لماذا قامت السعودية باجراء تغييرات مفاجئة في الجيش؟

الجمعة 2 مارس 2018 09:03 ص

استبدلت السعودية جيلا من قيادتها العسكرية، ولأول مرة فتحت بعض الوظائف العسكرية للنساء، وعينت امرأة في منصب رفيع في وزارة العمل، ضمن سلسلة من الخطوات النادرة في المملكة الأكثر تحفظا.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية مساء الإثنين الماضي أن المراسيم الملكية الأخيرة هي خطوة في حملة تهدف إلى إصلاح مؤسسات الدولة بقيادة ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان».

ولم يعط قادة المملكة أي تفسير للتغييرات المفاجئة، بما في ذلك تعيين رئيس أركان عسكري جديد ومسؤولين كبار آخرين في وزارة الدفاع والداخلية، مما أدى إلى تكهنات بأن السبب هو الفشل في الحرب المتوقفة في اليمن. لكن محللين يقولون أن هذا يعد جزءا من إصلاحات واسعة تشمل تغييرات سريعة فى السياسة الاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى زيادة الانخراط العسكري فى الخارج.

وقال «برنارد هيكل»، وهو متخصص فى الشرق الأوسط فى جامعة برينستون: «هناك مشروع أكبر لإصلاح الجيش». وأضاف أن: «الضعف العسكري الذي تعرضوا له في حرب اليمن ساعدهم على فهم المشاكل».

وعلى مدى ثلاث سنوات، تقود السعودية تحالفا من الدول في حملة عسكرية في اليمن ضد حركة الحوثيين المسلحة التي لها علاقات مع إيران، المنافس الرئيسي للمملكة العربية السعودية، وقد ذكرت الأمم المتحدة أن المملكة تلقت انتقادات دولية بسبب الصراع الذي أودى بحياة ما يقرب من 6 آلاف مدني وجعل 22 مليون شخص فى حاجة إلى مساعدات إنسانية.

وقد أنفق السعوديون المليارات لشراء أحدث المعدات العسكرية، وخاصة من دول غربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ولكن لا تزال هناك فجوة بين المشتريات والقدرة.

ويشغل ولي العهد الأمير «محمد» منصب وزير الدفاع السعودي ويعتبر مهندسا للحرب في اليمن.

وقد أعرب عن إحباطه من القيود البيروقراطية. وقال المحللون أن ذلك حفز الإصلاحات العسكرية، التى تشمل دفعة لبناء صناعة التسلح المحلية. وقال «هيكل» أن «ولي العهد يريد للسعودية أن تكفي نفسها عندما يتعلق الامر بالدفاع».

وقال إن التعديل العسكري يأتي في الوقت الذي قام فيه ولي العهد بتجديد عملية الشراء والعطاءات العسكرية.

وقد تم الإعلان عن هذه التغييرات قبل رحلة ولي العهد التى تستمر ثلاثة أسابيع فى مارس/أذار إلى لندن ثم إلى الولايات المتحدة حيث من المتوقع أن يزور واشنطن العاصمة وخمس مدن أمريكية أخرى.

وقال «ثيودور كاراسيك»، من مجموعة دول الخليج للاستشارات، وهي مجموعة استشارية خاصة في واشنطن «هذه لحظة كبيرة بالنسبة لهم». وأضاف: «إنها لا تتعلق فقط بجعل وزارة الدفاع أكثر كفاءة، ولكنهم أصبحوا جزءا من المفاوضات فى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حول الدفاع والتسلح».

ويعتقد «كاراسيك» أن هذا هو أيضا مثال على تحول الأجيال في المملكة العربية السعودية الذي بدأ عندما غير الملك «سلمان» تقاليد الخلافة الملكية ورفع ابنه إلى منصب ولي العهد في يونيو/حزيران الماضي. وقال «كاراسيك»: «إن هذا الضغط من الشباب سيعمل على التخلص من النظام القديم».

  كلمات مفتاحية

السعودية حرب اليمن تغييرات عسكرية محمد بن سلمان