7 موضوعات رئيسية على طاولة «السيسي» و«بن سلمان» بالقاهرة

الأحد 4 مارس 2018 08:03 ص

مكافحة الإرهاب ومواجهة إيران والقضية الفلسطينية والأزمة السورية والخليجية بالإضافة إلى تسليم جزيرتي «تيران وصنافير» وتوطيد العلاقات الاقتصادية.. سبعة موضوعات رئيسية على طاولة الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، خلال استقباله الأحد ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، بالقاهرة، في أول زيارة خارجية للأخير منذ توليه منصبه منتصف العام الماضي.

وحسب مراقبين ومهتمين بالشأن العربي، فإن الزيارة تأتي في ظروف عصيبة على الأمة العربية، مضيفين أنه ستتم مناقشة عدد من القضايا المهمة، أبرزها القضية الفلسطينية والأزمتين السورية والخليجية.

ويضيف المراقبون في تصريحات لصحيفة «الحياة»، أن مكافحة الارهاب في المنطقة والعالم ستكون محورا مهما من محاور اللقاء بين الجانبين، كما أن التهديد الإيراني وخططه التوسعية، وكذلك مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» ستكون على الطاولة.

«تيران» وإيران

المحلل السياسي والكاتب السعودي «سليمان العقيلي»، يشير إلى أن هذا الحدث يمثل أول زيارة رسمية للأمير «محمد بن سلمان»، بعد تعيينه وليا للعهد، ولكونها زيارة لأكبر دولة عربية، وهي الدولة الحليفة الكبرى للمملكة العربية السعودية، فهي «تتسم بأهمية استراتيجية، لعلاقات البلدين، وللوضع في الشرق الأوسط من جهة العلاقات الثنائية».

ويلفت «العقيلي»، إلى أنه سبق هذه الزيارة حكم المحكمة الدستورية العليا في مصر (أعلى سلطة قضائية في البلاد) بإبطال جميع الدعاوى حول جزيرتي «تيران وصنافير»، و«بتقديري أن ولي العهد سينسق مع القيادة المصرية لإنجاز تسليم الجزيرتين للسيادة السعودية، تسريعا لإقامة جسر الملك سلمان والمشاريع الاقتصادية السعودية والمصرية المشتركة في سيناء وفي غيرها من المناطق التي سيخدمها الجسر».

والسبت، أبطلت المحكمة الدستورية العليا في مصر، أحكاما قضائية بعدم قانونية اتفاقية تسليم جزيرتي «تيران وصنافير» إلى السعودية، وأكدت صحة تنازل مصر عن الجزيرتين للمملكة.

وعلى المستوى الإقليمي، يوضح «العقيلي»، أن ولي العهد سيبحث قضايا مواجهة الإرهاب الإيراني والإرهاب.

ويضيف: «فمن ناحية إيران، سيعمل على توحيد المواقف السعودية والمصرية في محور واحد، يتم تثميرة سياسيا وأمنيا وميدانيا، وبخاصة في ظل استراتيجية الحليف الدولي، وهو الولايات المتحدة الأمريكية، التي تنظر إلى إيران بالمنظار السعودي نفسه؛ على أنه يشكل تهديدا خطرا للأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم».

مكافحة الإرهاب

وعلى مستوى الارهاب، حسب «العقيلي»، «سيقدم ولي العهد، باسم المملكة، الدعم اللازم للحكومة المصرية، في سبيل مواجهتها الارهاب في سيناء، وسيطرح أية مساعدة سعودية في هذا الجانب، أو على الأقل تنسيقا أمنيا عالي المستوى».

ويلفت المحلل السعودي إلى أن «محادثات ولي العهد ستتطرق إلى القضايا العربية الراهنة، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، في ضوء تعثر المصالحة بين فتح وحماس، وكذلك القضية السورية، ومختلف قضايا المنطقة».

توطيد علاقات

من جانبه، يتوقع المحلل السياسي الكويتي «فهد الشليمي»، أن زيارة «بن سلمان» لمصر، «تأتي أولا لتأكيد أهمية العلاقة الأخوية المستدامة على مر السنين، والنفي القاطع لما يذكر ويردد من بعض وسائل الاعلام، بأن هنالك اختلافات في القضايا الأساسية التي تمثل البلدين والمنطقة بأكملها».

