قال السكرتير العام لنقابة الصحفيين وعضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، «حاتم زكريا»، إن بلاده مستاءة من هيئة الإذاعة البريطانية «BBC»، على خلفية ما وصفها بـ«الأخبار الكاذبة» التي تبثها تجاه الدولة المصرية، وقال إنها تؤثر في سمعتها وشكلها أمام المجتمع الخارجي.

وأضاف «زكريا»، في تصريحات للصحف المحلية، أنه «سيتم إرسال رسائل عتاب إلى مكتب القناة في القاهرة، واستدعاء رئيس مكتب القناة للتحقيق بخصوص ما تم بثه، خاصة أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام له الحق في مساءلة كافة الصحفيين والقنوات التي لها تراخيص داخل مصر، ومن ضمنها الوسائل الإعلامية الأجنبية، في حال بثها أخبارا كاذبة بشأن مصر».

وألمح إلى أنه قد يتم حجب موقع هيئة الإذاعة البريطانية في مصر، قائلا: «الحجب والغلق ليسا سمة داخل مصر، وإنما في حال عدم الالتزام بالمواثيق الإعلامية التي أقرتها القوانين والمجالس التنظيمية للإعلام، فإنه قد يكون حلًا للتعامل مع مثل هذه الأزمات، التي تكررت أكثر من مرة من نفس وسائل الإعلام الأجنبية في فترة حرجة للغاية، تزامنا مع اقتراب انتخابات الرئاسة المصرية، إلى جانب حرب مصر ضد العناصر الإرهابية في شمال سيناء».

يأتي ذلك بعد أن طالبت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر المسؤولين والشخصيات البارزة بمقاطعة «بي بي سي» بعد بثها فيلما وثائقيا عن حقوق الإنسان وصفته الهيئة بأنه «مليء بالأكاذيب».

ويتناول وثائقي «بي بي سي» الإجراءات المشددة ضد المعارضة في مصر خلال الأعوام الأربعة الماضية، ويشير إلى عدد من حالات انتهاك حقوق الإنسان، من بينها حالة مدون وناشط معروف سُجن للتظاهر السلمي، وشاب سُجن وعُذب لارتدائه قميصا عليه عبارة تنتقد التعذيب.

لكن الوثائقي أثار جدلا عندما استضاف برنامج حواري تليفزيوني في مصر امرأة شابة كانت والدتها قد قالت في وثائقي «بي بي سي» إنها اختفت منذ 10 أشهر بعد أن احتجزتها الشرطة، لكن الشابة نفت في البرنامج الحواري المشار إليه ما قيل عن اختفائها، وهو ما رجحه مراقبون بأن تكون الفتاة قد تعرضت للضغط والتعذيب لتكذيب رواية والدتها.

إلا أن الأم ظهرت يوم الثلاثاء الماضي، في برنامج على قناة «مكملين» المؤيدة لجماعة «الإخوان المسلمين» والمعارضة لنظام «السيسي» في مصر، تبث من تركيا، لتأكيد ما قالته عن احتجاز ابنتها. وفي اليوم التالي، قال «عزت غنيم»، محامي الأم، إن السلطات اعتقلت الأم.

وأكدت «بي بي سي» بدورها، أنها «تساند مصداقية العمل الصحفي لفرقها». وقالت إنها «ستناقش الشكوى بشأن الوثائقي مع السلطات المصرية في الأيام المقبلة».

وفي كلمة أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، الثلاثاء، انتقد وزير الخارجية المصري «سامح شكري»، «بي بي سي» وغيرها من وسائل الإعلام لما وصفه بأنه «الاعتماد على مصادر مختلقة لأغراض سياسية»، حسبما جاء في تغريدة على «تويتر» للمتحدث باسم الوزارة.

وتقول جماعات حقوق الإنسان إن هناك إجراءات مشددة متزايدة ضد الخصوم السياسيين قبيل الانتخابات الرئاسية في مارس/آذار الجاري ويخوضها الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» لإعادة انتخابه في سباق رئاسي يفتقر إلى التنافس الفعلي.