مقابل 200 دولار فقط.. يمكن لأي سعودي إيصال الوسم الذي يريده إلى قائمة الوسوم الأكثر تداولا بالمملكة على موقع «تويتر».

فهناك شركات غير قانونية تستخدم آلاف الحسابات وعشرات الآلاف من التغريدات، لإيصال الوسوم المختارة إلى القائمة، مقابل مبالغ مالية، حسب ما كشفه تحقيق استقصائي أجرته مدونة «بي بي سي ترند».

وتستخدم تلك الشركات حسابات وهمية، والتي تنشر بدورها تغريدات تحتوى على الوسم حتى يصل إلى قائمة الأكثر انتشارا (الترند).

وقائمة «الترند»، هي القائمة التي يعرضها «تويتر» في موقع مميز على صفحته الأولى، وتضم الوسوم الأكثر انتشارا في بلد أو مدينة معينة، وفق اختيار المستخدم.

ويمكن للمستخدم اختيار مدينة داخل دولة ليرى أكثر الوسوم انتشارا بتك المدينة.

وتظهر في القائمة الوسوم في ترتيب من حيث معدل انتشارها، وليس فقط من حيث عدد التغريدات التي وردت على تلك الوسوم.

ويمكن لشركات أن تدفع لشركة «تويتر»، مبلغا ماليا حتى يقوم بترويج الوسم على صفحته، لكن ترويج «تويتر» لتلك الوسوم يكون واضحا.

غير أن هذه الشركات تستخدم طرقا غير مشروعة للوصول لقائمة «الترند»، عبر حسابات وهمية وتغريدات مكررة.

وهناك حدود لقدرات تلك الحسابات الوهمية على الترويج لوسم معين.

فرغم أن هذه الشركات وحساباتها الوهمية، قد تتمكن من إيصال وسوم إلى قائمة «الترند» بمدينة جدة (غرب)، على سبيل المثال، لكنها قد لا تنجح بالضرورة في إيصاله إلى قائمة «الترند» العامة في السعودية.

وتعتبر قدرة تلك الشركات على إيصال وسم إلى قائمة «الترند» في بلد -يعد الأكثر استخداما لـ«تويتر» في العالم العربي- أمر مثير للإعجاب.

ووفقا لإحصائية صدرت عام 2014، فإن السعودية لديها 2.4 مليون مستخدم نشط عبر «تويتر»، وهو ما يشكل أكثر من 40% من إجمالي المغردين العرب النشطين.

ورغم أن معظم الوسوم، التي يروج لها هدفها ترويج تجاري، إلا أنه يبقى احتمال أن تستخدم تلك الأساليب للترويج لآراء سياسية.

وعن ذلك يقول المحاضر في تاريخ الخليج والجزيرة العربية بجامعة اكستر البريطانية، «مارك أوين جونز»، إنه «لاحظ خلال الأزمة الخليجية بين قطر، ودول المقاطعة الأربع، حسابات عديدة على تويتر تنشر شائعات ومعلومات خاطئة».

ويضيف: «تلك الحسابات الوهمية يمكنها أن تتلاعب بعقول مستخدمي تلك المواقع الذين لا يعلمون حقيقة تلك الحسابات».

أما شركة «تويتر» فتعترف بالتلاعب بقائمة «الترند»، وتقول إنها «ليست بالجديدة».

وتضيف: «تويتر يستثمر بقوة في جهود التصدي لتلك المحاولات، ويعمل على عدم إدراج التغريدات المبرمجة في حساباته لمعدل انتشار الوسوم. كما نحاول أن نواكب تغيير هؤلاء المتلاعبين لأساليبهم بتطوير قدراتنا التكنولوجية في الكشف عنهم».

وتقول شركة «تويتر» إنها تنجح وبشكل يومي في ضبط نحو 130 ألف حساب يحاول التلاعب بقائمة «الترند».