أكد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، اليوم السبت، أنه تلقى عرضا من وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون»، يقضي بإخراج عناصر «حزب الاتحاد الديمقراطي» (الجناح السوري للعمال الكردستاني) من منطقة منبج، مقابل تقاسم السيطرة الأمنية على المنطقة بين أنقرة وواشنطن.

ونفى «أردوغان»، في تصريحات صحفية أثناء جولته الأفريقية، وجود أي مشاكل مع الجانب الروسي فيما يخص عملية «غصن الزيتون» في عفرين.

وقال: «لطالما قال لنا الأمريكيون، منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما، إنهم لن يبقوا في منبج، وسيعمدون إلى إخراج (عناصر الاتحاد الديمقراطي) وسحبهم إلى شرق الفرات»، وذلك في رده على تأكيدات القائم بالأعمال الأمريكي في العاصمة التركية أنقرة «فيليب كونسيت»، التي أكد خلالها أن واشنطن ستقوم بإخراج «الاتحاد الديمقراطي» من منبج.

وأوضح: «رغم أنهم قطعوا لنا هذه العهود، سواء خلال المكالمات الهاتفية أو خلال اللقاءات الثنائية، إلا أنه على أرض الواقع لم يخرجوا عناصر الاتحاد الديمقراطي، والآن يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته الكلام ذاته، ولكن لم نر أي انعكاس لهذا الكلام على أرض الواقع».

وأضاف: «عندما زارنا وزير الخارجية الأمريكي، عرض علينا أن يتم إخراج الاتحاد الديمقراطي، مقابل تقاسم الجانب الأمني في المنطقة مناصفة بيننا وبين الأمريكيين، فأجبناهم بأن الجانب الأمني يجب ألا يكون لنا أو لكم، بل يجب أن يعود الأمر إلى سكان منبج الأصليين».

وحول «غصن الزيتون»، قال الرئيس التركي: «تستمر عملياتنا لإنشاء مراكز المراقبة في إدلب، وحتى الآن، قمنا بإنشاء ثماني نقاط مراقبة، وفي الفترة القادمة سنجري قمة ثلاثية في إسطنبول شبيهة بقمة سوتشي، والتي ستمثل فرصة لإعادة تقييم هذا الأمر والمواضيع المشابهة»، في إشارة إلى القمة التي من المقرر أن تجرى بين كل من الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، ونطيره الإيراني «حسن روحاني»، والروسي «فلاديمير بوتين».

وبشأن الوضع في الغوطة الشرقية وإدلب، أكد أنه اتصل بنظيره الروسي لإخلاء المدنيين، لكنه لم يصل إلى نتيجة، مضيفا: «يجب ألا نبقى متفرجين على الظلم».

وحول التهديدات الأمريكية التي تحدثت عن إمكانية تعرض تركيا لعقوبات أمريكية فيما يخص شراء منظومة إس 400 الدفاعية الصاروخية الروسية، بسبب شمول الشركات المصنعة بالعقوبات الأمريكية على روسيا، قال «أردوغان»: «لقد تفاهمنا مع الروس، وقضي الأمر، لقد اقتنت اليونان، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي منظومة إس 300 من روسيا، فهل تم تطبيق أي عقوبات عليها؟ وإضافة إلى ذلك، لن نسأل أحدا عما إذا كنا سنقتني ومن أين، فيما يخص قضايا أمننا القومي».

وزار «أردوغان» خلال جولته التي بدأت من الثلاثاء وحتي أمس الجمعة، الجزائر وموريتانيا والسنغال ومالي، ووقع على عشرات الاتفاقيات للتعاون مع الدول الأفريقية الأربعة.

يذكر أن الرئيس التركي أجري زيارة مشابهة لقارة أفريقيا نهاية ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، شملت تشاد وتونس والسودان، وهي الزيارة التي شهدت تسلم أنقرة من الخرطوم حق إدارة جزيرة سواكن لمدة غير معلومة وأثارت الاتفاقية جدلا كبيرًا عقب الزيارة، وتحدث البعض عن أنها بمثابة اختراق تركي للقارة السوداء ومساعي استعمارية تهدد الدول الأفريقية خاصة مصر.