ويبين أن الزيارة، التي يقوم بها ولي العهد السعودي لمصر ستتطرق إلى المشاريع الاقتصادية بين البلدين، ومن ضمنها المشاريع الاقتصادية المصرية، وفق «رؤية المملكة 2030».

وتعد السعودية من أبرز الدول التي ساعدت مصر، عقب الانقلاب الذي قاده «السيسي»، إبان توليه وزارة الدفاع، على أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا «محمد مرسي» في 3 يوليو/تموز 2013.

ويضيف «الشليمي» أن الزيارة «تأتي في ظروف صعبة تمر بها الأمة العربية، سواء الوضع في سوريا أم القضية القطرية، ومن أحد الملفات المهمة هو الموضوع اللبناني، وخصوصا ما يمثله حزب الله من نشر الفوضى في البلدان العربية، وكذلك الموضوع الإيراني وكيفية مواجهة التهديدات الإيرانية».

وتقف مصر مع تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، ضد ميليشيات «الحوثي» المدعومة من إيران، كما انضمت إلى السعودية والإمارات والبحرين في مقاطعة وحصار قطر العام الماضي.

كما يذكر أن القضية الفلسطينية ستكون محور نقاش في هذه الزيارة، نظرا إلى ما تمثله من أهمية بالغة للبلدين ولجميع البلدان العربية، إضافة إلى بعض المشكلات الأفريقية لمصر، وسيكون هنالك دور سعودي لحل هذه الإشكالات.

سوريا

إلى ذلك، يشير المحلل السياسي السعودي «خالد الزعتر»، إلى أن «الزيارة تكتسب أهميتها من حيث توقيتها، بالنظر إلى التطورات الحاصلة في المنطقة، وبخاصة في ظل التغييرات الحاصلة في الإقليم، وبالتحديد في الخريطة السورية، التي تشهد تغييرا في خريطة التحالفات بين القوى الفاعلة في الملف السوري: تركيا وأمريكا وروسيا».

ويضيف: «ما يجري يتطلب تعزيز الدور العربي في الملف السوري، خاصة أن هذا الدور تراجع كثيرا، وفلم يعد للدور العربي في سوريا أهمية، ولم يعد لاعبا فاعلا في الخريطة السورية، التي أصبحت تتنازعها أطراف إقليمية ودولية تجد من مصلحتها استمرار الفوضى».

ويتابع الكاتب السعودي: «العمل على عودة الدور العربي في الخريطة السورية من شأنه أن يعمل على إعادة البوصلة نحو الحل السياسي، وبخاصة أن البوصلة في سوريا تتجه نحو الصدام الإقليمي، في ظل الانتهاك الحاصل للسيادة السورية من عدة أطراف، مثل إيران وتركيا و(إسرائيل)».

وتعتبر هذه المرة الأولى التي سيزور فيها «بن سلمان» مصر، منذ أن أصبح وليا للعهد، وتأتي الزيارة قبل أن يسافر إلى لندن في 7 من مارس/آذار الجاري، وإلى الولايات المتحدة في 19 من الشهر ذاته.

كما تأتي الزيارة قبل أسابيع قليلة من انتخابات الرئاسة المصرية، التي يسعى «السيسي» للفوز فيها بفترة ثانية، وكذلك في وقت يواصل فيه الجيش المصري عملية موسعة في سيناء تحت اسم «سيناء 2018».

وكانت آخر زيارة لـ«بن سلمان» إلى القاهرة، في أبريل/نيسان 2016، وتخللها توقيع الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، مع «السيسي»، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين الدولتين، وما ترتب عليها من تنازل مصري عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.

وزار «بن سلمان»، مصر 3 مرات خلال عام 2015، التقى فيها «السيسي»، وذلك أيام أبريل/نيسان، و29 يوليو/تموز، و ديسمبر/كانون الأول، وكانت جميعها لتوثيق العلاقات بين الدولتين، ولبحث الملفات العربية مثل اليمن وسوريا، وتشكيل التحالف الإسلامي.

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية المصرية تيران وصنافير بن سلمان السيسي الأزمة الخليجةي الأزمة السورية تعاون ثنائي

قبيل زيارة «بن سلمان».. أعلى محكمة مصرية تقر صحة اتفاقية تيران وصنافير

«السيسي»: علاقتنا بالسعودية تتسم بالخصوصية وطابعها استراتيجي