحديث يعلمه الجميع ولا يحتاج لإثبات.

وأشار إلى الأضرار النفسية التي تعرضت لها أسرته من المداهمات التي كانت تتم بشكل دوري لبيته وبيت العائلة حيث يقطن إخوته وأبناؤهم، موضحا أن أحد أبنائه أصيب باضطراب نفسي، وترك عمله خوفا من اعتقاله من خلاله، مؤكدا أنه يقوم بعلاجه الآن، معتبرا أن هذه أكبر خسارة له.

ومنذ الانقلاب العسكري الذي نفذه «عبدالفتاح السيسي» على «محمد مرسي» في يوليو/تموز 2013، تمارس السلطات المصرية انتهاكات جسيمة بحق المعارضين فضلا عن حملات الإخفاء القسري والاعتقالات الجماعية والتعذيب التي طالت المئات من المصريين دون رادع لهذه الممارسات والانتهاكات الحقوقية.

المصدر | عربي 21 + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر تعذيب السجون المصرية الانقلاب